فعلا، كان لابد من دراسة وافية لأسباب الإخفاق الذي حصل في البطولة الخليجية لمنتخبات للشباب للكرة الطائرة الحادية عشرة والتي اختتم حديثا في البحرين، هذا ما أراحني في تصريح نائب رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة ورئيس لجنة المنتخبات جهاد خلفان الذي أكد أن هناك دراسة كاملة ستطرح في الاجتماع المقبل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الإخفاق الذي حصل في البطولة، وسيتم فيه رفع تقرير كامل من الجانب الفني عن طريق مدرب المنتخب يوسف خليفة ومساعده إبراهيم علي، ومن الجانب الإداري عن طريق إداري المنتخب صلاح جناحي وهذا هو عين الصواب، وخصوصا أننا نعرف أن مراجعة الأخطاء وتوضيحها يعطي أفكارا جديدة لتفادي مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
لكني سأتحدث ولو بشكل بسيط عن سبب هذا الإخفاق من منظوري الشخصي كوني كنت أحد المتابعين لمشوار هذه البطولة، إذ كنا نعول على منتخبنا بقيادة قائده علي مرهون ورفاقه أن يعيدوا للبحرين اللقب الخليجي ويكتب اسمنا للمرة الثالثة في السجلات كما فعله آخر جيل بقيادة اللاعبين المتميزين الذين هم الآن يمثلون منتخب الرجال وكان ذلك في قطر العام 2003، أيام ما برع المدرب الوطني يوسف خليفة في استغلال طاقة اللاعبين آنذاك أمثال فاضل عباس وعلي عبدالحسين وجاسم النبهان ومحمد غريب وميرزا عبدالله والبقية في تحقيق هذا الحلم، لا سيما أن البطولة أقيمت في البحرين، فكان الطموح كبيرا في إعادة اللقب لخزائننا، وخصوصا أن هذا الفريق هو ذاته الذي حقق بطولة الناشئين للكرة الطائرة الأولى العام الماضي في الكويت.
إذا، هناك أسباب عدة لهذا الإخفاق ولا بد من الوقوف أمامها، فربما يكون للمعسكر الذي أقيم في تركيا دور كبير فيما حصل للمنتخب وخصوصا أن المنتخب لعب لقاءين وديين فقط في هذا المعسكر، فكان الأول مع منتخب شباب تركيا فيما كان الآخر مع فريق متواضع لم يقدم الإضافة إلى المنتخب وهذا ما أثر بالسلب على مجموعة المنتخب، كما يجب أن نشير إلى أن غياب المباريات الودية لم يعط الفرصة إلى الجهاز الفني في استغلال اللاعبين البدلاء بالصورة الصحيحة والوقوف على مدى جاهزيتهم ما جعلنا نشاهد القليل جدا من التغييرات في مباريات البطولة، خصوصا في بعض اللقاءات التي كان لابد فيها من إعطاء البديل فرصة نظرا لهبوط مستوى اللاعب الأساسي وهو ما غابت كليا، كما أن غياب اللقاءات الودية أثرت على مستوى الفريق الجماعي داخل الملعب وهذا ما أكده خبراء التدريب في الكرة الطائرة سواء البحرينية أو الخليجية.
ثانيا، ربما يعود هذا الإخفاق إلى فشل المسئولين والمعنيين بالمنتخب في التعامل بالصورة الصحيحة مع الضغط الحاصل للمنتخب الإعلامي منه والنفسي، وخصوصا أنهم كانوا مطالبين بتحقيق الفوز بالبطولة، وخير دليل اننا لعبنا (4) لقاءات امتدت فيها الأشواط إلى خمسة وخسرنا لقاءين بنتيجة (3/2) وكنا قريبين من تحقيق الفوز ولهذا السبب طالبنا بإعداد لاعبي المنتخب من الناحية النفسية أكثر لأنه علم تستغله أقوى وأعرق الأندية والمنتخبات العالمية.
في النهاية يجب أن نشير إلى أننا لم نوفق في آخر معسكرين، الأول كان لمنتخب الرجال وكان ذلك في مصر استعدادا للبطولة الخليجية، فيما الثاني الذي كان لمنتخب الشباب، ولذلك نتمنى أن يتم دراسة المعسكر ونسبة نجاحه من عدمها بدقة كبيرة لكيلا تتكرر مثل هذه الأمور التي تؤثر بصورة كبيرة على نجاح المعسكر حتى وإن كانت تركيا التي نجحنا فيها في معسكرات سابقة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عون"العدد 2190 - الأربعاء 03 سبتمبر 2008م الموافق 02 رمضان 1429هـ