تحدث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن الأجواء الإيمانية في شهر رمضان المبارك، والحاجة إلى وقفة صادقة مع النفس تكون وقفة محاسبة ومراقبة، كون شهر رمضان هو محطة ربانية وروحانية للتزود بالتقوى والإيمان والعمل الصالح والاستزادة من الخيرات، وهو مناسبة للتأمل الذاتي ومراجعة الإنسان لنفسه وفي جوانب حياته الشخصية والنفسية والاجتماعية.

واستعرض العصفور في خطبته جملة من الأحاديث الشريفة التي تؤكد أن الصوم الحقيقي هو ذلك الصوم الذي ينعكس على جوارح الإنسان وجوانحه، ويعطي الإنسان القدرة على مواجهة النفس وتحمل الصعاب والتزود بالقدرة على التحكم بالانفعالات والسيطرة على الغرائز والميول.

وذكر العصفور بعض الحالات من الفهم السلبي لحقيقة الصوم مثل ما يتصوره البعض من أن الصوم هو سبب للانفعال والعصبية وعدم قدرة الإنسان في التحكم بانفعالاته وردود أفعاله حينما يبرر الفرد سلبيات السلوك بأنه صائم، في حين أن المفترض أن الصوم هو الذي يعطي القدرة في التحكم بانفاعلاته ويعطيه القدرة على السيطرة على حال الغضب وليس العكس.

وأشار العصفور إلى أن هذا الشهر هو فرصة لمراجعة النفس في مجال العلاقات الاجتماعية في دائرة العائلة أو في مجال المحيط الاجتماعي، وقال ان هذا الشهر الكريم هو فرصة كبيرة لإزالة العوائق وإذابة الحساسيات بين الأخوة، وهو مناسبة لتوطيد العلاقة الأخوية وتأكيدها، وأكدت الروايات الشريفة على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم وشمول الألطاف الإلهية لعموم الناس، واستثنت الروايات حالة الشحناء والعداوة بين الأخوة ما لم يصطلحوا.

كما أكد العصفور استغلال أوقات الشهر الكريم للإكثار من الطاعات والدعاء، وخصوصا تلاوة القرآن الكريم، وقال ينبغي أن يكون للمؤمن علاقة خاصة مع كتاب الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان المبارك، وذلك بالإكثار من تلاوته والتدبر في آياته ومدارسته، ويفترض أن تستمر هذه العلاقة مع القرأن طوال أيام السنة وليس في شهر رمضان فقط، بحيث لا يكون هناك هجران للقرآن في باقي أيام السنة كما هو حال عدد من الناس. فشهر رمضان هو ربيع القرآن وينبغي أن تتوطد هذه العلاقة في هذا الشهر المبارك.