العدد 2199 - الجمعة 12 سبتمبر 2008م الموافق 11 رمضان 1429هـ

خير جليس للنساء في رمضان...! (منوعات)

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

سمعتُ قبل أيام في أحد البرامج الدينية التي تعرض خلال الشهر الكريم على إحدى القنوات الفضائية العربية رجل دين يبدأ حلقته اليومية بقوله: «أتعلمون من هو أشر جليس لنساء المسلمين جميعا في شهر رمضان... إنه المطبخ... وليس إبليس... انظر لربات البيوت فهن يبدأن منذ الصباح الباكر العمل داخل المطبخ ويستمر ذلك حتى وقت السحور مما يلهيهن عن صلاتهن وعبادتهن، وهكذا تكمل شهرها، نوما وعملا في المطبخ من دون صلاة وتلاوة للقرآن»... بعدها غيّر الموضوع بالحديث عن مجالس النساء في ليالي رمضان، فمن وجهة نظره: هن جميعا «وأنا أقصد نساء العالم العربي» يتخذن الليل لـ «النميمة» و «الغيبة» بدلا من أن يطيبن أفواههن بتلاوة كلمات من كتاب الله... نعم فهن ناقصات عقول».

لحد هني وكفاية... امتعضت قلبي غضبا بعد سماع كل تلك الكلمات في ذلك البرنامج، فهل فعلا «نحن ناقصات عقول؟»... إليك تحليل ناقصات العقول يا شيخ:

- إن تركت المرأة المطبخ ولزمت سجادتها وقرآنها، فمن أين ستأكل هي وعائلتها؟ أليس من واجبها أن تطبخ لهم؟ ثم أليس «العمل عبادة»؟

- إن لم تكن تريد لزوجتك أو نساء العالم العربي جميعا أن يكن حاضراتٍ في المطبخ وقتا طويلا، فلم لا تطلب من رجال العالم العربي جميعا أن يساعدوا زوجاتهم؛ حتى ينهين العمل في وقت أقل ثم يتفرغن للعبادة؟

- المطبخ يا شيخ ليس أشر جليس وإنما هو خير جليس، فإن انشغال النساء في المطبخ وسط الخُضَر واللحم والحلويات والعصير سيلهيهن عن «النميمة» و «الغيبة» التي تعتقد أنت بأنها ملازمة إياهن. كما أن تبادل المرأة أطباق الطعام مع جيرانها يعد سمة حسنة وخلقا نبيلا، ونوعا من أنواع صلة الرحم.

- أما بالنسبة إلى المجالس الرمضانية فلا أعتقد أنها لـ «النميمة» و «الغيبة»، فلو جربت يوما ودخلت مجلسا نسائيا لوجدت كلامك خاطئا. ففي البحرين على سبيل المثال عندما تتزاور النساء في الليل، فإن ربة البيت تضع لضيفتها كل ما لذ وطاب من أصناف الطعام التي أعدتها. لذلك تجد غالبية أحاديثهن في هذا الشهر عن تلك الأطباق، أو ما يقمن به من زيارات، أو كيف سيجهزن للعيد. كما أن لدينا في البحرين مجالسَ خاصة بقراءة القرآن الكريم وأخرى خاصة بتفسيره.

وأخيرا، اعلمْ جيدا أن المطبخ سارق لوقت غالبية النساء، ولكن ليس إلى درجة المبالغ بالقول إنه يلهيهن عن العبادة، إذ تخرج السيدات عادة من المطبخ مثقلات ومهلكات من التعب، فتجدها تلجأ للنوم ثم تكمل بعده السهر بين قنوات التلفزيون بالتنقل من مسلسل إلى طوال الليل حتى السحور، دون أن تطيب فوه بذكر الله وتلاوة سورة من القرآن الكريم... أقول لكل وللمتعذرات بتلك الحجة التي قلتها أنت: «إلي يبغي الصلاة ما تفوته، ثم إن نساء العالم العربي لسن سواء كما هي أصابع يدك تماما».

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 2199 - الجمعة 12 سبتمبر 2008م الموافق 11 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً