تعليقا على الذكرى السادسة لانطلاقة «الوسط» (7 سبتمبر / أيلول 2008)، قال رئيس مجلس الإدارة فاروق المؤيد إن «الوسط تكشف الخبر»، وهذه العبارة تشرح بالفعل جوهر رسالة «الوسط» التي نأمل أن نكون عند حسن ظن الجميع في تأديتها. فالأخبار المتداولة عدة أنواع، وهي تتمثل فيما يأتي:

هناك خبر «حدثي»، مثل غرق سفينة، وفي هذه الحال فإن القارئ يبحث عن أدق التفاصيل القريبة من الحدث، وأن تستعرض جميع الآراء. ودور الصحيفة المستقلة هو أن تمارس دورها في نقل أدق التفاصيل عن الحدث، وأن «تكشف» الزوايا التي ربما تحاول جهات ما إخفاءها أو عدم تسليط الضوء عليها.

هناك خبر «مصنوع»، بمعنى أن جهة ما تحرك الخبر عبر إصدار بيان أو مؤتمر صحافي أو إصدار تعميم، وبالتالي فإن من أصدر الخبر فقد صنعه، ودور الصحيفة المستقلة أن تتعامل مع كل هذه الأحداث بحيادية، وأن تغطيها قدر الإمكان وبحسب الأهمية التي ترتئيها الصحيفة لمثل هذا الحدث أو ذاك.

وهناك خبر «علاقات عامة» يهدف إلى الترويج إلى هذه الجهة أو تلك، ودور الصحيفة المستقلة أن تكون بعيدة عن التأثير السلبي لمثل هذه الأخبار. بعض هذه الأخبار لا تهم القراء بشيء ولكنها تمثل نوعا من الدعاية لصحابها، والصحيفة المستقلة توازن الآثار المتوقعة لنشر مثل هذه الأخبار، شريطة ألا تحصل مالا لنشر الخبر. فالخبر الذي ينشر في الصفحات المحررة صحافيا يجب أن يكون ذا قيمة صحافية، وليس «مدفوع الأجر». إن العرف الصحافي يمنع نشر أخبار ضمن الصفحات التي تتبنى الصحيفة مسئولية تحريرها إذا كانت مدفوعة الأجر، والصحيفة المستقلة يجب أن تلتزم بهذا الأمر.

وهناك خبر «مخفي»، وهو الخبر الذي لا يود البعض أن يعرفه الناس، ودور الصحيفة المستقلة أن «تكشف» هذا الخبر إلى الناس وأن تعلمهم به، وهذا هو جوهر الصحيفة المستقلة التي تعتمد في نشاطها على أصحاب المبادئ السامية في القيام بمهماتهم الصحافية لإجراء التحقيقات في المخالفات السياسية والإدارية والفساد وانعدام الكفاءة والمظالم التي تقع على الناس. و«الوسط» وهي تحتفل بالذكرى السادسة تفتخر بالوصف الذي قاله رئيس مجلس إدارتها بأنها «تكشف الخبر»