دخلت «الوسط» عامها السابع (اليوم) السابع من سبتمبر/ أيلول الجاري، وبالتالي فهي قد أكملت ست سنوات من العمل الصحافي والنشاط المدني والاجتماعي والسياسي، لتعيش الواقع البحريني بكل تعقيداته.
ست سنوات مضت على «الوسط» وأمامها سنوات وعقود طويلة من التحدي والصمود لتحرير الإعلام البحريني من قيوده التي لايزال يعاني منها، لتحرير واقع مرير صعب المراس والمزاج، فمازالت الحكومة كما هي بسلطتها وتوجهها نحو فرض هيمنتها، كما أن الشعب لم يتغير فهو لا يعي بعد دور الإعلام الحقيقي في نقل الوقائع وفق منظور صعب لا يمكن لأي كان أن يحققه وهو الحياد.
الحياد أمر منشود في الإعلام، ومن الصعب الوصول إليه، بل أصبح من المستحيل. و «الوسط» عملت جاهده قدر استطاعتها لأن تصل لهذه السمة الصعبة، ولكنها مهما فعلت فلن تستطيع الوصول إلى الحياد المطلق والمنشود، فهي سمة لا يمكن الوصول إليها. «الوسط» عملت خلال السنوات الست الماضية على مبدأ الصدقية، وحاولت أن تكسب ثقة جميع الأطراف بصدقيتها في التعاطي مع مختلف القضايا، وفي نقلها للأحداث - قدر الإمكان - بصدقية للوصول إلى أقرب توصيف للحيادية.
الإعلام البحريني وبالخصوص صحافته دخل في اختبار حقيقي للصدقية في نقل الصور الإعلامية الصحيحة، وفرض مسألة الحيادية في التغطية والتعاطي الصحافي مع القضايا المختلفة التي شهدتها البحرين على مختلف الأصعدة. فبينما اختارت صحف ووسائل إعلامية الانحياز الدائم لطرف ضد طرف، وبالخصوص إلى جانب السلطة من خلال تغطياتها وتقاريرها، بقيت «الوسط» وعلى مدى السنوات الست الماضية محافظة على مبادئها وحاولت عدم الانحياز لأي كان، وعملت على كشف مكامن الخطأ لدى مختلف الأطراف، فلم تقف أبدا إلى جانب السلطة وانتقدتها في الكثير من الأمور، كما وجهت اللوم إلى الشارع العام لأخطاء اقترفها، وانتقدت العديد من الطرق التي انتهجها.
«الوسط» التي جاءت في زمن الانفتاح ووصفت بالصحيفة المعارضة لم تقف مع المعارضة في مجمل خطواتها، بل عملت على تصحيحها وتصويبها وانتقادها بشدة عندما كانت تخطئ، ولم تعارض الحكومة والسلطة فقط من أجل المعارضة، بل من أجل التصحيح، وبالتالي فإن معارضة «الوسط» كانت إيجابية لا سلبية، وهو ما يمثل الهدف الرئيسي لأية وسيلة إعلامية حقيقية.
«الوسط» جاءت لتحقيق المعادلة الصحيحة في ضبط إيقاع الأداء الحكومي والمعارضة، فلا يمكن أن تكون هناك حكومة إصلاحية دون معارضة، ولا معارضة إيجابية دون حكومة متفهمة، وبالتالي فإن «الوسط» عملت على تقريب وجهات النظر المختلفة والمتصارعة من أجل الصالح العام.
عدم انحياز «الوسط» لأي طرف خلق المعادلة الصعبة في العمل الإعلامي ببقائها على ما يمكن أن يطلق عليه خط الحياد، فهناك من هم في الحكومة غير راضين عن أداء «الوسط»، والمعارضة معترضة على إيقاعها وبالتالي فإن تلك المعادلة هي القمة التي يجب أن تحافظ «الوسط» عليها في مراحلها المقبلة
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2193 - السبت 06 سبتمبر 2008م الموافق 05 رمضان 1429هـ