العدد 2202 - الإثنين 15 سبتمبر 2008م الموافق 14 رمضان 1429هـ

حان الوقت ليطلق المسلمون خطوات مبرمجة في التواصل مع الآخر

رئيس مجلس الشئون الإسلامية بولاية ميريلاند محمد بشار عرفات من البحرين:

أكد رئيس مؤسسة تبادل وتعاون الحضارات رئيس مجلس الشئون الإسلامية بولاية ميريلاند الإمام محمد بشار عرفات أن العرب والمسلمين مقصرون كثيرا في التواصل مع بقية الثقافات والحضارات والديانات الأخرى، موضحا أن هذا التقصير يعد سببا للنظرة السلبية عن المسلمين في مختلف بقاع العالم.

وقال عرفات في محاضرة: <>الدين في المجتمع الحديث، دعوة للحوار والتسامح>> التي نظمتها جمعية المنتدى مساء أمس الأول بقاعة السيف في مركز البحرين للمعارض: «إن المسلمين لديهم مخزون كبير من القيم الحضارية والمبادئ السامية لكنهم لم يوظفوها كأداة للتواصل الإنساني».

وذكر عرفات أن هدف إقامة المؤسسة هو تعزيز التعاون بدلا من المواجهات بين مختلف الأديان والثقافات والتركيز على العوامل التي أدت إلى ازدهار أو انهيار الحضارات السابقة وكيف تمكن الناس في هذه الألفية من الاستفادة من دروس الماضي في تغيير العالم إلى قرية عالمية.

وأضاف عرفات «لقد مرت الكثير من الحضارات وازدهرت ثم انقرضت، فبعض هذه الحضارات تركت وراءها آثارا تدل على وجودها والبعض الآخر اختفت تماما ولم يبقَ سوى اسمها» مؤكدا أن الديانات السماوية الثلاث تدعو إلى السَّلام والمحبة والرحمة والتعاون(...) وهذه القيم أدت إلى الازدهار والتطور في الماضي، فاليهودية ازدهرت خلال عصر الإسلام الذهبي لحكمه أسبانيا الذي دام ثمانية قرون إذ كانت الحريات الدينية لأهل الكتاب مصانة، كما أدى التعاون الإسلامي في العلوم والرياضيات والطب وعلم الفلك إلى نهضة أوروبا المسيحية في العصور الوسطى».

وتطرق عرفات إلى تجربة النساء المسلمات في الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن «المسلمات حرات في ارتداء الحجاب أو غطاء الرأس من عدمه في الولايات المتحدة إذ حرية التعبير مكفولة بموجب الدستور، ويشعر كثير من المسلمات في أميركا أنهن يشكلن المثل النموذجي «للمرأة المسلمة الحقيقية».

وفي حين أشاد عرفات بمؤتمر مدريد لحوار الأديان الذي نظمته المملكة العربية السعودية بمشاركة واسعة، واعتبره خطوة مهمة تصب في الاتجاه الصحيح، فقد أوضح أن هذه الخطوات ليست كافية، إذ إنها جهود طارئة في حين أن العمل يحتاج إلى خلق آليات تواصل دائمة وفعالة تستطيع أن تعبّر عن وجهة نظر العرب والمسلمين لدى أتباع الديانات والثقافات الأخرى، ويجب ترجمتها في برامج تفصيلية تحمل الخطوات المبرمجة والمدروسة والمربوطة في جداول زمنية لقياس مدى تحقيق أهدافها.

وفي رده على بعض المداخلات أوضح أنه من خلال وجوده لسنوات طويلة في الولايات المتحدة يعتقد أن التقصير في هذا الجانب لا تتحمله جهة معينة، وإنما تتحمله كل الأطراف حكومات وشعوبا ومنظمات مجتمع مدني، لان بإمكاننا أن نعمل الكثير لكننا مقصرون في هذا الجانب.

وأشار إلى أن هناك نوعاّ من الشغف والرغبة القوية لدى الشعب الأميركي والشعوب الأوروبية في التعرف أكثر فأكثر على قيم وحضارة وثقافة البلدان العربية والإسلامية.

واستعرض برامج تمثل المؤسسة التي يرأسها والتي استطاع من خلالها أن يحقق تواصلا حقيقيا مع اليهود، وقدم صورا حية على شاشة العرض عن طبيعة البرامج مثل زيارة الكنائس ومتابعة اليهود.

من جهته، أشار أمين عام جمعية المنتدى إبراهيم علي إلى أن عرفات شغل منصب الإرشاد الديني في جامعة جونز هوبكنز بين العامين 1993 و2003 ومن ثم في مستشفى جونز هوبكنز بين العامين 2000 و 2003 وتزامن ذلك مع إرشاده الديني في مدينة التيمور منذ العام 1998 وحتى العام 2006.

وأضاف أن «مؤسسة تبادل وتعاون الحضارات أسسها عرفات في العام 2000 هادفا منها إلى إعداد برامج للتبادل الثقافي وتأكيدا لأن الاختلاف بين الثقافات والأديان هو عامل ثراء للبشرية في ظل العولمة والقرية الصغيرة، وخلق عالم ينعم بالحب والسلام».

ولفت إلى أن «المحاضر أسس معهد النور باللغة العربية والدراسات الإسلامية بالتيمور العام 1993 ، كما يمتلك تجارب حية وناجحة في التواصل مع الآخر»

العدد 2202 - الإثنين 15 سبتمبر 2008م الموافق 14 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً