العدد 2192 - الجمعة 05 سبتمبر 2008م الموافق 04 رمضان 1429هـ

توفيق: لذة وحلاوة العبادة لا يتذوقها إلا عباد الرحمن

الوسط - محرر الشئون المحلية 

05 سبتمبر 2008

أكد خطيب جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق في خطبة الجمعة أمس «أن المسلم في رمضان مطالب بالكثير من العبادات وكل عبادة منها تصاحبها مشقة بقدر تحمل العبد لها، ولكن ليتذكر كل واحد منا أمرا ليس لأحد غيره ولا يشعر به إلا هو، وهو نتيجة حتمية لمن أدى العبادة على وجهها، إنه لذة وحلاوة العبادة نعم أيها الأحبة للعبادة لذة وحلاوة لا يتذوقها إلا عباد الرحمن، فبعد العبادة والتعب والنصب لينظر الواحد منا كم من الراحة وكم من الطمأنينة وكم من الشعور الطيب في القلب؟»

وأضاف جمعة «لقد شعر بهذه الحلاوة واللذة رسول الله (ص) فأطال الصلاة حتى تفطرت قدماه، وقام الصحابة من بعده بالصلاة والجهاد فوجدوا هذه النتيجة فعبدوا الله تعالى بشتى العبادات، ولم يكن زمانهم كزماننا من راحة وخمول فكانوا في رمضان رهبان ليل وفرسان الجهاد في النهار، وما حملهم إلا حب العبادة ولقاء الله تعالى ورجاء الحصول على الثواب من الله. ثم تساءل «هل جرب العصاة العبادة؟ هل جربوا الوقوف بين يدي الله تعالى، هل شعروا بعد صلاتهم بأنهم أدوا واجبا يترك في القلب أثرا من الراحة، لقد طلبوا الراحة في النوم والخمول وترك الصلاة والصيام ولكن انظر إلى وجوههم وانظر إلى قلوبهم لا راحة ولا طمانينة، فهنيئا لأصحاب العبادة شعورهم بلذة العبادة، نعم تلك اللذة التي يجدونها بعد كل عبادة فإذا قرءوا القرآن اطمأنت قلوبهم ووجدوا لذة وحلاوة وذلك بعد كل عبادة صيام وصلاة وصدقة وزكاة وهكذا»، ورحم الله عمر بن الخطاب(رض) حيث قال:» وجدنا خير عيشنا بالصبر». واسترسل في الحديث قائلا «مواسم الخير مقبلة وشهر رمضان شهر اللذة في العبادة حتى أثر عن بعضهم أنه كان يدعو أن تكون السنة والدهر كله رمضان، وذلك لما يصاحب عبادته من لذة وحلاوة، ومن أراد أن يعرف ذلك فلينظر المسلم وهي دعوة للعمل والطاعة فما زلنا في أوائل الشهر، لينظر المسلم في حاله في نهاية شهر رمضان المحسن يفرح والمقصر يشعر بالخجل والذنب وعدم انشراح الصدر لتقصيره في طاعة الله تعالى، وأما تارك العبادة في رمضان فقلبه أسود وقد أغلق على قلبه بسبب الران الذي على قلبه، وهذه نتيجة العمل في رمضان فمن أي صنف تريد أن تكون؟ فالعمل العمل الآن لتجد حلاوة الإيمان.

ينبغي على المسلم في عبادته بين أمرين بين الخوف والرجاء، يخاف عقاب الله على ذنوبه، ويرجو رحمة ربه، وعليه أن يتهم نفسه بالقصور في الطاعة فمتى ادعى الكمال والتمام خسر»، وذلك لحديث أنس: «أن النبي (ص) دخل على شاب وهو بالموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: والله يارسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله (ص): لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمنه مما يخاف».

نعم هكذا عباد الله يجب أن نكون نخاف من ذنوبنا ورمضان فرصة عظيمة لتكفير الذنوب، وفي نفس الوقت نرجو ما عند الله تعالى. فرجاؤنا كبير وعظيم لأن الله تعالى رحيم وغفور ولطيف بعباده وما على العبد إلا أن يرجع إلى ربه سبحانه تعالى. وأشار توفيق إلى «أن هناك فئة من الناس قد قست قلوبهم ويحسبون من المسلمين لو أحصي عدد المسلمين وهم لا يصلون ولا يصومون ولا يعرفون مصحفا ولا إلى المسجد طريقا، والسؤال إن لم يكن رمضان وقت وزمن للتوبة والرجوع إلى الله تعالى فمتى؟ ألم يسمعوا نداء الحق يرفع خمس مرات في اليوم؟ ألم يروا أعداد المصلين يزدحمون عند أبواب المساجد؟ ماذا يتنظر هؤلاء؟ نسأل الله تعالى لهم الهداية والتوبة».

وفي الختام دعا توفيق إلى التناصح، «اعملوا وتناصحوا فيما بينكم لا سيما الذين يعيشون بيننا في البيوت ولا يصلون أو يصومون فهؤلاء لايجوز إعطاءهم شيء يأكلونه فنعينهم على معصية الله تعالى ما لم يكن لهم أي عذر شرعي، والواجب أن ينصحوا ويذكرون بالله تعالى».

العدد 2192 - الجمعة 05 سبتمبر 2008م الموافق 04 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً