يقال « الكتاب يُعرف من عنوانه»، وأكثر من أسبوع كفيل؛ لأن يحكم الجمهور على مستوى ما يعرض من سيل المسلسلات والبرامج الرمضانية والتي تعدت الـ 50 عملا، وفي أقل تقدير تلك الفترة كفيلة بأن يحدد الجمهور أولوياتهم.
ولعلّ قول الحقيقة قد يصعب تقبلها على الكثيرين بيد أنّ السكوت عنها أشد سوءا فقد لوحظ خروج مسلسل الممثلة والمؤلّفة والكاتبة والمخرجة قريبا زينب العسكري في « لعنة امرأة» من قائمة اهتمامات المشاهدين، ولم يكن نصيب مسلسل الثنائي أحمد الفردان، ومحمد القفاص في «ملامح بشر» أكثر حظا، وللأمانة الصحافية نرتكز في سطورنا هذه على ما يتم تداوله من أحاديث في الشارع البحريني والأسابيع القليلة المقبلة قد تقلب الموازين من يدري!
ولعل أكثر ما أخذ على مسلسل العسكري هو كالعادة ضبابية الفكرة، وعدم التركيز على المضمون، على حين كان التكرار هو لصيق مسلسلات القفاص.
وفي الجهة المقابلة، تألقت الفنانة حياة الفهد في مسلسلها « أبله نورة» وقد يرى البعض أن بعض قضاياها مكررة بيد أنّ طرحها جاء مختلفا؛ لأنه طرح في الوقت ذاته الحلول ولم يجعل المشاهد مجرد متلق سلبي، رفيقة دربها سابقا سعاد العبد الله هي الأخرى برعت في مسلسلها « فضة قلبها أبيض» وتميز أداؤها وأداء من معها بالتشويق والإتقان ولعل الكثيرين يشاطروني الرأي بأن عامل « الإثارة والمفاجأة» والأسلوب القصصي الروائي كان بمثابة « بهارات» تطفي طعما مميزا لهذا العمل المتقن.
ومسك ختام سطورنا، المسلسل الرمضاني الإماراتي الشعبي الكارتوني « الفريج» الذي أثبت في نسخته الثالثة المقولة التي تقول إنّ « الزين يفرض نفسه»، وكان التوفيق حليفه منذ بداية حلقاته والتي عرضنا فحواها في وقت سابق.
ولم تكن الحلقات الأخيرة منه أقل جودة فلا يمكننا سوى رفع القبعة لهذا العمل الذي تناول مسألة المواطنة في دولة الإمارات العربية المتحدة وجسّد واقعها بأسلوب هزلي وطرح الحلول لها كما وعرّج في حلقة أخرى للتطرّق لواقع التربية والتعليم في الإمارات، وتسليط الضوء على شمّاعة الأخطاء لتدهور مستوى الأجيال الجديدة.
فهنيئا لمن أثبت جدارته وعسى أنْ يكون كلامنا خفيفا على الجميع في هذا الشهر الكريم.
العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ