لم أستغرب ألبتة وانا أستقبل شهر رمضان الكريم من أن يحتوي مثل كل عام بالغث الكثير والسمين القليل من برامج يعتبرها أغلب المنتجين للمواد التلفزيونية كموسم من المفترض ان يقدموا لنا أفضل ما انتجته مصانعهم وبنات أفكارهم.
طبعا من اليوم أنا قررت ان يأخذ تلفزيوني الجديد راحة واستجماما بأن يكون مغلقا إلا اذا اراد فواز واخته رنا متابعة سبيس تون!
فقد مللت من ان يكون الريموت كونترول في يدي وأظل ألف بل أني أتنطط من محطة الى أخرى وكأنني ابحث عن ضالتي وفي حقيقة الامر انا أهرب عن الاعلانات هنا لأراها هناك فلا مفر ولا هرب وكأنني فأر وهم الشداخة! ما ان يبدأ برنامج عليه البركة إلا وتخللته الاعلانات وكأنها كلاب مسعورة تقطع عليك حبل أفكارك واندماجك مع البرنامج، أو كأنه من واجبنا أن نحفظ هذه الدعايات ومنتجاتها وتفاهاتها ايا كانت وأيا صارت!
صرنا نتابع إعلانات تتخللها برامج وليس العكس!! فهذه والله قمة اللوعة ومضيعة الوقت، ألا يكفي اننا صابرون صامدون على هذه البرامج حتى تزيد الطين بلة ويطفح بنا الكيل!
المشكلة أن الخيارات المطروحة لتمضية الوقت في شهر رمضان قليلة جدا، وأكبر هذه الخيارات هو النوم في النهار والسهر في المآتم والمجالس بالليل، على الاقل بهذه الطريقة يمكننا ان نحافظ على ضغط دمائنا من الارتفاع او الانهيار لا فرق!
محطات التلفزيون تتسابق إلا محطاتنا فهي مترفعة عن هذا السباق، وتتابعها وكأنك تتابعها سنة 1960، اكتفوا بالبرامج الحوارية فالظاهر أن شعارهم هذا العام «رخيص وقوي» فيكفيكم متابعة(ولو ليوم واحد... وحاولوا على شاني) القنوات الجديدة مثل فنون وسما دبي ومقارنتها بقناتنا المخضرمة... وانتوا تعرفون السبب!! وعليها بتعرفون بالتأكيد ليش أنا قررت ان يكون شهر رمضان راحة واستجمام له ولي.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2192 - الجمعة 05 سبتمبر 2008م الموافق 04 رمضان 1429هـ