العدد 2192 - الجمعة 05 سبتمبر 2008م الموافق 04 رمضان 1429هـ

استمرار «الانقطاعات» والنواب يستدعون ممثلي الحكومة

علمت «الوسط» من مصادر برلمانية أن طلبا نيابيا عاجلا وصل إلى مكتب رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني يطلب عقد لقاء عاجل بين النواب وهيئة الكهرباء والماء لمناقشة تداعيات استمرار انقطاعات الكهرباء طيلة الأيام الماضية في مختلف مناطق البحرين.

وفي سياق متصل، توقع مصدر مسئول بهيئة الكهرباء والماء استمرار أزمة الانقطاعات الكهربائية في مختلف مناطق البحرين لعدة أيام أخرى، ورجح المصدر أن تكون الأسباب في تأخر عمل المحطات الفرعية وسوء التنظيم في استخدام المولدات المتنقلة.

يأتي ذلك فيما عاشت مناطق بحرينية يوما ساخنا أمس (الجمعة) في ظل انقطاع الكهرباء الذي بدأ منذ وقت متأخر من ليل الخميس واستمر حتى صباح الجمعة، بدءا من قرية الحجر في المنطقة الشمالية التي انقطعت عنها الكهرباء منذ الساعة الواحدة صباحا، وانتهاء بقرية الدير التي عايشت التجربة نفسها.


تأخر «الكابلات» في المحطات الفرعية يؤزم الوضع

مصادر لـ «الوسط»: الانقطاعات الكهربائية ستستمر لعدة أيام

الوسط - عبدالله الملا

علمت «الوسط» من مصادر موثوق بها أن «أزمة الانقطاعات الكهربائية في مختلف مناطق البحرين ستستمر لعدة أيام» مرجحة أن تكون الأسباب في تأخر عمل المحطات الفرعية وسوء التنظيم في استخدام المولدات المتنقلة.

وقالت المصادر: «الانقطاعات ليست مفاجئة لأي أحد، سواء للمسئولين أو حتى هيئة الكهرباء والماء وكنا نتوقع أن تحصل الانقطاعات في أي وقت».

وأضافت «كان من المفترض أن تسهم المحطات الفرعية في التخفيف من الانقطاعات و تدخل في الخدمة ومن المفترض أن يخفف عملها من ضغط الشبكة، ولكن تأخرها في العمل أدى إلى تفاقم الوضع وانقطاع الكهرباء بصورة مستمرة عن مختلف مناطق البحرين، وسبب التأخير هو أن هيئة الكهرباء كان لها عقد مع شركة أجنبية لتوفير الكابلات الكهربائية، ولكن هذه الشركة لم توفر الكابلات لأسباب غير معلومة، وتم الاتفاق مع شركات أخرى لتوفير الكابلات وهو ما أخر عمل المحطات الفرعية».

ولفتت المصادر إلى أن قلة وجود المقاولين الذين يمكن أن ينهوا العمل في وقت قياسي سبب آخر مهم لكثرة الانقطاعات واستمرارها لفترات طويلة، ولو كان لدى الهيئة عدد كبير من المقاولين لما استمرت الانقطاعات في بعض المناطق لفترات طويلة جدا.

وتابعت» السبب الآخر الذي يمكن إدراجه هو ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وزيادة الاستهلاك، والوزارة تبرر أن الناس يبنون من دون ترخيص ويؤدي ذلك إلى زيادة الحمل من دون علم الوزارة وهو سبب قد يكون معقولا وخصوصا مع البناء في بعض المناطق السكنية الذي يتم من دون زيادة الطاقة الكهربائية في المنزل نفسه».

وأكدت المصادر «إننا نجني سوء التخطيط في الفترة السابقة، وعلى الهيئة أن تسرع الخطى في إصلاح الخلل. وكان من المفترض أن تسهم المولدات المتنقلة في حل المشكلة ولكن لا نعلم كم تستفيد الهيئة من هذه المولدات».

مجمعات سكنية بلا كهرباء

في الإطار نفسه، استمرت الانقطاعات الكهربائية في مختلف المناطق، وما يضاعف من معاناة الناس أنها ترافقت مع شهر رمضان المبارك، وسجلت قرية الحجر يوم أمس (الجمعة) انقطاعا للكهرباء في مجمع 465 إذ بقيت أكثر من نصف بيوت المجمع من دون كهرباء منذ الساعة الواحدة صباحا حتى وقت متأخر من مساء أمس، ويشير سمير عياش من قرية الحجر إلى أن «انقطاع الكهرباء استمر منذ الساعة الواحدة صباحا حتى اليوم الثاني، و تم الاتصال بالكهرباء وأجابوا أنهم حولوا الموضوع على المقاول، وحتى الآن لم يحدث أي تطور. وأخبرونا أن الخلل بحاجة إلى 12 ساعة، وعندما اتصلنا بهم في الصباح أخبرونا الكلام نفسه، وتكرر الموضوع عندما اتصلنا العصر، ولا ندري إلى متى ستنتهي مهلة 12 ساعة التي حددتها هيئة الكهرباء».

واستجابت هيئة الكهرباء للمواطنين في المنطقة المذكورة عند الساعة السابعة مساء إذ قام العمال بعمليات الحفريات لإصلاح العطب بعد أن قضى الأهالي قرابة 16 ساعة من دون كهرباء. وطالب الأهالي هيئة الكهرباء والماء بتعويضهم عما خسروه من أطعمة ومواد غذائية والضرر النفسي الذي لحق بهم.

من جهة أخرى، اتصل أهالي قرية الدير بـ «الوسط» يشكون انقاطاعات الكهرباء التي أدت حسب كلامهم إلى تلف المواد الغذائية وحملوا هيئة الكهرباء والماء مسئولية ما يجري.

وكشف رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري في تصريح لـ «الوسط» أمس الأول عن رفع تقرير عاجل لرئيس الوزراء بشأن الانقطاعات الكهربائية المتكررة التي استمرت لأكثر من 20 يوما في بعض المناطق، وكذلك بشأن تجاوزات المسئولين في هيئة الكهرباء والماء.

وأضاف البوري أن «اللجوء إلى رئيس الوزراء جاء بعد فشل كل المحاولات التي قام بها المجلس البلدي لتلافي حدوث الانقطاعات الكهربائية أو الحد منها، باعتبار أنه المسئول عن توجيه هيئة الكهرباء والماء التي تتعامل بكل برود وأنانية مع مسألة الانقطاعات التي يتعرض لها المواطنون».

وواصل البوري «المجلس البلدي أصبح يتحمل الآن مسئولية اللامبالاة الصادرة من المسئولين في الهيئة، فهو عمد إلى توفير مولد كهربائي متنقل مستأجر بكلفة 1400 دينار يوميا لإحدى المناطق المتضررة من الانقطاعات الكهربائية اليومية».

وقال البوري: «للأسف اللجنة التنسيقية المعدة بين هيئة الكهرباء والماء والمجالس البلدية غير متعاونة نهائيا، فقائمة الأرقام المتوافرة لدى الأعضاء لم يستفيدوا من أي رقم فيها، فالكل لا يجيب على الهاتف ولا يتعامل بصدق بموجب الوظيفة المسندة إليه».

ولفت البوري إلى أن «الهيئة طالما تُحمل المواطنين مسئولية الانقطاعات الكهربائية وتتناسى ترهل وضعف الشبكة، وأنه حتى لو قبلنا بذلك جدلا فإن حل المشكلة سيبقى منوطا بالهيئة التي يجب أن تطور الشبكة وتوفر خططا استراتيجية عاجلة لمواجهة الانقطاعات المفاجئة، فليس من المعقول أن يبقى المواطن لأكثر من أسبوعين بلا كهرباء لأن الهيئة تتذرع بتحميله المسئولية».

كما استمرت حتى يوم أمس الأول (الخميس) الانقطاعات الكهربائية الممتدة منذ أيام، وطالت مناطق واسعة في مختلف محافظات البحرين، من بينها الرفاعان الغربي والشرقي، قرية عالي، إسكان عالي، مدينة عيسى، جدعلي، الكورة، الجفير، والدراز، المصلى، بوري، جدحفص، مدينة حمد وسط تذمر المواطنين الذين استقبلوا رمضان بانقطاعات الكهرباء.

من جانب آخر اشتكى العديد من القاطنين في مجمع 408 في منطقة السنابس من انقطاع التيار الجزئي وأن أكثر المنازل تعيش على مصباح ومكيف واحد فقط يعمل في منازلهم منذ 4 أيام.

وكانت غالبية الانقطاعات الكهربائية التي شملت أكثر من 8 مناطق في البحرين سببها الأحمال الزائدة على المولدات الفرعية والكابلات الأرضية الموصلة للمنازل، إذ يسهم ارتفاع درجة الحرارة في رفع مستوى الاستهلاك اليومي من الطاقة التي تشكل بالتالي حملا كبيرا على المولدات والكابلات التي قد لا تستحمل كثيرا، وبالتالي تعرضها للأعطاب والمشكلات الفنية المفاجئة.

العدد 2192 - الجمعة 05 سبتمبر 2008م الموافق 04 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً