العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ

البحرين بلد «ولاّدة»

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يكن فوز منتخب البحرين للمدارس لكرة اليد في دورة الألعاب العربية للمدارس التي اختتمت أمس الأوّل في الأردن وليد الصدفة، بل هي الحقيقة عينها التي تؤكدها قوّة سواعد اليد البحرينية في المحافل الخارجية، ولم يكن أحد مستغربا من تحقيق هذا المنتخب الفوز على كلّ المنتخبات وتحقيق البطولة بكلّ جدارة واستحقاق، محققا الفوز في كل مبارياته.

وما زاد البطولة أحقية أنّ هذا المنتخب المكوّن من غالبية لاعبي منتخب الناشئين الذي شارك في التصفيات الآسيوية الثالثة للناشئين في الأردن وجاء رابعا، وكان فيها جديرا بالوصول إلى بطولة كأس العالم، إلا أنّ المؤامرات الدنيئة التي قام بها الاتحاد الآسيوي، وخصوصا في مباراة الكويت في الدور نصف النهائي، كانت السبب في الحلول ضد وصول المنتخب إلى المباراة النهائية والتأهل إلى البطولة العالمية للمرة الثانية على التوالي.

هذا الفوز المدرسي وباعتباره جاء بغالبية لاعبي منتخب الناشئين، وفي دورة شاركت فيها المدارس بمنتخبات الناشئين التي شاركت في البطولة الآسيوية للناشئين على أقل التقادير السعودية والكويت، كان ردا صارخا على المهازل والمؤامرات التي تدار من خلف الستار في الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، والتي تستهدف كلّ منتخب بحريني، وكان دليلا أكّد قوّة المنتخب وأحقيته بالتأهل إلى كأس العالم، ولاسيما أنه افتقد في هذه الدورة المدرسية لبعض اللاعبين الأساسيين الذين شاركوا في التصفيات الآسيوية.

على النقيض من ذلك فقد شاهدنا منتخب المدارس الكويتي غير قادر على هزيمة منتخبنا في هذه الدورة أو حتى الوصول إلى الدور نصف النهائي، والسبب معروف، وهو غياب الدعم المسنود من الاتحاد الآسيوي ومن التحكيم، ذلك أنّ الدورة المدرسية ليست تحت سيطرة الاتحاد الآسيوي، فيما تألقت منتخبات أخرى كالسعودية التي وصلت إلى المباراة النهائية لكنها خسرت من البحرين.

ليس الحديث هنا؛ لنستذكر آلامنا وشكوانا على الاتحاد الآسيوي الظالم لكرة اليد البحرينية ومنتخباتها، بل لنؤكّد للجميع بما فيهم الاتحادان الآسيوي والعالمي أنّ سواعد اليد البحرينية قادرة على تحقيق المعجزات إذا ما أبعدت الحواجز المعروفة، وخير دليل هو تحقيق منتخب المدارس للبطولة وهو ذاته الذي حقق بطولة المدن في العام قبل الماضي في أيسلندا، يضاف إلى ذلك سيطرة الأندية البحرينية لبطولة الأندية الخليجية.

على العكس من ذلك فإننا نرى سيطرة كويتية على البطولات الآسيوية فقط، وكأنّ منتخباتهم وأنديتهم لا تعرف اللعب إلاّ في البطولات الآسيوية، وما عداها فإنها تعد بمثابة البطولات الهامشية، ونظرة منّا لمستوى الكويت ومقارنته بالدول الأخرى سيجد الجميع بأن هناك من هو أحق بالتأهل والفوز بالبطولات الآسيوية من الكويت، فمثلا نجد أنّ منتخب الكويت للناشئين هو بطل آسيا، لكنه جاء في المركز الثالث في المجموعة بالدورة المدرسية ولم يتأهل حتى للدور نصف النهائي الذي يعد أسهل الأمور بالنسبة للكويت في البطولات الآسيوية، فيما كان البطل هو المنتخب البحريني، فلماذا يا ترى في البطولات الآسيوية تكون أندية ومنتخبات الكويت هي البطلة، وفي غيرها لا يكون لها ذكر!

لقد برهنت كرة اليد البحرينية أنها «ولاّدة» وقادرة على مواصلة الإنجازات طوال السنوات، على عكس من يستند على الحكام وممثليه في اللجان التنظيمية ويحقق البطولات عبر الاجتماعات التي تدار تحت الطاولة، هذا ما يحدث في البطولات الآسيوية، فيوما بعد يوم تبرهن كرة اليد البحرينية أنها بخير وأنها قادرة على مقارعة أبطال آسيا إذا ما كانت اللعبة تدار بشكل سليم، وحتى لو لم تتمكن من الفوز بهذا اللقب فإنها على أقل التقادير وصلت إلى مرحلة لم يتوقع الكثير أن يصل إليها.

«بالدبلوماسية أو بالواقعية» هذا هو لسان المتابع البسيط العاشق لكرة اليد الذي يتمنى أنْ ينتهي الإهمال الآسيوي لكرتنا بأسرع وقت من أجل أنْ تعود لعبتنا زاهية وقادرة على المنافسة الآسيوية والتأهل الصريح لمونديال العالم، ومن أجل لاعبينا الذين يموتون جيلا بعد جيل وسط هذه المؤامرات التي قتلت أجيالا عدّة كانت قادرة على أقل التقاديرعلى التأهل إلى كؤوس العالم

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً