نجح فريق طبي بمستشفى سعد التخصصي في إنقاذ حياة طفل حديث الولادة، كان يعاني من عيوب خلقية تمثلت في فتق بالحجاب الحاجز، وعدم اكتمال نمو الرئة اليسرى، إضافة إلى تشوهات في القلب، وقد قام أطباء سعد بترقيع الحجاب الحاجز باستخدام «رقعة طبية» حديثة لتلافي المضاعفات، التي ربما تحدث عقب مثل هذه الجراحات.

وأشار رئيس قسم جراحة الأطفال بمستشفى سعد التخصصي بيارو سركيس إلى أن مرض فتق الحجاب الحاجز الخلقي عبارة عن وجود فتق بجدار الحجاب الحاجز نتيجة عدم اكتمال نموه، وهو أحد الأمراض الخطيرة، الذي غالبا مَّا تنتج عنه مضاعفات تهدد حياة الطفل، من بينها انتقال بعض الأعضاء الموجودة بالبطن كالأمعاء والطحال والكبد إلى القفص الصدري، ما يؤثر على النمو الطبيعي للرئة، ويزيد احتمالات حدوث اختناق لنقص الأكسجين وضيق التنفس. وذكر أن «الاستعدادات لعلاج حالة الطفل بدأت قبل ولادته، إذ وصلت الأم في حالة ولادة، وبعد إجراء الكشف الطبي عليها، تأكد من خلال الأشعة إصابة الجنين بنقص في تكوين الحجاب الحاجز من الجهة اليسرى، ما تسبب في عدم اكتمال نمو الرئة اليسرى، إضافة إلى إصابته بتشوهات خلقية في القلب تمثلت برباعية فالوت، كذلك عدم اكتمال وزنه الطبيعي». وتطلبت هذه الحالة المعقدة للجنين، كما يقول بيارو سركيس، تجهيزات حديثة لعملية الولادة، وغرفة ولادة خاصة لمثل تلك الحالات، مع وضع طاقم طبي متكامل، يضم جراح أطفال وطبيب أطفال وطبيب حديثي الولادة، للاعتناء بالمولود منذ لحظة ولادته، لمنع حدوث ضيق في التنفس، وبعد الولادة تم إجراء الكثير من الفحوصات الطبية للتأكد من صحة التكوين بجميع أعضاء الجسم، قبل الدخول في جراحة علاج فتق الحجاب الحاجز.

بالإضافة إلى أنه خلال الجراحة أعاد الفريق الطبي بمستشفى سعد التخصصي جميع أعضاء جسم الطفل الموجودة في البطن إلى مكانها الطبيعي، وقام الفريق بترقيع الحجاب الحاجز برقعة طبية حديثة، تتكون من جزأين لتقليل احتمالات الإصابة بالمضاعفات، التي قد تحدث عقب مثل هذه الجراحات، ومنها التصاق الرئة والأمعاء، وقد نجحت العملية وظل الطفل ما يقرب من شهر تحت الرعاية الطبية المشددة إلى أن تم التأكد من سلامته، واستطاع التنفس بشكل طبيعي متجاوزا أزمته الصحية.