العدد 2195 - الإثنين 08 سبتمبر 2008م الموافق 07 رمضان 1429هـ

توجيه النمو في «الاتصالات» من خلال المنافسة على الخدمات

الوسط - المحرر الاقتصادي 

08 سبتمبر 2008

جاء في دراسة جديدة لشركة بوز أند كومبوني أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تطورت من أسواق اتصالات احتكارية الى أسواق متحررة؛ إذ نجد في كل سوق من الأسواق في المنطقة مشغلين اثنين لشبكة الاتصالات المتنقلة على الأقل، وأصبحت أسواق شبكة الهاتف الثابت أكثر تحررا. ومن المتوقع تعزيز هذا التطوير التنافسي الجديد عن طريق مشغلي الخدمات - وهم مقدمو خدمات الاتصالات الذين لا يشغلون شبكاتهم الخاصة بهم، بل يعتمدون على شبكات مشغلي الاتصالات التقليديين في تطوير أعمالهم في جانب الخدمات.

وأدت المنافسة المتزايدة في القطاع الى أن يصبح لاعبو السوق أكثر براعة وأكثر كفاءة في تقديم المزايا للزبائن والمساهمين على حد سواء. فهم يقدمون الآن خدمات أفضل، ومجموعة منتجات متطورة، وأسعارا أفضل، ورعاية أفضل للزبائن، وخبرة متطورة. وعلق نائب رئيس في بوز أند كومبوني كريم صباغ، قائلا: «مكَّن تحرير السوق المشغلين من التوسع إقليميا، وجلب قيمة أكبر للمساهمين من جراء العمليات الدولية».

قد لا يكون مزيد من مشغلي الشبكات الجدد خيارا مجديا لتحريك وتحفيز تطور السوق في بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فقد يبتعد المستثمرون عن الأسواق التنافسية، وعلاوة على ذلك، تحد بعض الهيئات التنظيمية والسلطات المحلية من دخول الأسواق نتيجة لندرة الموارد أو الآثار العكسية.

قيود السوق: بعض الأسواق صغيرة جدا ولا تتحمل المزيد من مشغلي الشبكات؛ لذلك فإن الترخيص لمشغل الشبكة الافتراضية للاتصالات المتنقلة هو أحد الخيارات لتحسين التنافس في السوق. يترتب على مشغلي الخدمات متطلبات رأسمالية أقل ويمكنهم جني الأرباح بإيرادات أقل وعدد مشتركين أقل. القيود الفنية: يعتبر توفر الطيف مشكلة لمشغلي الشبكات؛ فما لم يتوفر طيف إضافي لا يمكن ترخيص مشغلي شبكات للاتصالات المتنقلة. التأثيرات الاجتماعية والبيئية: يترتب على إنشاء الشبكات آثارا اجتماعية واقتصادية سلبية ويمكن التخفيف من هذه الآثار عن طريق اتفاقيات مشاركة البنية التحتية.

التطلعات المستقبلية

يعمل المنافسون في تشغيل الخدمات بالاعتماد على البنية التحتية القائمة التي تعود لمشغلي الشبكات؛ ويقومون بشراء دقائق أو سعة أو خدمات من مشغلي الشبكات ومن ثم تخصيص هذه الخدمات وتقديمها الى زبتئنهم. يجب على المشغلين القائمين معرفة كيفية الاستفادة من مثل هذه الفرص، حتى تفتح الهيئات التنظيمية الأسواق بشكل فعال وتمكن للمستثمرين دخولها بحذر.

وقد بدأت بعض الهيئات التنظيمية في المنطقة بتسهيل دخول مشغلي الخدمات من خلال تنظيم إعادة بيع الإنترنت وفك الحلقات المحلية.

الاستثمار: يمكن للمنافسة في تشغيل الخدمات تحريك خدمات التجزئة واستخدام الشبكات القائمة بشكل فعّال أكثر؛ وهذا يشجع مشغلي الشبكات على الاستثمار في تحسين وتطوير البنية التحتية. ويدخل مقدمو الخدمات عادة السوق بمستوى معين من الاستثمارات وعند تحقيق النجاح، يمكنهم تعزيز العمليات والاستثمارات. يجب على الهيئات التنظيمية أن تدرك أن إدخال المنافسة في تشغيل الخدمات يجب أن تتم فقط بعد بلورة المنافسة بين مشغلي الشبكات.

الاختراق: المنافسة محرك رئيسي لتحسين اختراق الخدمات. وتقدم المنافسة في تشغيل الخدمات طريقة فعالة لإعادة تنشيط المنافسة في القطاع ويسمح تعزيز المنافسة في تشغيل الخدمات بزيادات ملحوظة في اختراق خدمات النطاق العريض.

التاثير الاقتصادي: يعزز الاستثمار المتزايد إنفاق القطاع، ويخلق الفرص الوظيفية، ويحرك النمو الاقتصادي. ويمكن للتطور في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المشاريع بالدول النامية أن يحسن من قابلية الربح بأكثر من نسبة 5 في المئة، والإنتاجية بنسبة 1 في المئة ومعدل الاستثمار بنسبة 2,5 في المئة.

التأثير على المشغلين: يتأثر المشغلون الأساسيون والمشغلون الجدد جميعا من المنافسة في تشغيل الخدمات على القطاع واقتصاده بما في ذلك:

الأسعار: تؤثر زيادة المنافسة على الأسعار؛ إذ يقدم المشغلون المزيد من عروض الخدمات الجذابة. وتنعكس جهود المشغلين في جذب الزبائن والاحتفاظ بهم مع التعرفة المطورة على التزام الزبون. فمثلا، العروض التي تستهدف شرائح الأسواق المخصصة وخدمات الزبائن المتطورة هي نتائج للمنافسة المتطورة.

استخدام الخدمات: يعتبر استخدام خدمات بيانات الاتصالات المتنقلة مؤشرا على مدى استفادة مستخدمي الاتصالات المتنقلة من الخدمات المتوفرة. ويشرح صباغ قائلا: «المشغلون في الدول التي يوجد فيها منافسة تشغيل خدمات اتصالات متنقلة أكثر نجاحا في تشجيع الزبائن على استخدام خدمات بيانات الاتصالات المتنقلة؛ إذ إن زيادة المنافسة تجبر المشغلين على إيجاد طرق لتحسين الإيرادات».

كسب المشتركين: يعمل مشغلو الشبكات الجدد على الاستثمار بشكل كبير في إطلاق شبكاتهم. وقد يرعى بعض مشغلي الشبكات منافسي الخدمات لتحريك وتحفيز حركة الاتصالات في شبكاتهم ما يعود بالربح عليهم.

احتمالات المنافسة

في تشغيل الخدمات

يمكن للشركات أن تختار نماذج مختلفة من المنافسة في تشغيل الخدمات. ففي سوق الهاتف الثابت، يمكن أن تتراوح من تقديم الخدمات الصوتية عن طريق الإنترنت أو الاعتماد على إعادة البيع البسيط، الى مشغلي الخدمات الصوتية اعتمادا على الاختيار المسبق للناقلة أو الوصول إلى شبكة النفاذ المحلية. وفي سوق الاتصالات المتنقلة، يمكن أن تتراوح من المشغلين الذين يعتمدون على إعادة البيع البسيط الى مشغلي الشبكات الافتراضية للاتصالات المتنقلة.

تعتمد العلاقة بين مشغلي الخدمات ومشغلي الشبكات على درجة ملكية البنية التحتية من قبل مشغل الخدمات، ومدى الخدمات المقدمة من قبل مشغل الشبكة. ويعلق صباغ قائلا: « كلما زاد امتلاك مشغل الخدمات للبنية التحتية القائمة كلما زادت لديه المرونة في تطوير الخدمات وتحديد التعرفة».

يمكن لمشغلي الخدمات تقديم خدمات بالاتفاق مع مقدم البنية التحتية. ومع نمو استخدام البنية التحتية، يمكن لمشغل الخدمات تقديم المزيد من البنية التحتية غير الأساسية لديه، ما يوفر له سيطرة أكبر على الخدمات المقدمة.

لا يترتب على مشغلي الخدمات اية تكاليف ثابتة للبنية التحتية الرئيسية بحيث أنهم ليسوا بحاجة لامتلاك الشبكات أو إدارتها. وبالابتعاد عن المشاكل المرتبطة بإدارة الشبكة، يتوفر لدى شركات إعادة البيع مجالا أكبر لتنويع الخدمات وتحسين خدمة الزبائن. ويمكنهم دخول السوق بسرعة أكبر، وتقسيمها الى شرائح، واستهداف الأجزاء الخاصة منها واحتياجاتهم - فذلك يساعد في تحسين تجربة العملاء والنمو الإضافي.

وقد ظهر العديد من أنشطة المنافسة في تشغيل الخدمات العالمية خلال العقد الماضي:

الكلفة المنخفضة: تم إدخال طريقة الكلفة المنخفضة من قبل شركات إعادة بيع الخدمات الصوتية الثابتة من خلال اختيار الناقلة والاختيار المسبق للناقلة، وتم أخذها من قبل شركات إعادة البيع باستخدام الوصول إلى شبكة النفاذ المحلية. وقد حقق مشغلو الخدمات الصوتية عن طريق الانترنت نجاحا بعروضهم ذات أسعار منخفضة.

تمييز العلامة التجارية: يعتبر تمييز العلامة التجارية ناجحا في جذب الزبائن الى منافسي الخدمات، وخصوصا في الاتصالات المتنقلة.

توسيع مجموعة المنتجات: يتم تبني ذلك من قبل المشغلين الذين يتطلعون للتوسع؛ إذ يمكن لمشغلي شبكات الهاتف الثابت الحصول على تراخيص إعادة بيع الاتصالات المتنقلة، بينما في نفس الوقت يمكن لمشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة الحصول على تراخيص الخدمات الثابتة بشكل مشابه من أجل تقديم مزايا دمج التقنية للزبائن.

توسيع العلامة التجارية: تم تبني هذه الاستراتيجية غالبا في سوق الاتصالات المتنقلة من قبل مؤسسات بيع التجزئة التي لديها شبكات توزيع قوية مثل مؤسسات بيع التجزئة التي دخلت سوق إعادة بيع الاتصالات المتنقلة نتيجة التواصل القائم مع زبائنها.

المشغلون المميزون: يقدم هؤلاء المشغلون خدمات تستهدف شرائح خاصة. ويركز العديد من المشغلين المميزين الناجحين في الأسواق المتحررة على سوق الشباب.

العدد 2195 - الإثنين 08 سبتمبر 2008م الموافق 07 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً