تسهم الاضطرابات والتقلبات المستمرة التي يشهدها قطاع شركات الطيران العالمي في الوقت الراهن في إتاحة المزيد من الفرص لشركات الطيران الإقليمية حتى تُدعّم قدراتها وإمكاناتها من أجل التنافس بجدارة على الصعيد العالمي.
فالكثير من هذه الشركات تسعى حاليّا إلى التوسع بأسرع وقت ممكن وإلى إيجاد مصادر جديدة لتوليد الإيرادات أملا في تلبية الطلب الذي لم تعد الشركات المنافسة تستطيع أن تلبيه بسبب تقلص أعمالها. وهذا من شأنه أن يقفز بالمنطقة إلى موقع الريادة باعتبارها مركزا محوريّا للطيران حول العالم.
ومن بين هذه الفرص المتاحة لشركات الطيران الإقليمية، والناجمة عن البيئة السائدة في قطاع الطيران العالمي، إمكانية توسع الشركات الإقليمية باتجاه توسعة أعمالها في مجال الطيران الاقتصادي التي تعتقد الكثير من كبرى شركات الطيران الإقليمية والعالمية أنها ستشكل محرك النمو التالي الأقوى في قطاع الطيران.
في مؤتمر هو الأول من نوعه سينعقد في إمارة أبوظبي في الفترة ما بين 3 و5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 في منتجع إنتركونتننتال العين، سيناقش رؤساء شركات الطيران الاقتصادي الإقليمية والعالمية هذه الفرص والقضايا.
وسيلقي المؤتمر الذي ستتواصل أعماله 3 أيام وتنظمه شركة «تيرابين»، إحدى الشركات العاملة في النشاطات الإعلامية للشركات، تحت مسمى «المؤتمر العالمي لشركات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، الضوء على التغييرات والتطورات الكبرى التي يشهدها قطاع شركات الطيران الاقتصادي حول العالم كما سيستعرض حقيقة وواقع هذا القطاع والتحولات المستمرة في نموذج وإجراءات عمله.
وأفاد المدير الإداري في «تيرابين» الشرق الأوسط، سايمن روبنز: «في ظل بيئة الأعمال الحالية وفي حين تتأرجح شركات الطيران العالمية الكبرى تحت رزح أسعار الوقود المتصاعدة، فإن شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استطاعت أن تؤسس لنفسها موقعا ممتازا في طليعة قطاع الطيران العالمي.
وهذا هو أنسب وقت لإلقاء الضوء على قطاع الطيران الاقتصادي الذي نجح بفضل أدائه القوي ونموه الممتاز في دعم قطاع الطيران».
هذا ويتوقع أن يسجل قطاع الطيران العالمي هذا العام خسارة قدرها 6 مليارات دولار أميركي في الوقت الذي يزدهر فيه قطاع الطيران الإقليمي إذ تعكف شركات الطيران الإقليمية على شراء طائرات الجيل الجديد حتى تتمكن من الاستحواذ على 80 في المئة من أهم الأسواق في العالم.
ففي العام 2007، سجلت شركات الطيران الإقليمية نموّا في أعداد المسافرين بلغ 18,8 في المئة أي ما يوازي ضعف متوسط المعدل العالمي البالغ 7,5 في المئة.
وفي ضوء الاستثمارات غير المسبوقة التي رُصدت لتوسعة المطارات في كل أرجاء منطقة الشرق الأوسط والتي ستتعدى 54 مليار دولار أميركي، فإنه من المتوقع أن يتواصل نمو هذا القطاع ومعه قطاع شركات الطيران الاقتصادي.
وأوضح سايمن روبنز: «لقد زاد الاهتمام بشركات الطيران الاقتصادي وكذلك الاستثمار في هذا القطاع والدليل على ذلك قيام شركات الطيران الكبرى بالكشف عن خططها لإنشاء شركات طيران اقتصادي فرعية.
وسيجمع هذا المؤتمر أكبر حشد من صُنَّاع القرار لدى شركات الطيران الاقتصادي ومن الهيئات التنظيمية والمستثمرين من أجل مناقشة التطلعات والتوقعات المستقبلية للقطاع والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في نجاح قطاع الطيران الاقتصادي الذي يتسم بالمنافسة الشديدة».
وسيقدم «المؤتمر العالمي لشركات الطيران الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» فكرة شاملة عن تطور نموذج الأعمال المطبق في قطاع شركات الطيران الاقتصادي كما سيتحرى الفرص المتاحة لتعزيز الإيرادات من المنتجات الإضافية والخدمات على متن الرحلات ويتحرى السبل لتطوير خطوط طيران جديدة مجدية ومربحة وإمكانية الدخول إلى أسواق جديدة عن طريق الشراكات وعمليات التملك.
العدد 2189 - الثلثاء 02 سبتمبر 2008م الموافق 01 رمضان 1429هـ