«منتدى المستقبل»، إن كنتم تذكرون، كان فكرة الرئيس الأميركي جورج بوش التي طرحها في منتصف 2004 بهدف نشر الديمقراطية في بلدان ما أطلق عليه حينها «الشرق الأوسط الكبير»، وتشكل المنتدى من وزراء خارجية الدول الرَّاغبة من بلدان مجموعة الثماني وبلدان الشرق الأوسط الكبير. وانعقدت مؤتمرات هذا المنتدى في المغرب (2004) والبحرين (2005) والأردن (2006) واليمن (2007)، والمؤتمر المقبل سينعقد في الإمارات في الفترة من 18 إلى 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2008.
وأعلنت الإمارات أن منتدى المستقبل في أكتوبر المقبل سيركز على «قضايا الإصلاح والتنمية المستدامة»، ومن المتوقع أن يشارك في المنتدى «أكثر من 38 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى رؤساء المنظمات العربية والإسلامية والإفريقية والدولية». وسيصاحب انعقاد المنتدى الذي يجمع الرسميين منتدى موازٍ يجمع منظمات المجتمع المدني (والمقرر عقده في دبي في الفترة من 15 الى 17 أكتوبر المقبل) إذ سيشارك «نحو 150 ممثلا لمنظمات المجتمع المدني في الشرق الأوسط، إضافة إلى جمعيات النفع العام والقطاع الخاص بدولة الإمارات».
منتدى المستقبل انتهى دوره الحقيقي، وحتى مجموعة الدول الثماني التي تضم روسيا أصبحت الآن فيما يشبه الحرب الباردة مع أميركا، والدول الشرق أوسطية المشاركة في المنتدى تمكنت من امتصاص أفكار المنتدى وتحويلها بما يعزز النهج المعمول به من دون تغيير أو تطوير أو إصلاح.
على أن هناك فكرة أخرى أكثر عملية، وقد أشار إليها فهمي هويدي وهي تكوين منتدى يجمع «مثلث القوَّة في الشَّرق»، والمثلث يتكون من العرب والأتراك والإيرانيين. وقد أشار هويدي الى أن النظر إلى الكيانات الثلاثة (العرب والأتراك والإيرانيين) باعتبارها «كتلة استراتيجية واحدة فكرة متداولة بين الباحثين الغربيين سواء الذين أرخوا للشرق، أو المخططين العسكريين الذين تطلعوا إلى بسط هيمنتهم على المنطقة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر».
وذكر «أدري أن الكلام عن وفاق عربي تركي إيراني يبدو الآن طموحا يتجاوز السقوف المعتمدة، على الأقل فيما يخص العالم العربي، الذي هو الضلع الثالث في المثلث. ذلك أن الأتراك إذا كانت لهم دولة واحدة، وكذلك الإيرانيون، فالأمر ليس كذلك في العالم العربي، الذي تبدو مشكلته أكثر تعقيدا، فهو يضم 22 دولة ليست على وفاق فيما بينها، لأسباب سياسية بالدَّرجة الأولى، إذ هي منقسمة بين دول موافقة وأخرى ممانعة وثالثة بين بين، ناهيك عن أن الوفاق الوطني داخل القطر الواحد غائب في بعض الأحوال».
وأضيف، إن التجمعات الإقليمية في مختلف أنحاء العالم تجمع الدول القريبة من بعضها بعضا على مناطق مشتركة، وتخلق فيما بينها منتدى قد يتحول في يوم من الأيام الى سوق مشتركة أو اتحاد... ونحن نقع في منطقة تحتوي على ثلثي مخزون الطاقة العالمي، وهي منطقة يتواجد فيها بصورة أساسية العرب والأتراك والإيرانيون، ولربما هؤلاء بحاجة إلى تكوين بديل لمنتدى المستقبل تحت اسم «منتدى المشرق».
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2199 - الجمعة 12 سبتمبر 2008م الموافق 11 رمضان 1429هـ