في زيارة خاطفة للعاصمة طهران... بدعوة من صديقة لكسر حرارة الجو الخانقة في البحرين... وجدتني أهبط بعد ساعة ونصف الساعة في مطار دولة شاسعة بحيث تستغرق الرحلة من المطار إلى المدينة ساعتين! معجزة! أن تكون على بعد تلك المسافة القصيرة من هذه البلاد الملونة بكل أعاجيب الدنيا وتاريخها وقدمها وحضارتها الزخمة والجميلة ومناظرها الخلابة الرائعة! والخلطة البشرية في الطائرة كانت تشمل زائرين إلى الأماكن المقدسة مثل قم ومشهد وآخرين أتوها للعلاج... وأتاح لي تأخر الطائرة قبل إقلاعها رجوعا لعدة ساعات التعرف على الكثير من مشكلات المرضى وكوني طبيبة وأجد كل ذلك الكم الهائل من المرضى المراجعين للمستشفيات الإيرانية ازداد من قلقي على بلادنا! وخصوصا عندما تعرفت عن قرب على نوعية الأمراض البسيطة جدا التي لم يفلح أطباؤنا في علاجها واضطر المرضى إلى طلب العلاج في الخارج... ومن تلك الأمراض بعض الأمراض الجلدية، والمياه البيضاء في العيون والجيوب الأنفية وبعض تركيبات الأسنان والزراعة...الخ.
وقد يكون المريض زائرا لتغيير الجو وأن يضرب عصفورين بحجر واحد! وقد يكون كسولا في متابعة تعليمات طبية فلا يشفى ويتحجج بأن العلاج لم ينجح في البحرين ونجح في الخارج! لوجود الوقت والتركيز للحصول على العلاج، أما ما ضايقني فعلا هو عندما قال لي أحدهم إنه قد كتب له عمر جديد في إيران وأنه كان مستعدا لبيع بيته لحصوله على نتائج إيجابية وشفائه... فقد عانى من صعوبة في التنفس والاختناق المؤقت وشعور بالموت المفاجئ، وأنه قد قام بزيارة الكثير من الأطباء هنا ولم يستفد بأية نتيجة ولأكثر من عامين!
وفي إيران تبين أن تشخيصه هو ضيق في شرايين القلب وليس في الحنجرة كما كان في البحرين.
وقاموا بعمل قسطرة وتوسعة بالمنظار، وبتخدير موضعي، ودون أية جراحة! واستغرقت العملية 45 دقيقة فقط!
وكانت بوابة لحياة جديدة بالنسبة له على رغم الغلاء الفاحش والمبالغ فيه برأيي الخاص لهذا النوع من العمليات الحديثة! والسريعة! بحيث يقفز المريض بعدها قفزة نوعية في حياته لسهولة تدفق الدم في شريانه وقلبه!
وكانت الستة آلاف دينار ثمنا رخيصا لصاحبنا والذي كان سعيدا جدا وهو يدفعها! لاستعادة حياته! ثم أحضر أخاه لعمل عملية البروستات بثلاثة آلاف دينار! مبلغ ضخم لعملية لا تستحق كل ذلك والغريب في الأمر أن المستشفى الإيراني الخاص كان معظم أطبائه من الأجانب (ألمان وكنديين وفرنسيين). هكذا أصبحت العلاجات السياحية، وهذا المحظوظ أنه كان بأيدي مهرة، أما هنالك الذين يذهبون للعلاج الرخيص ودون السؤال ويقعون في مصائد أطباء من الدرجة الثالثة وممن ينتظرون السائح الخليجي لإيقاعه فريسة في شباكهم العنقودية ولاستغلالهم بحيث نسمع عن عوارض أمراض لم تكن لديهم ومشكلات جديدة من العشوائيات العلاجية والسحر والأعشاب، ثم بدأت أتساءل لماذا لا نتحرك للتحري ونشر الوعي الصحي وتحذير المسافرين من الوقوع في براثن الغش سواء المادي أو الطبي الرخيص والاستغلال.
ولماذا يفشل الأطباء في العلاج والتشخيص على رغم تردد المريض على الكثير منهم هنا؟! سواء في الطب الحكومي أو الخاص!
إني أحلم وآمل أن تتكون لجنة حكومية طبية مع الطب الخاص لملاحظة من يعودون من الخارج بعد حصولهم على الشفاء للتظلم أمامها وعن الأسباب التي فشل فيها العلاج لدينا مصحوبة بكل الكشوفات قبل الذهاب وبعد الرجوع من الرحلة العلاجية، لمراقبة الضعفاء من الأطباء وتحديد مواقع الخلل أو النقص في الكفاءة... فقد يحتاج البعض إلى لفت نظر لزيادة الاهتمام والعناية بالمرضى أو إلى تدريب جديد للتطورات التي حدثت في ذلك المجال الطبي ولتجديد المعلومات.
وفي حال اكتشاف تكرار الأخطاء مع الكثير من المرضى أن يتم إيقاف ذلك الطبيب/ الطبيبة غير الجديرين بممارسة تلك المهنة المقدسة وأن تكون هنالك امتحانات فورية لتجديد التراخيص الطبية وخصوصا مع وجود التجنيس السريع للبعض والذين باتوا يترأسون الأقسام الهامة جدا في مستشفياتنا الحكومية ممن لا نعرف الكثير عن مستوياتهم سابقا!
وحيث أن الجهل مصيبة المصائب، فالسعي لحماية المجتمع بات من أهم الضرورات!
صرخة نداء لحماية أرواح الناس وعلينا أن نعي ونعرف أن بلادنا لن ترتقي إلا بأيدي أبنائها وإخلاصهم في العمل واستصدار القوانين التي تحمي شعوبها.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 2190 - الأربعاء 03 سبتمبر 2008م الموافق 02 رمضان 1429هـ
نولال
المشكله اختي ان طب الاسنان في البحرين حالته حاله مايسوى ضرسي انكسر وواحد ملتهب التكلفه غاليه بصراحه اسافر برى احسن والله اطباء الاسنان مخادعين يبون الفلوس بس مايبون صحه المريض