العدد 2199 - الجمعة 12 سبتمبر 2008م الموافق 11 رمضان 1429هـ

عام دراسي صعب من البداية

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أزمة توظيف مدرسين، شبكة طرق سيئة وحفريات في كل مكان، رفض أهلي لنقل أبنائهم من مدارس قريبة لهم لأخرى بعيدة، نقص في المدارس، استقالة مدرسين بسبب نقلهم من مدارسهم، نقص في الصفوف، في الكتب، في المكيفات، لخبطة وخربطة في توزيع الطلاب على المدارس وغيرها من القضايا التي صاحبت هذا الجو الحار والشهر الكريم وارتفاع الأسعار وموجة الغلاء وتدني الأجور.

نعيش زمنا أصبحت فيه النفوس غير قادرة على التحمل أكثر، ولا وجود لكلمة معناها الصبر فأي صبر يمكننا أن نطالب به المواطنين من كل هذه القضايا وما يصحابها من مشكلات، أية نفسية لمواطن يخرج من منزله لإيصال أبنائه للمدرسة خلال دقائق ليجد طابورا طويلا من السيارات تقف أمامه لتحول دون وصوله إلى تلك المدرسة، إلا بعد ساعات لكثرة الحفريات والتحويلات، إذ لم تجد وزارة الأشغال طوال العام سوى هذه الأيام لتنفيذ مخططاتها التطويرية في مختلف طرق البحرين وفي وقت واحد.

أية نفسية هذه التي تجد أبناءها حائرة في أول يوم دراسي لا يعلمون أين يذهبون، أية نفسيه هذه والطالب أو الطالبة يعود من أول يوم دراسي وقد كره هذا اليوم والعام كله لضيق أفق الجميع ولغياب الخطط والاستراتيجيات التي تقوم بها أية دولة في العالم قبل أي عام دراسي، فماذا كانت تفعل وزارة التربية طوال فصل الصيف، وأين خططها من كل ما يحدث من إرباك، أم أنها مازالت حديثة العهد بما يحدث كل عام دراسي.

ما شهدناه في الأيام الأولى من العام الدراسي يكشف عن سوء تخطيط وغياب كامل لفرق وزارة التربية والتعليم، فأين هذه الفرق واللجان من نقص الصفوف، وأينهم من تعطل المكيفات، وأينهم من توزيع الطلاب على المدارس ونقصها، وأينهم من أزمة الكتب، وتذمر المدرسين.

مع احترامي لوزير التربية والتعليم والذي أكن له كل التقدير والاحترام، إلا أن ما يحدث في مطلع العام الدراسي لا يكفيه زيارة لمدرسة هنا أو هناك والوقوف مع مديرها ليقول من البداية «كل شيء كامل يا طويل العمل ولا ينقصنا شيء». الوضع بحاجة إلى فريق طوارئ حقيقي يقوم بالكشف عن كل مكامن الخلل في مختلف المدارس ومحاسبة المقصرين ووضع خطط قصيرة المدى لمعالجة المشكلات حاليا، وآخرى متوسطة للحيلولة دون تكرارها في العام المقبل، وخطة طويلة المدى قادرة على خلق الجو المناسب والسليم لبيئة تعليمية صحيحة من بداية العام وحتى نهايته، من دون أي إرباكات تعطل هذه المسيرة وتؤخرها ليجد الطالب نفسه في نهاية العام من دون أي تحصيل علمي لكثرة ما أحاط به من مشاكل في مدرسته.

هل بإمكان وزارة التربية والتعليم أن تدخل مشروع إصلاح التعليم بمدارس بالية وخطط واهية، وأينها من تحسين مخرجاتها في ظل هذا الإرباك الكبير الذي سينعكس على نفسية الطلبة ومن ثم تحصيلهم العلمي، لابد من وقفة حقيقية للحساب والمحاسبة ما دمنا في البداية قبل أن نفجع بالنهاية.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2199 - الجمعة 12 سبتمبر 2008م الموافق 11 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً