اهتمت الأوساط الرياضية بأخبار الصفقة التي بثها موقع «أرابيان بيزنس» على شبكة الانترنت بشأن شراء «مجموعة أبوظبي للتطوير والاستثمار» نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم. وكما يبدو فقد كان هناك حرص بين كل أطراف الصفقة: الشركة الظبيانية التي قاد مفاوضات الشراء بالنيابة عنها رئيس مجلس إدارة المجموعة سليمان الفهيم، ومالك النادي الحالي رئيس الوزراء التايلندي السابق تاكسين شيناواترا، وإدارة النادي الإنجليزي، على أن تبقى المفاوضات وقيمة الصفقة في سرية تامة.
لكن موقع هيئة الإذاعة البريطانية توقع أن القيمة ستكون في فضاء المليارات من الدولارات، وهو صادق فيما ذهب إليه، فنحن في زمن باتت أسعار شراء اللاعبين، وإنتقالهم من ناد رياضي إلى آخر - دع عنك موازنة إدارة تلك النوادي - تتراوح بين عشرات ومئات الملايين من الدولارات.
فقد دفع نادي ميدلزبره الانجليزي لكرة القدم ما يزيد على 24 مليون لضم المهاجم البرازيلي أفونسو ألفيس من نادي هيرينفين الهولندي، كما بلغ سعر أحد أشهر هدافي الدوري الألماني ماريو غوميز إلى ما يزيد على 60 مليون دولار، كما أبدى نادي ريال مدريد الأسباني لكرة القدم استعداده لدفع ما يربو على 107 ملايين دولار لتحطيم الرقم القياسي العالمي في أسعار اللاعبين من أجل ضم النجم البرازيلي كاكا من فريقه الايطالي آيه سي ميلا إلى صفوفه. وطالما كان الحديث عن مانشستر سيتي الإنجليزي، فهو الآخر كان دفع حوالي 42 مليون يورو في حسم صفقة انتقال النجم البرازيلي روبينيو من ريال مدريد إلى لاعبيه.
نشير إلى أسعار اللاعبين هذه وتبعاتها المالية، نظرا إلى ما صرح به الفهيم في حديثه عن بعض تفاصيل الصفقة، إذ قال إن «المجموعة ستعمل على حل جميع المشاكل التي يواجهها النادي، ودفع المستحقات المالية المعلقة، وكذا ستدعمه بضم عدد من أفضل اللاعبين في العالم إليه، وأنّها ستنتهج استراتيجية تسويقية، بما فيها الحملات الإعلانية التلفزيونية، وضم أفضل اللاعبين، وتطوير تسهيلات للاعبي النادي وغيرها».
ما لم تكن هناك ملاحق أخرى تتعلق بتسهيل استثمارات ظبيانية في تايلند عن طريق رئيس الوزراء السابق شيناواترا، ونحن نتحدث هنا عن فرص استثمارية نظيفة لا يشوبها أي غبار، فمن الصعب تبرير هذه الصفقة، التي نتوقع أن نسمع - ولاينبغي أن تجرفنا معها - الكثير عن إيجابياتها من خلال مقارنتها مع صفقات شراء أندية إنجليزية أخرى مثل تلك التي قامت بها شركة طيران الإمارات، أو ما قام به المليونير المصري صاحب محلات هارودز البريطانية محمد الفايد.
ولا نستبعد أن يقارنها البعض الآخر مع ما تم في الثمانينيات من القرن الماضي عندما شرع رئيس وزراء دبي الحالي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الاستثمار في خيول سباق الدربي البريطاني.
وقد يذهب فريق آخر إلى مقارنة ما تقوم به مجموعة أبوظبي للتطوير مع شركة دبي القابضة التي استثمرت في الكثير من المشروعات العالمية، بما فيها شراء وتشغيل موانئ في بريطانيا ذاتها.
ما يدفعنا إلى عدم تبرير الصفقة، هو درجات سلم التنمية في بلداننا العربية، وعلى وجه الخصوص الخليجية منها والتي يتوافر بحوزتها، من جراء ارتفاع أسعار النفط والغاز وفرة مالية، نخشى أكثر ما نخشى تبذيرها في أوجه استثمارية خارجية لا تقع في أعلى درجات سلم الأولويات التي تحتاج إليها برامج التنمية في بلادنا.
لن نتحدث هنا عن معدلات التضخم التي تنهش، وفي وقت واحد تبخر، نسبة لا يستهان بها من تلك الدخول النفطية، وسبب ذلك يعود، بالأساس إلى عدم توجيهها عبر القنوات الاستثمارية الصحيحة، وفي الوقت المناسب، وفي المشروعات، دولية أم محلية، الأكثر جدوى والأكثر أولوية.
لذلك لن نغوص كثيرا في وضع قائمة الأولويات هذه، يكفينا هنا واليوم أن ننقل - وبالنص الحرفي - ما بثه موقع «إربيان بزنس ذاته» - نقلا عن صحيفة الإمارات بشأن الأوضاع الاجتماعية في إمارة دبي، إذ «كشفت محاكم دبي عن ارتفاع معدل الخلافات الأسرية التي سجلت خلال الفترة من مطلع يوليو/ تموز الماضي، حتى منتصف الشهر الجاري بشكل ملحوظ، بلغ 25 في المئة من إجمالي الحالات التي سُجلت خلال العام الجاري.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ