كشف السفير البحريني في العراق صلاح المالكي في حديث إلى «الوسط» عن وجود مساعٍ لافتتاح مقر للسفارة البحرينية في مدينة النجف الأشرف، بغرض رعاية شئون الزوار البحرينيين للعتبات المقدسة، معبرا عن أمله في أن يتم ذلك بشكل سريع.
وذكر المالكي أن الوضع الأمني في العراق يتحسن بشكل مستمر، وقال: «أتمنى أن أكون أول سفير عربي مقيم في بغداد»، وأشار إلى أن المسئولين في العراق قدموا عدة عروض بشأن موقع السفارة البحرينية تتضمن مواقع في المنطقة الخضراء وأخرى خارجها. وعن برنامج عمله في بغداد، قال المالكي: «أتمنى أن يكون للبحرين دور ريادي في إعادة إعمار العراق»، وتحدث عن ملفات كثيرة يحملها معه إلى بغداد، من بينها التحرك لفتح خط جوي وبحري يربط البلدين، والسعي لتوفير بعثات دراسية للطلاب البحرينيين للدراسة في الجامعات العراقية.
المنامة - منصور الجمري، علي العليوات
عبّر السفير البحريني في العراق صلاح المالكي عن تفاؤله كثيرا بتعيينه سفيرا للمملكة في بغداد، وقال المالكي في أول حديث صحافي بعد صدور المرسوم الملكي بتعيينه: «أتمنى أن أكون أول سفير عربي مقيم في بغداد».
وأشار المالكي إلى أن المسئولين في العراق قدموا عدة عروض للبحرين بشأن موقع السفارة من بينها مواقع في المنطقة الخضراء في بغداد وأخرى خارجها، لافتا إلى موعد سفره إلى بغداد سيكون بعد أدائه القسم أمام جلالة الملك.
من جانب آخر، كشف المالكي عن مساعٍ لافتتاح مقر للسفارة البحرينية في النجف الأشرف خلال الفترة المقبلة، بغرض رعاية شئون الزوار البحرينيين على العتبات المقدسة.
وطرح المالكي خلال حديثه إلى «الوسط» أمس (الثلثاء) الكثير من الملفات على جدول عمله في بغداد تستهدف تعزيز العلاقات البحرينية - العراقية في المجالات الأمنية والاقتصادية والصحية والتعليمية، معبرا عن أمله في أن يكون للبحرين دور ريادي في إعادة إعمار العراق.
وفيما يأتي نص الحديث مع السفير صلاح المالكي:
*بوصفك أول سفير بحريني في العراق بعد الغزو، ما هو برنامج عملك في بغداد؟
- برنامج عمل أي سفير جديد يبدأ عادة بتقديم أوراق اعتماده ومقابلة المسئولين في البلد الذي عين فيه سفيرا، ومن ثم تتطور إلى مواعيد ولقاءات عمل، وقد وضعت ضمن خطتي أن أركز على تأكيد العلاقات التاريخية بين البحرين والعراق، وهي علاقات ليست وليدة اللحظة بل تمتد إلى آلاف السنين منذ حضارة الرافدين ودلمون وهي علاقة تطورت وهناك مصاهرة بين الشعبين الشقيقين والعراق عزيز على أنفسنا، وفي البحرين هناك خصوصية للعراق فيما يتعلق بالناحية الدينية في ظل العتبات المقدسة التي يحتضنها العراق، ونتمنى أن يكون برنامج عمل السفارة البحرينية في بغداد حافلا بتسليط الضوء على تسهيل أمور الزوار البحرينيين للعراق بأقصى الدرجات المتاحة، ولدي برنامج يستهدف تطوير العلاقات بين الوزارات، وهناك لجنة مشتركة بين الجانبين غير أنها لم تجتمع منذ مدة طويلة وسأسعى لتفعيلها وخصوصا في الجوانب المالية والصحية، كما سنحاول تقديم الدعم للشعب العراقي وحكومته.
أتمنى أن تكون هذه الثقة الغالية من قبل عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة دافعا لتعزيز دور البحرين في المنطقة، فمهمة السفير لا تقتصر على حضور المناسبات بل هو خادم لبلده، والجميع أمامه كإخوة وهذا هو الواجب من السفير، جميع هذه الأشياء نستمدها من وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وأشكره جدا؛ لأنه وضع أسمي من ضمن المرشحين لمنصب السفير، ولولا هذا الإخلاص في نقل الترشيح لما حصلت على هذا المنصب، والشيخ خالد آل خليفة مدرسة في الحب والاحترام والتواضع نستمد منه ونقتبس منه كل الأمور التي تظهر محاسن المرء وأخلاقه الرفيعة.
*بالحديث عن الزوار البحرينيين إلى العتبات المقدسة في العراق وخصوصا في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية، هل من توجه لتوفير تسهيلات للبحرينيين؟
- وضعت ضمن برنامج عمل السفارة أن يتم فتح مكتب للسفارة البحرينية في النجف الأشرف، وأتمنى أن تتم هذه الخطوة بشكل سريع، وأتمنى من أصحاب الحملات الدينية أن يبادروا ويمدوا أيديهم إلى يدي لتسهيل زيارة الزوار للأماكن المقدسة، وسنضع لذلك برنامجا كاملا ومتناسبا. لا نريد أن يحدث أي شيء ونحن بعيدون، وقد يتطلب هذا الأمر بعضا من الوقت، وأتمنى أن يتفهم الزوار ذلك وخصوصا أننا في مرحلة التأسيس، ولا يمكن تقييم عمل السفارة في أول يوم من مباشرة العمل؛ ففتح السفارة بحاجة إلى بعض الوقت في ظل الحاجة إلى توفير موظفين محليين، وأؤكد أن أبوابنا ستكون مفتوحة لجميع الزوار البحرينيين ومنزلي سيكون منزلهم جميعا.
*ما الجديد عن اختيار موقع للسفارة البحرينية في بغداد، هل تم ذلك، إلى أين وصلت الجهود؟
- في الحقيقة أتمنى أن أكون أول سفير عربي مقيم في بغداد؛ إذ إن ان دول أخرى لديهما سفراء في العراق غير أنهم غير مقيمين هناك بصورة مستمرة لحد الآن. وبخصوص اختيار موقع للسفارة، هناك عدة عروض من الجانب العراقي تتضمن أكثر من موقع للسفارة ومنزل السفير، وهذه العروض بينها مواقع في داخل المنطقة الخضراء في بغداد وأخرى خارج المنطقة الخضراء، والعراقيون سيعطوننا الخيار الذي نفضله. ولكن عموما الوضع الأمني في تحسن مستمر وخصوصا مع ما نسمعه من الأصدقاء هناك أو من السفير العراقي في البحرين.
*كانت العراق خلال الفترات الماضية مقصدا مفضلا للكثير من الطلاب البحرينيين لاستكمال تعليمهم العالي في الجامعات العراقية، ولكن مع الظروف الأمنية التي شهدها العراق في العقد الأخير من القرن الماضي توقف ذلك، هل من تصور لمد الجسور في هذا الجانب، وهل من إحصاء لعدد الطلاب البحرينيين الدارسين في العراق؟
- من المفترض أن تكون لدينا ملحقية ثقافية تتبع السفارة البحرينية هناك، وأتمنى أن يكون لنا دور في هذا الجانب، وللأمانة لا أمتلك في الوقت الحالي أية معلومات عن عدد الطلاب البحرينيين في العراق، وبالنسبة إلي سأسعى للحصول على بعثات للطلاب البحرينيين لاستكمال دراستهم الجامعية في العراق وخصوصا في مجال الحقوق، وأتمنى أن يكون هناك تبادل في هذا الجانب بين البلدين، كما أتمنى تشجيع دراسة الطلاب العراقيين في البحرين، ونأمل أن ينهل طلاب العلم البحرينيين من منارة العلم في العراق في جميع التخصصات المتوافرة.
*هل سيشكل وجودكم في بغداد على رأس البعثة الدبلوماسية البحرينية دفعا للسياحة العائلية من البحرين للعراق، وخصوصا إلى مناطق شمال العراق التي تشهد بناء منتجعات ومرافق سياحية، وهي مناطق أكثر استقرار أمنيا؟
- هذا دورمكاتب السياحة والسفر أن ترغّب وتحفّز الناس على ذلك، وأن يكثفوا الإعلانات لزيارة هذه المقاصد السياحية، وخصوصا أن الوضع الأمني في شمال العراق أكثر هدوءا.
*هل لديكم رؤية بشأن تسريع اتفاق الملاحة الجوية بين المنامة وبغداد؟
- هذا الأمر بحاجة إلى موافقة من السلطات في الجانبين البحريني والعراقي، وأتمنى أن يتم التوصل سريعا إلى فتح خط جوي وبحري بين البحرين والعراق أسوة بباخرة جبل علي التي تنقل الزوار من دبي إلى العراق، وكذلك الحال بالنسبة إلى الحافلات من خلال توفير مسار آمن، وأؤكد أن فتح خط جوي بين البحرين والعراق سيكون من ضمن أولوياتنا وخصوصا أن الرحلات الجوية إلى مطار النجف الأشرف ما زالت غير منتظمة حتى الآن.
*هل عقدتم أي لقاء مع غرفة تجارة وصناعة البحرين، بغرض توطيد العلاقات وتعميقها بنظيرتها العراقية؟
- لم نعقد أي لقاء معهم حتى الآن. بحسب التقارير فإن العراق دولة غنية وما أثقل كاهلها هو الديوان التي تراكمت منذ النظام السابق، والعراق بحاجة إلى الاستثمارات الأجنبية، وهناك شركات كبرى تستثمر في العراق، ونتمنى من تجار البحرين أن يفعلوا ذلك. في السابق كانت البحرين تستورد الأسمنت من العراق ونتمنى أن يفعل هذا الجانب، فالعراق بحاجة إلى شراكة دولية وهو أمر يحظى بدعم من هيئة الأمم المتحدة وقد أكدت الأمم المتحدة مرارا أن العراق بحاجة إلى استقطاب رؤوس الأموال من مختلف الدول، ونتمنى من الإخوة في الجانب البحريني أن يستفيدوا من ذلك.
*قبل الغزو العراقي لدولة الكويت كان العراق جزءا من مشروعات اقتصادية مشتركة مع دول الخليج العربي، وكان يشارك في دورة الخليج لكرة القدم، وكان عضوا مشاركا في مجلس التعاون الخليجي، هل من رؤية بحرينية بأن تعاد مثل هذه الأمور إلى ما كانت عليه، وهل من عقبات تمنع ذلك؟
- العراق زاخر بتجاربه وخبراته والاستفادة منه يجب ألا تنحصر في فترة معينة. صحيح أن الاستفادة البحرينية من العراق كانت في فترة بلغت أوجها في سبعينيات القرن الماضي، ولكن الوضع الآن يختلف عن فترة السبعينيات، والاستفادة من الخبرات أمر وارد...
*لا أقصد الاستفادة من الخبرات ولكن تبادل المشروعات وهو ما يأمله العراقيون، وبمعنى آخر هل يمكن احتضان العراق مرة أخرى للصف الخليجي؟
- العراق أولى من غيره، ولكن المشروعات تقوم على ثوابت وأسس معينة ليس لدي اطلاع عليها، وعموما إذا كانت هناك مشروعات تخدم البحرين لن نتوانى عن المضي قدما فيها. وبخصوص العراق فقد وصل إلى مرحلة في الماضي كان فيها قريبا جدا من دول الخليج العربي ولكن في فترة زمنية ابتعدنا ونأمل أن نعود إلى جنب بعض، فالشعبان في الخليج والعراق لم يتغيرا والعلاقات بين الدول تبنى على المصير والانتماء الواحد، وجميع هذه العناصر متوافرة وهي التي تربط الأشقاء في العراق بشعوب الخليج.
*هل ستسعى لأن تحصل مملكة البحرين على عروض مشجعة في الاستثمار وإعادة إعمار العراق؟
- نعم هذه من الأولويات، واستفادة العراق يعني استفادة البحرين، ولا يوجد ما يمنع أن نقدم ما لدينا من دعم للأشقاء في العراق.
*وهل سيكون تعزيز التعاون الإعلامي والثقافي بين البحرين والعراق على جدول أعمال السفير البحريني في بغداد؟
- سنركز على جميع الجوانب التي من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين، ونامل أن تستفيد البحرين من العراق قدر الإمكان فيما يتعلق بالتزود بالعلم والتبادل العلمي وإعارة المدرسين من الجانبين بما يضمن خلق نوع من الاحتكاك الإيجابي بين الأكاديميين والأطباء وغيرهم، وكذلك الحال فيما يتعلق بالصحف والنشر.
*أمام الانقسام السياسي والطائفي الكبير في العراق، كيف لكم كسفير جديد أن تتعاملوا مع مختلف مكونات الشعب العراقي؟
- ننظر إلى العراق باعتباره مكونا واحدا؛ لأن في الدولة الواحدة لا توجد تفرقة، والبحرين لا تنظر إلى العراق على أساس وجود طوائف، ننظر إلى العراق أنه بلد كريم يحتضن شعبا كريما ولا ننظر إلى أي انقسام طائفي، ننظر إلى العراق بأنه شعب واحد، يهمنا استقرار العراق وعروبة العراق، ويهمنا أن يكون العراق بصوت واحد ونبارك كل خطوات الحكومة في هذا المجال، وفي الحقيقة أنا سعيد بالذهاب إلى العراق في هذا الوقت في ظل الأجواء الوطنية التي تلم الشعب ولا تفرقه.
*هل لديكم توجه لدعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لزيارة البحرين؟
- أنا مخوّل بنقل الدعوة وليس بتوجيه الدعوة، وأشير هنا إلى أن الحكومتين البحرينية والعراقية بينهما تعاون مستمر، ولولا التعاون لما وجدنا تعيين سفير بحريني في العراق، ومن واجب العالم أن يعيد الشراكة مع العراق وواجب الجميع أن يشارك في إعادة بناء العراق.
*كيف يمكن تطوير العلاقات الثنائية على المستوى الأمني ومحاربة الإرهاب؟
- هناك اتفاقات تربط دول مجلس التعاون الخليجي بعضها ببعض، وهناك توجه بشأن دول الجوار العراقي أن يكون هناك تعاون أمني من الجانبين، وهناك تعاون والبحرين متواصلة مع الأشقاء في دول الجوار على رغم أنه لا تربطنا حدود مجاورة مع العراق.
*من المعلوم أن البحرين عضوة فاعلة في مؤتمرات دول الجوار العراقي، كيف يمكنك أن تضيف لهذا الدور البحريني؟
- الاجتماع المقبل لمؤتمر دول الجوار العراقي سيعقد في العراق، والبحرين إيمانا منها بواجبها الأخوي تجاه العراق ستطرح الكثير من الأفكار والمبادرات التي تصب في مجال تأكيد وحدة الأراضي العراقية، ونؤيد الجهود التي يقوم بها العراق، ولا ضير أن تكون هناك جهود مشتركة.
دول الجوار يهمها استقرار العراق وأمنه ويهمنا أن يكون الوضع في العراق مستتبا، وأن تنهى هذه الحالة غير المستقرة بين الحين والآخر، هناك نيات حسنة من جميع جيران العراق، والعراقيون يهمهم الأمن وهذه مسئولية عراقية ونحن لسنا بصدد الحديث عنها، فالعراقيون أدرى بكيفية التعامل معها وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
*ماذا يعني وجود تمثيل دبلوماسي بحريني على مستوى السفير بالنسبة إلى دول الجوار وكذلك للولايات المتحدة ولربما إيران، هل من ثمة رسالة من المنامة إلى دول العالم؟
- العراق دولة ذات سيادة تحتضن سفارات لدول العالم، وفي البحرين هناك سفارة عراقية وهذا هو الوضع الطبيعي للعلاقات الدولية، فتح السفارات هو عبارة عن تعبير عن الود والاحترام المتبادل بين الدول. ووجودنا هناك دعم وتعزيز للعراق.
وفي الختام أوجه لكم دعوة رسمية لزيارة العراق، من أجل الاطلاع على الوضع الأمني في العراق، وأؤكد أن العراق يستحق أكثر من ذلك من جميع الدول العربية والإسلامية ومكاتب التمثيل والسياحة والسفر، فالواقع شيء وما نسمعه شيء آخر
العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ
تقديم شكوي
زوجة عراقية الجنسية متزوجة من مواطن بحريني ولدي ولد منه ولا نعلم عنه شي منذ 16 عام اريد طلاقي من هذا الرجل