طغت الأحاديث عن العادات السلبية التي غزت دول الخليج العربية في مجلس السفير الإماراتي لدى البحرين عبدالعزيز الشامسي مساء أمس (الاثنين)، فبعد أن بدأ الشامسي الحديث عن العلاقات التاريخية التي تربط أبناء دول مجلس التعاون الخليجي وقربهم من بعضهم بعضا وتشابه العادات والتقاليد حتى انطلق حديث طويل عن التغيرات التي طرأت في الآونة الأخيرة.
وأشار رجل الأعمال حميد الماجد إلى السلبيات التي رافقت الزيجات في دول مجلس التعاون الخليجي، وما ترتب عليه من تحمل الأزواج أعباء مالية كبيرة واضطرارهم للاقتراض من البنوك للظهور بمظهر لائق أمام عائلة الزوجة وتحقيق رغبات العروس التي تنتظر الكثير من الزوج.
وقال الشامسي»إن الوضع في البحرين أفضل بكثير من بقية دول مجلس التعاون الخليجي، ففي الإمارات مثلا تقدر أقل مصاريف الزواج والمهور بـ 500 ألف درهم إماراتي بما يعادل 50 ألف دينار بحريني، وهو مبلغ مبالغ فيه كثيرا ويجعل الزوج في وضع صعب فهو ينتظر شراء أو بناء منزل وتكوين أسرة وغالبا ما يلجأ الأزواج إلى البنوك لتغطية النواقص».
وقال أحد الحضور معقبا على كلام الشامسي»الإسراف كان له أسبابه في دول الخليج، والبحرين لم تكن بمنأى عن هذه العادات السلبية، فبعض الزيجات لا تحدث إلا في الفنادق الفارهة، ويضطر الزوج إلى تحمل أعباء مالية كبيرة، وهناك بعض الزوجات اللائي يشترطن حضور بعض المطربات ولا يقبلون إلا بحفلة في مكان معين وهذه العادات دخيلة على المجتمعات الخليجية ولم يكن الأجداد يتكلفون في الزيجات كما نفعل اليوم».
ومرت أحاديث جانبية عن صعوبة الحياة في هذه الأيام وخصوصا مع الغلاء الفاحش في مختلف جوانب الحياة، فالحياة المعيشية باتت أصعب بكثير من السابق، ولم يعد بإمكان الإنسان البسيط تأمين المسكن الملائم لأن أسعار العقارات تضاعفت كثيرا، ولابد من إشاعة ثقافة جديدة تشجع على عدم الإسراف في جوانب الحياة خصوصا في الزيجات فليس من المعقول أن يتحمل الرجل ديونا لسنين طويلة لكي يقضي ليلة واحدة من العمر في الفندق الفلاني وتشتري زوجته فستانا بأغلى الأسعار.
وأوضح الشامسي أن بعض المطربين يبالغون في طلب أسعار خيالية لا تدخل العقل، إذ يشترط بعضهم الحصول على مبالغ لاتقل عن 10 آلاف دينار لإحياء ليلة زواج، وكل ما في الأمر أن المطرب يقف على المسرح لساعة أو ساعتين، ولكن المشكلة أن بعض الزوجات وحتى الأزواج يتفاخرون بحضور المطرب الفلاني لحفلة زواجهم.
وعلق أحد الحضور «هناك مشكلة أخرى بين الزوجات، فهي لا تريد أن تكون حفلتها أقل من حفلات زميلاتها، حتى أن بعضهن يطلبن خواتم زواج بتكلفة باهظة، وذلك لتكون أفضل من زميلتها التي اشترت خاتما من تصميم الفنان الفلاني وبذلك السعر». وقال السفير الشامسي: «صحيح، حتى أن أسعار خواتم الزواج في دولة الإمارات تصل إلى 15 ألف دينار بحريني»
العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ