العدد 2202 - الإثنين 15 سبتمبر 2008م الموافق 14 رمضان 1429هـ

«ناصفة رمضان»... يحييها الكبــــار بالتسبيح والصغار بالقرقاعون

أقيمت في البحرين على مدى ليلتين بسبب «اختلاف الهلال»

احتفل كبار البحرين وأطفالها مساء أمس بناصفة شهر رمضان للمرة الثانية، وزينوا المجالس بتلاوة القرآن والتسبيح وملأوا طرقات المملكة بالأهازيج الشعبية التي تعدى صداها ليصل إلى كل المناطق، لليلة الثانية على التوالي، بسبب الاختلاف في رؤية الهلال، إذ لم يمنع تعدد الرؤية لغرة شهر رمضان من إحياء المناسبة في ليلتين متتابعتين شارك فيها الجميع.

وكانت الاحتفالات امس مزينة بقراءة مولد سبط الرسول الإمام الحسن بن علي (ع) الذي يصادف 15 رمضان وملونة بالأهازيج الشعبية التي يرددها الأطفال عند مدخل كل منزل للحصول على القرقاعون.

وكان المواطنون أمس مستعدين لهذه المناسبة، فبعضهم صرف القطع النقدية ليعطيها للأطفال الزائرين وبعضهم اشترى الحلويات والمكسرات التي يتم شراؤها بكثرة لهذه المناسبة ويتم توزيعها على الأطفال.

وبدت للأطفال أمس وجوه مشرقة إذ ارتسمت على وجوههم الابتسامات فرحا بهذه المناسبة التي ينتظرونها منذ أن يتم الإعلان عن دخول شهر رمضان، وذلك للاحتفال بهذه الليلة التي يطول فيها السهر وتكثر فيها الزيارات ويتم فيها تبادل الهدايا أثناء الزيارات العائلية.

ولم يتخلّ الكبار أيضا مساء أمس عن الاحتفال بهذه الليلة، فالمآتم اكتظت بالجماهير لإحياء هذه الليلة بالتواشيح الدينية التي كان لها النصيب الأكبر في أنشطة المآتم بالإضافة إلى الموائد الجماعية المفتوحة ومجالس المدح. أما البيوت فقد فتحت مجالسها لإحياء «التسبيح» وتلاوة القرآن. إذ يجتمع نفر من الناس في كل مجلس ويستمعون لختم القرآن، ويرددون بعد كل سورة بصوت جماعي «سبحان الله والحمد لله... ولا إله إلا الله... الله أكبر الله أكبر... ولله الحمد». ثم يقوم صاحب البيت بوضع مائدة الطعام والفاكهة احتفاء بالمناسبة.

الشوارع كانت هي الأخرى تتغنى بإحياء هذه الليلة وكان للشباب دور فيها، إذ قاموا بتوزيع الحلويات والمكسرات والمشروبات على المارة وهنأوهم بهذه المناسبة.

وتعتبر الاحتفالات التي تقام بمناسبة ليلة النصف من شهر رمضان عادة قديمة توارثها الأبناء عن الأجداد، لذلك فإن العديد من دول الخليج تحتفل بهذه المناسبة، وغالبا ما يكون الاحتفال في دول الخليج على شكل معين، إذ يشتري رب العائلة المكسرات والحلويات ويوزع منها على الجيران، ويجتمع أطفال المنطقة وكل شخص يحمل كيسا معلقا في رقبته فيذهبون إلى هذا البيت أو ذاك ويطرقون الأبواب في المنطقة وهم يقولون بصوت عالٍ مسموع «سلم ولدهم يا الله... خليه لمه يا الله... عادت عليكم صيام في كل سنة وفي كل عام»، ويردد الاطفال اهزوجتهم عدة مرات، بعد ذلك تقوم ربة البيت بتوزيع الحلوى والمكسرات عليهم كل في كيسه.

وتختلف أهازيج القرقاعون من منطقة لأخرى على مستوى مناطق البحرين، كما تختلف أيضا على مستوى الخليج. كما أن مسمى القرقاعون يختلف أيضا، فبعض بلدان الخليج يسمونه «قرقيعان» والبعض الآخر «قريقشو»... وغيرها، ولكن تتعدد الأسماء وطرق الإحياء والمناسبة واحدة

العدد 2202 - الإثنين 15 سبتمبر 2008م الموافق 14 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً