العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ

العاطل البيتوتي(منوعات)

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

تلقت إحدى الزميلات في «الوسط» مكالمة هاتفية من فتاة جامعية، بلغت سن الثلاثين وهي تنتظر توظيف وزارة التربية والتعليم لها، مشاركة في الاعتصامات التي تنظمها المجموعات المحتجة على عدم ورود أسمائهم في قوائم التوظيف، وهي تطالب بأن تكتب مشكلتها في الصحافة، كحال الكثيرين ممن يعانون بسبب الإجحاف الحكومي في تبنيهم.

لا اختلاف على وجوب تحرك الدولة على توظيف أي شخص عاطل بحريني، إلا أن الاختلاف كان في حالة التبلد التي تُطْبق على بعض العاطلين، الذين ينكرون على ذاتهم أي تحرك سوى الاعتصامات والعرائض الموجهة للحكومة، والشكوى لله ولغيره من العباد عن سوء الحال، فيما هناك أبواب كثيرة يجب أن يتحركوا لطرقها والسعي من خلالها للحصول على فرص العمل، حتى وإن لم تكن تتناسب مع المؤهل العلمي الذي يحملونه أو الطموح، فالعمل في نهاية المطاف عمل وكسب بالعرق الطاهر الشريف.

استحضر قصة لأحد الأشخاص، الذي أغلقت الشركة التي كان يعمل فيها، فبقي حائرا فيما يفعله. سأله صديق عن المكان الذي يرغب في التوظف فيه، فأخبره أنه يرغب بأن يصبح أمين مخازن في (...)، فطلب منه صديقه أن يواظب على زيارة الشركة قبل أن تفتح أبوابها كل يوم، متوجها لهم بالسؤال عما إذا تم النظر في طلب توظيفه أم لا.

ما كذب صاحبنا خبرا وبدأ بالتردد على الشركة بشكل يومي، ولمدة العشرة الايام الأولى كانوا يردونه بأن الطلب لم ينظر فيه، وبعد ذلك في اليوم الحادي عشر استوقفه أحد المسئولين معاتبا كثرة تردده، فكان يجيب بأنه بلا عمل ويطمح للعمل في هذه الشركة، فيرده، وتكرر الأمر أربعة أيام أخرى حتى ملّ منه المسؤول في الشركة، ووافق على توظيفه براتب 120 دينارا شرط التجريب لمدة ثلاثة أشهر.

حرص بطلنا على العمل بجد في الشركة، والحضور قبل الدوام بربع ساعة كما نصحه صاحبه، والمغادرة بعد الدوام بساعة. وتوافق حظه مع ضبطه لأحد المسئولين وهو يحمل عربة مليئة بالمواد يريد إخراجها من المخزن، فطلب منه التوقيع بالاستلام، إلا أن المسئول رفض، وتعالى صوتهما حتى بلغ الأمر صاحب الشركة، الذي حكم بصحة موقف الرجل من مسئوله ورفضه تسليم المواد دون توقيع استلام.

كما واجه مواقف أخرى أثبت منها أمانته، إذ رفض تسلم شحنة مواد كانت صلاحيتها تقارب الإنتهاء، ورفض استلام بضاعة فيها تلف، ما اعتبره خسارة تتحملها المؤسسة، ولشدة التزامه بهذه الأمور، استطاع أن يترقى في عمله، وأن يصبح مسئولا على المخازن، براتب لا يقل عن 600 دينار في نهاية عام واحد من عمله، وهو راتب مرضٍ لأي بحريني.

«الحكمة ضالة المؤمن» كما يقول المثل الشائع، ونفسي تستشعر الحكمة في ثنايا تلك الحكاية، فهل لقارئي أن يستشعرها دون أن أكتب تعليقا ختاميا؟

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً