تكمل «الوسط» ست سنوات من نشاطها الصحافي الذي بدأ في 7 سبتمبر/ أيلول 2002 مُعلنا بدء مرحلة جديدة من الصحافة البحرينية. ونحن في الوقت الذي نعتز فيه بالجهود الصحافية التي سبقت إصدار «الوسط»، فإننا أيضا ننظر إلى مرحلتين: إحداهما سبقت إصدار «الوسط»، والأخرى بعد إصدار «الوسط»، تمثلت أساسا في بذل الجهود نحو نقل الصحافة من مرحلة اتسمت بالحجر على الرأي غير الرسمي إلى مساحة أكثر حرية وانطلاقا.
«الوسط» جاءتْ بعد انطلاق مرحلة إصلاحية في العام 2001، وجاءتْ أيضا بعد إعلان «الألفية» للأمم المتحدة في سبتمبر 2000، وهو الإعلان الذي صدر بالإجماع ويمثل أقوى بيان صريح حتى الآنَ من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لدعم الديمقراطية، إذ إن الإعلان أشار بوضوح إلى أنّ الأهداف الإنمائية للألفية لايُمكن تحقيقها إلا من خلال ممارسات «الحكم الصالح» داخل كلّ بلد، وعلى الصعيد الدولي.
والحكم الصالح ينطوي على توافر الوسائل التي يمكن للمواطنين والجماعات في المجتمع من خلالها إيصال أصواتهم والتعبير عن اهتماماتهم سعيا لمشاركة أكبر من جانب المجتمع المدني في صنع القرار، وإرساء سيادة القانون، ومكافحة الفساد، وتحقيق الشفافية، وتفعيل المحاسبة والمساءلة.
ومن دون شك، فإنّ الحكم الصالح لايتحقق عندما تكون البلاد خالية من الصحافيين المسئولين، والمؤمنين بحرية الرأي؛ للقيام بمهام الرصد والتحقيق في قضايا الشأن العام، وممارسة النقد الهادف؛ لتصحيح الإدارة العامّة والسياسات والإجراءات؛ بهدف تمكين المواطنين من العيش الكريم والمشاركة الفعّالة في الحياة العامّة.
وخلال السنوات الست الماضية سعت «الوسط» إلى أنْ تكونَ أمينة على نهْجها رغم الصعاب والتحديات، وهي تجدد نهْجها في كلّ عام، وتستذكر فيه انطلاقتها التي استهدفت تغليب المحتوى والمضمون على الشعارات والشكليات، وتعزيز الهويّة الوطنية الجامعة والشاملة، وتوجيه الحوارات والأطروحات باتجاه الوسطية والعقلانية، وتقديم تغطية شاملة ومعمّقة تستهدف إطلاع القرّاء على ما يدور حولهم، وما يعزز حقوقهم الإنسانية، والدستورية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2192 - الجمعة 05 سبتمبر 2008م الموافق 04 رمضان 1429هـ