كشف الممثل «الإسرائيلي» إيجال ناعور الذي يجسد دور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في المسلسل التلفزيوني «منزل صدام» الذي بدأ تلفزيون الـ «بي بي سي» عرضه قبل أيام، أنه كان قد نجا من الموت في أعقاب قصف صاروخي عراقي على بلدته بالقرب من تل أبيب خلال حرب تحرير الكويت.

غير أن الممثل الإسرائيلى قال إن تجسيده لدور الرئيس العراقي الراحل في المسلسل الجديد لم يكن بدافع الرغبة في الانتقام بقدر ما كان تأكيدا لقدرته على تجسيد الدور للشبه الكبير بينهما.

وأكد ناعور أنه أفضل ممثل يمكن أن يقوم بالدور، باعتباره عراقي الأصل ويقطن في حي بجوار تل أبيب يعيش فيه الإسرائيليون من أصل عراقي، مشددا على رفض الجدل الذي أثير في العالم العربي لتجسيده دور صدام حسين باعتباره «إسرائيلي» الجنسية والمنشأ، وقال: «نحن فنانون، لماذا يتعين أن نكون إسرائيليين أو لبنانيين أو مصريين؟!» .

وقال الممثل «الإسرائيلي»، إن خبرته مع النزاعات والتعقيدات في الشرق الأوسط جعلته المرشح الأفضل بين غيره من الممثلين، فضلا عن كونه عربيا قضى طفولته في «إسرائيل» بعد رحيل أسرته من بغداد، مشيرا إلى أن الحي الذي نشأ فيه ويهيمن عليه اليهود العراقيون كان يتكلم باللهجة العراقية، مضيفا: «لقد كانت بغداد الصغيرة حول تل أبيب».

وتابع ناعور بالقول: «بمقدوري أن أفهم أكثر بكثير من ممثل بريطاني أو ممثل أميركي عن هذا الرجل والأجواء التي كان يعيشها... هذه منطقتي... الشرق الأوسط... العراق، ويمكنني أن أفهم أمورا مثل الحاجة الملحة إلى الشرف والكبرياء، وأعيش في بيئة حرب ودماء».

ولفت الممثل «الإسرائيلى» إلى أن الكثير من التونسيين اعتقدوا أنه صدام حسين الحقيقي خلال تصوير المسلسل في تونس، للشبه الكبير بينه وبين الرئيس الراحل، لافتا إلى أنه حصل على دور صدام فورا، بعد أن أرسل إلى الجانب المكلف بالإنتاج صورته وهو بشارب وأخرى وهو يرتدي العقال العربي.

يشبه بوش وبلير

من جانبها، اعتبرت صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية أن المسلسل كشف عن وجود نقاط مشتركة بين صدام حسين والرجلين اللذين ساهما في إسقاطه مع الغزو الأميركي العام 2003، وهما الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير.

وأشادت الصحيفة بما اعتبرته «الأداء المتميز لناعور في دور الدكتاتور؛ إذ يظهره مثيرا للحيرة، فيما يتعلق بالشئون الأسرية وعملاقا في الشئون السياسية»، مضيفة أن: «ناعور يعطي الانطباع بأن صدام كان مقتنعا كليا بسلامة قضيته، تماما مثل بوش وبلير عندما شنا الحرب عليه».

فيما رأت صحيفة «الإندبندت» أن المسلسل نجح في إظهار الرهبة التي يثيرها صدام في نفوس كل من اقترب منه.

وأوضح كاتبا سيناريو «منزل صدام» إليكس هولمز وستيفن بتشارد أنهما عملا لمدة عامين على النص، وتحدثا إلى أعضاء سابقين في نظام الرئيس العراقي وموظفين سابقين في قصوره وشهود وجامعيين.

من جانبها، ذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن مسلسل «منزل صدام» بدأ يحظى باهتمام كبير من قبل المشاهدين، للشبه غير العادي بين إيجال ناعور العراقي الأصل وصدام حسين.

يذكر أن الممثل المصري عمرو واكد يقوم بدور «حسين كامل» زوج ابنة صدام حسين الذي تم اغتياله في العام 1996 فور عودته من الأردن. ويتناول المسلسل من وجهة النظر الغربية حياة صدام حسين منذ بذوغ نجمه في العام 1979 إلى أن تم إعدامه في العام 2006