يوما بعد يوم تختنق شوارعنا بالسيّارات، ويوما بعد يوم تمتلئ المواقف حول المنازل بالسيّارات، ويوما بعد يوم يزداد عدد الزائرين للبحرين عبْر جسر الملك فهد (من السعودية) ومن المتوقع أنْ يصعد عدد الزائرين إلى 16 مليون شخص سنويا في السنوات المقبلة، وبعد افتتاح جسر المحبّة مع قطر (ربما في 2012)، فإنّ البحرين كلّها ستتحوّل إلى موقف سيّارات مع ملايين البشر العابرين لشوارعها في كلّ سنة.

البحرين ليست الوحيدة التي تُعاني من هذه المشكلة، وإنّما الكثير من المدن والدول في أنحاء العالم لديها مشكلات مماثلة، والحل الاستراتيجي يكمن في خطة وطنية متكاملة تضع بعين الاعتبار احتياجات التنمية بعيدة المدى. حاليا توجد خطة لتطوير الشوارع، ولكن من غير المعلوم إذا كانت متكاملة مع خطط أخرى لإنشاء شبكة شوارع بديلة، كما أنّه ليس معلوما فيما إذا كنّا جادين فعلا في تأسيس سكك الحديد وخدمة عامة للنقل.

حاليا فإن كلّ مواطن يسوق سيّارة، وهذا يعني اننا سنحتاج إلى ثقافة أخرى، وتسهيلات أخرى للنقل العام و الجماعي، وتسهيلات لخدمات التاكسي بشكل يتناسب مع بلد عصري. ففي كلّ بلد يمكن الوقوف على الشارع العام والإيماء إلى سيّارة التاكسي والذهاب الى أي مكان بعيد أو قريب، إلاّ أنّ هذه الظاهرة ليست موجودة في البحرين.

الخطة الوطنية المنشودة يجب أنْ تشتمل على البنية التحتية بحيث يتم تقليل عمليات الحفر التي تتواصل طوال السنوات؛ لأنّ الشوارع وخطوط الإمداد والخدمات ليست متوافقة فيما بينها في كثير من الأحيان... كما تتطلب الخطة الوطنية، مثلا، إفراغ جميع أحياء المنامة القديمة من السيّارات، وتوفير مواقف تحتمل العدد الذي يحتاج إلى الذهاب لتلك الأحياء (بعد استعادة مجدها وتاريخها)... هذه مهمّات كبيرة تتطلب جهودا استثنائية عاجلة، وتأخيرها يعني تأخير تنمية البحرين مستقبلا