العدد 2195 - الإثنين 08 سبتمبر 2008م الموافق 07 رمضان 1429هـ

اتقوا الله في «هيئة الكهرباء» يا عباد الله

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شهر رمضان شهر الخير شهر الكرم، شهر التوبة والمغفرة والرضوان، وكذلك شهر عصيان لتيار الكهرباء على المواطنين.

الناس اعتادت خلال هذا الشهر الفضيل على المسلسلات والبرامج التوعوية دينية أم ثقافية، كما أنها قد تعتاد على مسلسل انقطاع التيار الكهربائي الذي ما غاب عن مناطق البحرين منذ أن أهل هلال الشهر الفضيل.

هدية الحكومة للمواطنين «رمضان بلا كهرباء»، إذ ترى الحكومة وبالخصوص هيئة الكهرباء والماء أن أهم أهداف الصيام الروحية والاجتماعية هو أن الصوم يعلمك الصبر ويعودك التحمل فلا تبالي في سبيل الله من مشقة أو ألم فإن من صبر على الجوع والعطش صبر على كل ما سواهما، وبالتالي فالحكومة تريد أن تغرز تلك الأهداف والمبادئ في المواطن البحريني من خلال الصبر على الانقطاعات الكهربائية أيضا كالصبر على الجوع والعطش.

يعلِّم الصيام الصائم على ضبط النفس والتحكم في الرغبات والغرائز فلا تستعبده شهوة ولا تتحكم في تصرفاته عادة، فإن قطع التيار الكهربائي يعلم المواطن والمقيم أيضا على ضبط النفس أثناء الاتصال بالخط الساخن للإعلام عن الانقطاعات، وخصوصا أن بعض موظفي البدالة لا ييأسون أبدا (إن ردوا على المكالمات) من الكذب على المواطنين، وإطلاق الوعود التي لا تتحقق إلا بعد ساعات طويلة جدا يكون فيها صبر الصائمين قد نفد.

الصيام يسمو بروح الصائم فيضيق مسالك الشيطان ويقترب به من الملأ الأعلى قائما بالليل صائما بالنهار، وبالتالي فإن أفضل وسيلة لهذا السمو والقرب من الله هو الظلام الذي يخلق حالة من الخلوة بين العبد وربه، وبالتالي فإن هيئة الكهرباء لم تجد بدا إلا وأن تقطع التيار الكهربائي كل ليلة لتقرب العباد من معبودها، وذلك من خلال خلق الجو الروحاني والعبادي والذي يأتي ضمن استراتيجية هيئة الكهرباء والماء للسنوات المقبلة.

شهر رمضان شهر لتعويد الناس على أن يكفوا عن اللغو والمساس بأعراض الناس فلا غيبة ولا نميمة ولا طعن ولا سباب بل حلم ورفق، فلو استمر التيار الكهربائي فإن مجالس النميمة واللغو ستعقد وستزداد خلال الشهر الكريم، وهذا ما لا يرضي هيئة الكهرباء والماء في أن تكون شريكة في معصية الخالق من خلال تهيئتها للأجواء المناسبة لانعقاد تلك المجالس، وبالتالي لم تجد حلا لهذه المعصية إلا بقطع التيار الكهربائي لتحول دون أن يجتمع الناس في مكان واحد ليلتهوا عن عبادة الرحمن ونسيان ذكره.

فلماذا وبعد كل ما تقوم به هيئة الكهرباء من أجل أن تهيئ الجو الإيماني والروحاني بين العبد ومعبوده في هذا الشهر الفضيل يوجَّه إليها كل هذا الانتقاد واللوم لكثرة انقطاعات الكهرباء! وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فاتقوا الله يا عباد الله

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2195 - الإثنين 08 سبتمبر 2008م الموافق 07 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً