العدد 2196 - الثلثاء 09 سبتمبر 2008م الموافق 08 رمضان 1429هـ

«مستر عشرة في المئة»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يتابع الباكستانيون بحذر إلى ما آلت إليه أوضاع بلادهم وهي التي بلا شك تتربع على عرش «الفوضى السياسية « بامتياز - على حد كلام أحد المراقبين - وخصوصا من بعد وصول آصف زرداري, أرمل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو إلى منصب رئيس في بلد لم يعرف يوما معنى الأمن والاستقرار.

البعض يقول إن المستفيد الوحيد من وراء مقتل بوتو في أواخر العام الماضي, هو أرملها الذي وصل إلى سدة الحكم بأسرع طريقة عرفتها باكستان, وهو صاحب الشخصية الأكثر فسادا بل وأكثر سياسي يفتقد الثقة, وهو المعروف بلقب «مستر عشرة في المئة» عند الباكستانيين.

زرداري الذي عاش في ظل زوجته بوتو أدى اليمين الدستورية أمس متغاضيا عن صورته السابقة والعالقة في أذهان أفراد شعبه الذي ربما نفر والضعفاء منه جعلوه اليوم رئيسا, لكن من طراز «البلطجية» على قول المصريين.

زرداري أمامه حاليا مشكلات اقتصادية بالغة الصعوبة, أضف إلى ذلك الزيادة في العنف من جانب المتطرفين ولاسيما من أنصار وأتباع تنظيم «القاعدة» الذي عاود في الآونة الأخيرة بتوسيع نشاطاته من باكستان إلى الخليج, وها هو يستعيد أيضا قوته في أفغانستان.

وصول أرمل بوتو يشير إلى أن الباكستانيين ربما يستمرون في فوضاهم السياسية, وهذه الحال التي لا تخدم أوضاعم بل تزيدها ثقلا أمام مجمل من المشكلات المعقدة التي قد تغرق البلاد في تناحرات بين أفراد المجتمع الواحد قد تؤدي (ربما) إلى فتح جبهات تنتهي بحرب أهلية.

وقد تزج بها أطراف مدعومة, تغوص في صراعات سياسية وأخرى مذهبية, قد تستمر لعقود طويلة وخصوصا بعد أن تراجعت الحريات في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي أصبحت الأنظمة القمعية مستفيدة من توظيف الصراعات الدينية والمذهبية في المنطقة.

زرداري لن يتنازل عن منصبه الجديد وربما أيضا لن يتنازل عن العشرة في المئة... بل سيستمر نفوذه التي ستحظى بدعم من قبل الغرب الذي لا يريد من زرداري أو شاكلته إلا دعم مصالحه وحمايتها مقابل كرسي السلطة والنفوذ وسياسة الضرب من حديد.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2196 - الثلثاء 09 سبتمبر 2008م الموافق 08 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً