العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ

المتحف البغدادي يفتح أبوابه مجددا بعد إغلاق دام خمسة أعوام

يستقبل المتحف البغدادي الشهير، الذي يجسد مشاهد قديمة من الحياة في العاصمة العراقية، الزوار بعد إعادة افتتاحه إثر الانتهاء من عمليات التأهيل والترميم خلال فترة إغلاق استمرت أكثر من خمسة أعوام.

وكان المتحف التابع لأمانة بغداد ويعود تاريخه إلى العام 1970، قد أغلق أبوابه بعد أحداث مارس/ آذار العام 2003 وخضع لأكثر من مرحلة تطوير وتغيير معالم بعض المشاهد، فضلا عن تجديد التالف منها نتيجة تقادم الزمن.

ويقول مدير الشئون السياحية في أمانة بغداد سعد العنزي إن «المتحف يمثل إرثا اجتماعيا كبيرا وثقافة شعبية، فالناس كانوا حريصين دائما على زيارته لاستعادة تفاصيل الذكريات التي يكتنزها عن الحياة البغدادية القديمة والعادات والطقوس التي لاتزال بقاياها راسخة في الذاكرة».

من جهتها، تقول مديرة المتحف سليمة خضير «نأمل أن يستعيد المتحف علاقته مع البغداديين الذين يجدون في زيارته فرصة للعودة إلى الماضي الجميل ليتذكروا الحياة الشعبية التي كانوا يعيشونها».

ويفتتح المتحف أبوابه بين التاسعة صباحا والثانية عشرة ظهرا يوميا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي من شأنه أن يحد من فترة التجول في أروقته.

وتضيف خضير «لم نتوقع أن يستأنف المتحف علاقته مع الزوار بهذه السرعة، وأعتقد أن أعداد الزائرين سترتفع أكثر بمرور الوقت».

وحدد المسئولون في إدارة المتحف سعر بطاقة الدخول بأقل من نصف دولار للبالغين وأقل منها للأطفال.

وأعيد افتتاح المتحف الذي يروي طبيعة الحياة الاجتماعية للبغداديين وعاداتهم وتقاليدهم التي تميزوا بها عن سائر العراقيين في 28 أغسطس/ آب الماضي.

ويضم المتحف الآن أكثر من مئتي تمثال تجسد حوالي 70 مشهدا حياتيا مختلفا تعود إلى فترات زمنية تتجاوز القرن، تصور الحرف والمهن الشعبية التي كانت معروفة آنذاك والحياة الشعبية في مناطق بغداد القديمة.

وتقول أم احمد إحدى الزائرات وكانت بصحبة ابنتها «إنها فرصة طيبة تتاح أمامنا لاستعادة الأجواء القديمة التي كانت جميلة على رغم بساطتها وتواضعها (...) كانت علاقات طبيعية نفتقدها الآن».

وتضيف المرأة الستينية «اغتنمنا فرصة وجودنا في سوق الشورجة للتبضع وأصبحنا على مقربة من المتحف فقررنا زيارته (...) أمضينا وقتا ممتعا».

وعن المشاهد التي لفتت نظرها، توضح «حياة المرأة قديما والعادات الشعبية التي كانت سائدة واندثرت الآن. ما لفت انتباهي مشاهد الزفة وبائعة الباقلاء» أو الفول الأخضر.

ويقع المتحف قرب نهر دجلة في جانب الرصافة في مبنى قديم شيد العام 1869، وتشير المصادر إلى أنه كان مطبعة لولاية بغداد إبان عهد الوالي العثماني مدحت باشا.

وكان المتحف المجاور لمنطقة تجارية أصبحت الآن مركزا رئيسيا للتسوق بعد إغلاق شارع الرشيد أمام المركبات، محطة استراحة للوافدين من مختلف المدن العراقية.

وفي المتحف فريق من الفنيين المختصين في أعمال النجارة والزخرفة. ونجح هذا الفريق في إدخال مشاهد تراثية هي كناية عن «شناشيل» مصنوعة من الخشب المزخرف.

وتمتاز أزقة بغداد وأماكنها السكنية القديمة بـ «الشناشيل» التي كانت أبرز معالمها. وتكتسب «الشناشيل»، أو النوافذ الخشبية المحفورة أو المزخرفة، أهمية اجتماعية لدى البغداديين من حيت ضمان الخصوصية في المنزل، فضلا عن تخفيفها حدة أشعة الشمس وتلطيف الهواء، كما أن بعضها مغطى بالزجاج اتقاء لبرودة الشتاء.

ومن التماثيل والمشاهد التي خضعت لأعمال التطوير والتجديد «بائعة الباقلاء» التي تفترش أزقة وأحياء بغداد القديمة، وهي تقوم بتهيئة وجبة الفطور للبغداديين وللعمال الذين يخرجون فجرا بحثا عن العمل في ثلاثينيات القرن الماضي.

وتعود فكرة تأسيس المتحف البغدادي إلى العام 1968 عندما ارتأت أمانة بغداد ضرورة الحفاظ على تاريخ العاصمة وتوثيق فترة زمنية يرى البغداديون الآن أنها كانت حقبة ذهبية.

وحرص الفنيون على أن تكون أعمال التطوير والتحديث قريبة جدا للوقائع الحياتية، لتمنح الزائر انطباعا بأنه يعيش أجواء بغداد القرن الماضي، فالصحون والأطباق ومستلزمات العمل من أباريق ونراجيل زجاجية وتفاصيل أخرى كلها تتوافق مع طبيعة المرحلة القديمة.

العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً