العدد 2201 - الأحد 14 سبتمبر 2008م الموافق 13 رمضان 1429هـ

كم جعفر سيموت قبل أن نتحرك؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

من الغريب جدا أن لا نرى حتى الآن أية تعليمات أو موقف حازم يصدر من قبل الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم في قضية مأساة طفل الحضانة «السيدجعفر العبار» ذي السنوات الأربع, الذي «طهته» حرارة الشمس ومات موتا بطيئا في أول أسبوع من رمضان وفي أول يوم يتوجه فيه إلى الحضانة التي كانت من المفترض أن ترعاه ولكنها نسته مع السائق الذي نساه هو الآخر وتركته المرافقة في الحافلة قبل أن ترتفع درجة حرارته وهو يصرخ ويستغيث النجدة لمدة أربع ساعات... (تصوروا أربع ساعات وهو يصرخ ويستنجد وأعضاؤه الحيوية تطهى بالحرارة) حتى سقط مصابا بسكتة دماغية والدم يخرج من كل مكان ويموت موتا بطيئا مؤلما.

ما أقسى خط هذه السطور... وما أقسى هذا الحدث... الذي بدأنا به شهر رمضان المبارك, ولكن الأقسى من كل ذلك أن كل شيء يسير كما كان، وأطفالنا في حافلات الموت يتنقلون، والمدارس مجرد مصائد لسلب صحة وحياة أطفالنا، والجهات الرسمية تتمنى أن لا يذكرها أحد بما جرى.

عجبا... لماذا لا تتحرك كل الجهات في موضوع الطفل جعفر؟

لماذا لا يتم إغلاق الشركات التي تنقل أطفالنا بصورة عبثية؟

لماذا لا تغلق الحضانات والمدارس التي لا تهتم بصحة وحياة أطفالنا؟

لماذا الاكتفاء بتصريحات عمومية عن تشكيل لجنة تحقيق أو إحالة الموضوع إلى النيابة العامة، بينما كثير من أوضاع أطفالنا تحتاج إلى مراجعة شاملة للحفاظ على صحة الطفل؟!

ألسنا موقعين على اتفاقية حماية حقوق الطفل الأممية؟

أين التطبيق الفعلي لهذه الاتفاقية؟ أم أن البعض يحتسب أن التطبيل للاتفاقية أفضل له من التطبيق؟

لسنا بحاجة إلى أن ننتظر مجلس نواب أو أية صيحات واستغاثات... إننا بحاجة إلى إجراء فعلي مباشر تجاه مشكلة واضحة وهي متفاقمة.

إن أسوأ ما سمعته خلال اليومين الماضيين أن أمّا أصابتها نفس حادثة الطفل جعفر، وأنها هي التي أنقذت طفلها لأن الحافلة كان من المفترض أن ترجع طفلها الى المنزل، ولكنه نام في الحافلة ولم يصل إلى المنزل بعد أن نساه السائق، ما اضطر الأم إلى البحث عن رقم هاتف السائق وإنقاذ ابنها... ترى كم جعفر سيموت قبل أن نتحرك؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2201 - الأحد 14 سبتمبر 2008م الموافق 13 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً