بين مؤسسات الثقافة واللجان التي تنظم أعمال وروابط المثقفين البحرينيين، تشكل أسرة الأدباء والكتاب محركا مؤثرا وفاعلا في تاريخ الحراك الثقافي البحريني، ما أسس لحاضر هذه المؤسسة الاسم والسمعة العريقة اللذان تنفرد بهما في مقابل كل المؤسسات الأخرى، وهو ما هيأها لأن تتربع على عرش التميز في الإنتاج الثقافي الذي يخدمه التنظيم المؤسسي الاحترافي... رئيس أسرة الأدباء والكتاب إبراهيم بوهندي جال بنا في تاريخ الأسرة القديم، بين نشأتها وظروف استمرارها، إضافة للأهداف التي تسير الأسرة نحو تحقيقها خلال مسيرتها، فإلى اللقاء.
كيف تعرّفون «الأسرة» لمن يجهلها ويجهل مجال عملها؟
- أسرة الأدباء والكتاب مؤسسة أدبية تعمل بجهد تطوعي تبذله مجموعة من أدباء البحرين من الشعراء وكتاب السرد والمسرح، بالإضافة إلى مجموعة من النقاد والباحثين في الأشكال الأدبية المختلفة. نشاطها يرتكز على الإبداع الأدبي المتواصل من خلال برامجها السنوية التي تشمل الأمسيات الشعرية والسردية، بالإضافة إلى الندوات النقدية أو التقييمية، فيتم خلال الفترة التي تشمل النشاط الثقافي تقديم بعض الأعمال لأدباء بحرينيين وأدباء آخرين من داخل الوطن العربي، مع التركيز على التجارب البحرينية الرائدة والواعدة، وإلقاء الضوء على التجارب المضيئة ذات الروح الحداثية المعاصرة من داخل الوطن العربي وخارجه. بالإضافة إلى النشاط المذكور الذي تعده وتشرف عليه اللجنة الثقافية هناك لجان أخرى تعمل على تواصل الأسرة مع الأجيال الجديدة من المبدعين الشباب في البحرين، وتمد جسور التبادل الثقافي بين الأسرة والمؤسسات الأدبية العربية والأجنبية التي تربطها مع الأسرة اتفاقات تعاون مشترك من أجل الاحتكاك بين أدباء البحرين وإخوانهم في الخارج وتوسيع الرقعة التي يشغلها الإبداع البحريني على خريطة الأدب في العالم العربي وخارجه.
ومن خلال التعاون المستمر مع الجهات الرسمية المعنية بالثقافة في الحرين وعلى رأسها إدارة الثقافة والتراث الوطني في البحرين تقوم أسرة الأدباء والكتاب بدور مهم في تمثيل البحرين على مستوى اجتماعات ومؤتمرات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بالإضافة إلى تسمية المشاركين في المهرجانات والمؤتمرات الأدبية الأخرى التي تشارك فيها البحرين بوفود تحت مظلة إدارة الثقافة والتراث الوطني.
كيف تكونت أسرة الأدباء والكتاب، متى وعلى يد من؟
- انطلقت بداية التكوين من الإرهاصات الأولى للحركة الأدبية الحديثة التي بدأت ملامحها تتشكل على يد مجموعة من الشباب المبدعين المنتمين إلى الأندية المنتشرة في مدن البحرين وقراها. فتكاتف نفر من شباب الستينيات يتقدمهم الدكتور محمد جابر الأنصاري ومن بينهم الشاعر علي عبدالله خليفة والشاعر قاسم حداد والشاعر علوي الهاشمي والناقد أحمد المناعي والشاعرة حمدة خميس والمرحومة الشاعرة منيرة فارس والمرحوم الأديب محمد الماجد وغيرهم ممن شغلهم اهتمامهم بشئون الأدب والفكر والثقافة، وتقدموا بطلب تأسيس هذا الكيان الأدبي «أسرة الأدباء والكتاب» فتمت لهم الموافقة على أن يتم تجديد الترخيص سنويا فكان ذلك في سبتمبر/ أيلول سنة 1969. بعد التأسيس انضمت أسرة الأدباء والكتاب للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وأصبحت الممثل الوحيد للحرين في اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد، والمشارك الوحيد من البحرين في المهرجانات والمؤتمرات العامة. وبدأت تمارس نشاطها الأدبي في الداخل بإقامة الأمسيات الشعرية العامة والندوات الأدبية والفكرية التي لقيت إقبالا جماهيريا خلال فترة السبعينيات. هذه المجموعة ومن التحق بها بعد فترة التأسيس استطاعوا حينها تثبيت الأهداف التي تلائم المعطى الزمني الذي انطلقت منه وفيه أسرة الأدباء والكتاب، فقاموا برعاية الحركة الفكرية والنهضة الأدبية في البحرين. وفي سبيل ذلك عانت الأسرة وعانى أعضاؤها الكثير من تشابك الظروف التاريخية والسياسية خلال العقود الماضية في إطار قانون أمن الدولة الذي تم إلغاؤه بفضل المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك. وعلى رغم ظروف الحصار والملاحقة والقمع قامت الأسرة بالدور الوطني الذي تأسست من أجله الذي دفع كثير من أعضائها ثمنا باهظا بسبب الالتزام به فتحملوا عذاب السجون والمعتقلات وكل أشكال التضييق والقمع.
ما مجالات عمل الأسرة أو الأفرع التي تنقسم إليها؟
- كما هو واضح من أهدافها التي ذكرتها سابقا، تقوم الأسرة بتفعيل الساحة الأدبية والثقافية من خلال إقامة الأمسيات والندوات المتصلة بكل أشكال الإبداع الأدبي، وتمد جسورا من التعاون الثقافي بينها وبين الاتحادات والجمعيات والروابط العربية والأجنبية من أجل الاستفادة من تجارب الآخرين من جهة والتعريف بما وصل إليه الإبداع الأدبي في البحرين من جهة أخرى. كما تقوم بتشجع المواهب الشابة على الاستمرار في تقديم إبداعاتهم، وتفتح لهم أبواب المشاركة على المستوى المحلي بإشراكهم في برنامجها الثقافي وترشيحهم لحضور الفعاليات الأدبية التي تشارك فيها البحرين على المستوى الخليجي والعربي، كما تقوم بدورها في تمثيل البحرين على مستوى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. ومن أهم اللجان التي تساعد على تحقيق ما سبق ذكره اللجنة الثقافية، فهي التي تضع البرامج الثقافية وتعد للفعاليات الثقافية المختلفة، ولجنة المبدعين الشباب التي تسعى لتحفيز المواهب الشابة على التواصل مع الأسرة من أجل رعايتها وصقلها لتضخ مزيدا من الدماء الجديدة في كيان الأسرة بشكل مستمر. بالإضافة للجنتين المذكورتين هناك هيئة تحرير مجلة الأسرة، ولجنة تقييم الأعمال الأدبية التي يتقدم بها أصحابها للانضمام في عضوية الأسرة أو للطباعة ضمن الكتب التي تكفلت بطباعتها سنويا وزارة الإعلام.
ما الشريحة المنتسبة للأسرة، وما مدى استيعابها للمزيد من الأفراد؟
- كل أعضاء الأسرة هم من المبدعين في البحرين، شعراء كتاب في السرد، كتاب في النقد وكتاب في المسرح. وترحب الأسرة بكل المبدعين الآخرين سواء بالانتساب إلى عضويتها أو المشاركة في نشاطاتها عن طريق التواصل معها بحضور فعالياتها الثقافية المختلفة.
كيف تضع الأسرة برنامجها السنوي، وعلى أية مرتكزات وأسس؟
- في ضوء الأهداف التي التزمت بها الأسرة في نظامها الأساسي تقوم اللجنة الثقافية بإعداد مقترح لكل موسم ثقافي مع الأخذ في اعتبارها إعطاء مساحة متساوية لكل الأشكال الأدبية، ورصد كل التجارب الجديدة ومتابعة كل ما يستجد على مستوى الحداثة والتطوير في مجمل الحركة الأدبية على المستويين العربي والعالمي، ثم تعرض برنامجها على مجلس الإدارة الذي يبدي ملاحظاته. وبعد الاتفاق مع المجلس تبدأ اللجنة بالإعداد والتنفيذ.
ما أبرز ما قدمته الأسرة خلال النصف الأول من العام الماضي؟
- منذ أن تحقق للأسرة امتلاك مقرها الدائم على يد جلالة الملك ومجلس إدارتها في مراجعة وإعادة تقييم النشاط الثقافي في محاولة للانتقال بهذا الكيان إلى آفاق أكثر اتساعا لتشمل بعض ما كنا نتطلع إلى تحقيقه من طموحات تعكس المكانة الثقافية والأدبية التي تتمتع بها البحرين. فاستضفنا اجتماعات المكتب الدائم للأدباء والكتاب العرب، ونجحنا في تحويل المناسبة إلى ما يشبه المؤتمر أو المهرجان الأدبي في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 2007. كما أطلقنا مبادرة لاحتضان أول مهرجان لشعر الشباب العرب في البحرين الذي التزمت بتحمل تكاليفه وزارة الإعلام وأعلنت التزامها باستضافته سنويا ابتداء من العام 2009.
وفي النصف الأول من هذا العام استطاعت الأسرة أن تطور برنامجها الاحتفالي بمناسبة اليوم العالمي للشعر في شهر مارس/ آذار ليشمل مشاركة أكبر من الشعراء العرب والأجانب، بالإضافة إلى إشراك مؤسسات ثقافية أخرى لاستضافة فعاليات المهرجان لتصل الأسرة بنشاطها إلى مناطق خارج العاصمة. كما استطعنا استكمال تقييم وإجازة النصوص التي تكفلت وزارة الإعلام بطباعتها لصالح المبدعين المنتسبين لأسرة الأدباء والكتاب. وفي الفترة من 11 إلى 13 من شهر مايو/ أيار 2008 لعبت الأسرة دورا رئيسيا في التنظيم والإعداد لملتقى الثقافة في البحرين الذي شاركت فيه معظم المؤسسات الثقافية في المملكة. هذا بالإضافة إلى تعزيز مشاركة الأسرة مع إدارة الثقافة والتراث الوطني في حضور الفعاليات الثقافية والأدبية المختلفة في داخل البحرين وخارجها.
أليس هناك توجه لتصبح الأسرة جمعية أو رابطة أو نقابة للكتاب والأدباء؟
- قبل أن نفكر في تغيير الصفة القانونية نريد أن نواصل في تثبيت موقعنا كمؤسسة أدبية تعنى بالإبداع والمبدعين، وينتسب إلى عضويتها كل المبدعين في البحرين أو أكبر عدد منهم، مع مواصلة العمل على تحقيق طموحات أعضائنا في الانتشار والاحتكاك بالمبدعين العرب والأجانب ليتسنى لنا من خلال ذلك ترسيخ موقعنا ككيان متميز يستطيع أن يؤثر بشكل كبير في تشكيل وتحديد ملامح البنية الثقافية والأدبية في البحرين. وبالصفة القانونية التي نحن عليها الآن لا أرى ما يمكن أن يقف أمامنا كعائق في طريق تحقيق أهدافنا.
ماذا تقدم الأسرة لمنتسبيها الآن؟
- لا أخفي حقيقة ولا أبالغ إذا قلت إنك بمجرد حصولك على عضوية أسرة الأدباء والكتاب تكون قد قطعت مسافة طويلة جدا من التعريف بنفسك كمبدع على المستويين المحلي والعربي. ثم تأتي مرحلة الاحتكاك بالمبدعين في الأشكال الأدبية المختلفة والاستفادة من تجاربهم في صقل التجربة الشخصية وتطويرها. بعد ذلك كله تأتي فرصة المشاركات في الفعاليات الأدبية المختلفة سواء كان ذلك مباشرة ضمن مشاركات الأسرة في الداخل والخارج أو عن طريق الترشيح المطلوب من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية في الداخل والمؤسسات الثقافية والأدبية في الخارج. هذا بالإضافة إلى المساعدة في تقييم وتقديم وطباعة وتوزيع النتاج الأدبي للمبدع المنتسب إلى عضوية أسرة الأدباء والكتاب.
كيف كانت تجربة ملتقى الثقافة في البحرين... الواقع والتطلعات التي تصدرتها أسرة الأدباء والكتاب؟
- على رغم تأخر انعقاد الملتقى لظروف خارجة عن إرادتنا إلا أنه لكونه اللقاء الأول من نوعه وساهمت فيه معظم المؤسسات الثقافية في البحرين أعتقد أنه كان ناجحا، واستطعنا من خلاله أن نلفت انتباه كل الجهات المعنية بالشأن الثقافي إلى وجود بعض المعوقات والحاجة إلى عمل المزيد من أجل التطوير والتغيير مع الاعتراف بدور المؤسسات الأهلية ذات التاريخ الطويل في العمل الفني والأدبي التي باتت تعاني من التهميش بإغفال تاريخها وإقصائها عن المشهد الثقافي الذي تحملت أعباء كثيرة في تشكيله على مدى سنوات طويلة في مرحلة ما قبل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك. لقد لمسنا من وزارة الإعلام كل تفهم واستعداد لإشراك المؤسسات الثقافية في العمل معها كشريك فعّال في رسم الواقع الثقافي في البحرين بعد أن تقدمنا بما توصل إليه الملتقى من نتائج ومقترحات.
ألن تقود هذه التجربة إلى اتحاد للمثقفين؟
- في اعتقادي إن هذا اللقاء يمكن أن يشكل نواة لمتابعة العمل الجماعي بين المؤسسات الثقافية ومواصلة تقييم الأداء بينها وبين الجهات المعنية بشكل منتظم إذ إن القرار في مواصلة اللقاءات بينها قد اتخذ بتأكيد التزامها بعقد مؤتمر سنوي تواصل فيه تحليل ومناقشة الواقع الثقافي في ضوء ما خرجت به من توصيات ومقترحات في الملتقى الأول وما يستجد من أمور على الساحة الثقافية في البلاد.
ما دور الأسرة في تغذية النشاطات الثقافية الأخرى كالمسرح والفنون التشكيلية؟
- هناك تعاون بين الأسرة والمؤسسات الثقافية والفنية في البحرين. على مستوى المسرح هناك فعاليات مشتركة بين الأسرة وبعض المسارح سواء باستضافة الأسرة لبعض الأعمال المسرحية أو بمساهمة بعض المسرحيين في فعاليات الأسرة أو دور النقاد من أعضاء الأسرة في تحليل وتقييم بعض الأعمال المسرحية التي تقدمها المسارح وخصوصا مسرح أوال ومسرح الصواري. على مستوى الفنون التشكيلية هناك أعمال مشتركة بين بعض الأدباء من أعضاء الأسرة وبعض الفنانين. وأتمنى أن يتعمق التعاون بين الأسرة والجهات المذكورة ليشمل العمل المؤسسي إضافة إلى ما سبق ذكره من مشاركات فردية.
إلام تتطلع الأسرة في مستقبلها؟
- أول ما نعمل على تحقيقه على مستوى المدى القصير الأجل هو ترسيخ استمرارية الفعاليات الكبرى التي نسعى إلى عدم توقفها مثل الاحتفال السنوي باليوم العالمي للشعر والمهرجان السنوي لشعر الشباب العرب والندوة السنوية للاحتفاء بالمبدعين الرواد ابتداء بالأديب الكبير المرحوم الأستاذ إبراهيم العريض في نهاية هذا العام. أما على المدى الطويل الأجل فنتطلع إلى توفير الإمكانات المطلوبة لدعم المبدع البحريني في تحمل أعباء معيشته وتفرغه المرحلي لتنفيذ منجز إبداعي معين أو تفرغه التام لمجمل تجربته الإبداعية.
ما دور الأسرة في احتواء المواهب الناشئة كجيل جديد للأدباء والكتاب؟
- بالنسبة لهذه الشريحة من المبدعين هناك لجنة تم تشكيلها أخيرا برئاسة الأديب الأستاذ جعفر حسن تعمل على تعريفهم بالأسرة وتعريف الأسرة بهم عن طريق تشجيعهم ودعوتهم لحضور فعاليات الأسرة ومشاركتهم في فعاليات خاصة بهم لتقديم نتاجاتهم الإبداعية والمناقشة بشأنها ثم تقييمها من قبل المتخصصين من النقاد وإبداء الرأي والملاحظات عما يقدمونه من إبداع في جميع الأشكال الأدبية. إن إقدام الشباب على الانخراط في هذا النوع من النشاط يشجعهم على مواصلة الكتابة من جهة، ويحقق لهم صقل تجاربهم وتطويرها من جهة أخرى. كما أن استمرارهم في حضور فعاليات الأسرة المختلفة يعجل من انتسابهم إليها كأعضاء عاملين فتتوافر لهم ظروف المشاركة في الأمسيات والندوات الأدبية في الداخل والخارج، ويتحقق للأسرة بوجودهم تدفق دماء جديدة داخل كيانها بما يكفل لها استمرارية الحيوية والحياة.
«الأسرة» مشروع ثقافي وفكري، فهل يتأثر بتوجه سياسي معين؟
- كما تعرف تضم الأسرة في عضويتها شرائح متعددة واتجاهات مختلفة على مستوى المدارس الأدبية والتيارات السياسية، ولكنها كمؤسسة لا تخضع لأي توجه أو تيار سياسي محدد. لقد اتفق الجميع على أن ما يجمعنا تحت سقف الأسرة هو إخلاصنا للحركة الأدبية والنهضة الثقافية في البحرين، وكل ما يشغلنا كمؤسسة هو الإبداع والمبدع في البحرين دون التحيز لأي طيف سياسي أو اتجاه عقائدي.
كيف تنظم «الأسرة» نتاجها الأدبي المطبوع، وما أولوياتها؟
- لقد استطاعت «الأسرة» أن تكسب الدعم المستمر من وزارة الإعلام في طباعة مجلتها الفصلية «كرز»، كما حصلت على الدعم المادي المطلوب سنويا للوفاء بالتزاماتها المالية لتوفير المواد والمواضيع بمبادرة كريمة من إحدى مؤسسات القطاع الخاص. أما المطبوعات الأخرى فإن ما تحقق للأسرة من التزام أكيد أعلن عنه وزير الإعلام جهاد حسن بوكمال بمناسبة انعقاد مؤتمر الاتحاد العام للأدباء العرب في البحرين يشكل قاعدة مضمونة لطباعة عدد لا بأس به من الكتب لتغطية إصداراتها المستقبلية وطباعة إنتاج المبدعين من أعضائها.
هل تعتقد أن أهل «الأسرة» متقوقعون على أنفسهم، أو أن أعضاءها يمارسون «شللية» داخلية؟
- قد يكون هذا الانطباع عن أعضاء «الأسرة» قد تم ترديده من قبل بعض الإخوة الذين أرادوا أن يختلقوا عذرا لعزوفهم عن حضور الفعاليات الأدبية والثقافية التي تقيمها الأسرة، ولكن الحقيقة هي أن المبدع في أي مكان هو نبض الحياة في المجتمع، وهو لذلك لا يمكن له أن ينتج إبداعا حقيقيا في قوقعة أو داخل دائرة ضيقة بعيدا عن حركة الحياة في مجتمعه وبمعزل عن التفاعل المطلوب بينه وبين من يتلقون إبداعه. ولأننا ندرك هذه الحقيقة بدأنا بالتوجه بفعالياتنا نحو المؤسسات الثقافية المحلية على مستوى الوطن في الأماكن التي تتواجد فيها تلك المؤسسات سواء كان ذلك داخل العاصمة أو خارجها.
كيف تنظم «الأسرة» علاقتها بالمؤسسة الرسمية المشرفة على الثقافة وهي وزارة الإعلام؟
- علاقتنا بوزارة الإعلام اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه في السابق، هناك تفهم لدى الإخوان في الوزارة وبشكل خاص الإخوة في إدارة الثقافة والتراث الوطني. نجد أبوابهم مفتوحة لنا كلما كانت لدينا أو لديهم الحاجة لعقد لقاء بيننا. طبعا نتمنى أن تتوثق العلاقة بيننا بشكل أكبر، ونحن كما أكدنا لهم في كل في أكثر من لقاء على استعداد تام للاشتراك معهم وتقديم ما نراه مناسبا من جهد في سبيل إنجاز أي عمل يكون لنا فيه دور يشرفنا في خدمة البحرين وأهلها.
العدد 2190 - الأربعاء 03 سبتمبر 2008م الموافق 02 رمضان 1429هـ