العدد 2190 - الأربعاء 03 سبتمبر 2008م الموافق 02 رمضان 1429هـ

حرب القرن بين «مايكروسوفت» و«غوغل»

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في خطوة اعتبرتها الأوساط المالية والعاملة في قطاع تقنية المعلومات، نوعا من لي ذراع شركة مايكروسوفت، أعلنت شركة غوغل، التي لم تعد بعد اليوم مجرد محرك بحث، طرح متصفح جديد أطلقت عليه إسم كروم (Chrome)، كانت الشركة قد انتهت من تطويره مؤخرا. استخدمت الشركة في تطويره لغة المصادر المفتوحة (Open Source). وتحدد غوغل أهم مزايا البرنامج الجديد بقدرته على «تبسيط التعامل مع صفحات الإنترنت بحيث تكون شبيهة بصفحة غوغل الرئيسية في البساطة والسرعة في التحميل». هذا وقد أطلقت غوغل النسخة التجريبة من البرنامج قبل يوم أمس الأول (الثلثاء).

لايمكن فهم الحرب الدائرة بين «مايكروسوفت» و»غوغل» بعيدا عن فشل مساعي الأولى لشراء شركة ياهو على إمتداد السنة الماضية ومطلع هذا العام، للإستفادة من الخدمات البحثية التي توفرها بوابتها، والمبلغ الضخم الذي عرضته عليها والبالغ حوالى 47 مليار دولار. واعتبر محللون من أمثال كانتور فيتزجيرالد أن «معركة الاستحواذ التي تخوضها شركة مايكروسوفت لشراء ياهو سببا جديدا لتقوية عملاق الإنترنت شركة غوغل، هذه الأخيرة التي استفادت من تراجع وضع ياهو وأصبحت الأولى من دون منازع ... (وبأنه كلما زادت المماطلة، استفادت غوغل أكثر». لكن ذلك لم يجعل مايكروسوفت تفقد الأمل في ذلك الصراع، الذي بات البعض يطلق عليه «حرب القرن 21» ، فبعد أن باءت محاولات الشراء بالفشل، لجات مايكروسوفت إلى موقع فيس بوك (Facebook.com)، واشترته لبناء مجتمع تخيلي جديد يجذب طائفة من مستخدمي غوغل. وكانت آخر حروب مايكروسوفت استحواذها على محرك بحث جديد تملكه شركة غرينفيلد أون لاين، شاملة فرع الشركة في أوروبا (Ciao.com)، بمبلغ 486 مليون دولار، من أجل الإستفادة من محرك البحث الذي تملكه الشركة إلى جانب منصة إلكترونية أخرى للتجارة الإلكترونية. وكما يبدو فإن مايكروسوفت هي أكثرمن يدرك علاقة التأثير الطردي بين منصات التجارة الإلكترونية ومحركات البحث. وتتحدث كل التقارير عن الآلة الذكية التي تستخدمها منصة التجارة الإلكترونية (Ciao.com) من حيث قدرتها على استخلاص آراء ما يربوعلى 26,5 زائر في الشهر يزودونها بتقييماتهم في البضائع التي يقتنونها من حيث الجودة، وسرعة التسليم، وسهولة الوصول إلى ما يريدونه، من خلال محرك البحث الداخلي الذي تضعه في تصرفهم المنصة.

وكما يبدو فإن الحرب المقبلة على الإنترنت تدور رحاها في ساحات محركات البحث. فقبل أسابيع قليلة إستقبلت الأسواق محرك كول (Cuil)، الذي صممه عدد من كبار المهندسين السابقين لدى شركة «غوغل» نفسها. ويؤكد محرك «كول» أنه قادر على تصفح 120 مليار صفحة رقمية، أي ما يفوق بثلاث مرات ما لدى غوغل.

ومن المعروف أن حصة غوغل تربو على 62 في المئة من أسواق محركات البحث، وحوالى 79 في المئة من السوق الأوروبية، في حين لا تتجاوز حصة مايروسوفت أكثر من 2 في المئة من الأسواق الأوروبية، وحوالى 9 في المئة من الأسواق العالمية، فقا لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر بتاريخ 30 أغسطس/ آب الماضي.

مقابل هذا الهجوم من مايكروسوفت، تحاول غوغل أن تغير من قوانين المعركة وساحتها، فبدلا من حصرها في نطاق محركات البحث، هاهي غوغل تنطلق نحو ساحة المتصفحات؛ إذ يستأثر إنترنت إكسبلورر، وفقا لأرقام وول ستريت جورنال على 72,2 في المئة من الأسواق، في حين تتوزع الحصة الباقية على كل من فيرفوكس، وسافاري، وأوبرا، وآخرون، هي 19,7 في المئة، 6,4 في المئة، 0,7 في المئة، 1,0 في المئة على التوالي.

وبدلا من انتظار جحافل مايكروسوفت تغزو محركات البحث في عقر دار غوغل، وجدنا غوغل تأخذ زمام المبادرة وتغزو مايكروسوفت في أقوى أجنحتها والتي هي المتصفح الذي نجحت مايكروسوفت من خلاله طرد الكثيرين من عمالقة صناعة الويب من أمثال نيت سكيب (NetScape)، الذي كان في منتصف الثمانينيات يحظى بحصة الأسد في أسواق المتصفحات، وهذه - كما نقرأ - ستكون الهدف الأساسي من وراء إطلاق كروم. كذلك ولجت غوغل بعض برمجيات أوفس مثل برنامجيها: معالج الكلمات (Word Processor)، والخلايا المنسدلة (Spread Sheet) اللذين طرحتهما مجانا كي تنافس بهما برنامجي وورد (Word) وإكسل (Excel).

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2190 - الأربعاء 03 سبتمبر 2008م الموافق 02 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً