كما هو الحال في كل عام، ومع بدايات شهر رمضان، تأخذ الأعمال الدرامية تطفو على سطح الفضائيات العربية التي تتنافس على اصطياد الجمهور بداية باستقطاب النجوم للمسلسلات وبالبث الحصري لها أو بالاستحواذ على أفضلها. ومع البداية نفسها تبدأ المقارنات بين دراما خليجية تتشكل، وسورية متقدمة، ومصرية متراجعة، وتبدأ معها الأسئلة بشأن طبيعة هذه الأعمال ومضامينها... اليوم لست بصدد التعرض لمدح أو انتقاد إي عمل ما، إذ لم أقرر بعد أي من المسلسلات والأعمال سأتابع، كل ذلك نتيجة للكم الكبير من الأعمال الدرامية الخليجية والعربية، ولكني بصدد الحديث عن موضوع آخر بدأ يكثر في رمضان هو (زين وموزين)!
الموضوع هو الفواصل الإعلانية التي تتخلل المسلسلات في الموسم الرمضاني (والله على كثرها ترفع الضغط، خصوصا إذ كان هناك مشهد حماسي تترقب نتيجته)... طبعا هو «زين» للقناة التي تعرضه لأنه سيعود عليها بمردود مالي كبير، و»مو زين» للمشاهدين الذين يتضايقون، ومن كثر الملل والتقطيع يتركون متابعة المسلسل.
يكفي أن تجلس مرة واحدة أمام أي شاشة في شهر رمضان لتدرك حجم الطغيان الكبير للإعلانات وعدد المرات التي يتم فيها قطع التسلسل الدرامي للأعمال الفنية على المشاهد فجأة ومن دون مقدمات.
وفي مواجهة تصاعد هذه الظاهرة ألا يمكن إجراء تغيير في سياسة عرض الإعلانات بما يحافظ على حماية حق المشاهد، بحيث تلتزم الجهات المعلنة بالتنسيق مع القنوات الفضائية لتحديد مواضع القطع الإعلاني فيما لا يؤثر على متعة المشاهدة؟!
إن كان العرب يستعينون بالغرب فهناك قانون في هولندا في تنظيم هذه المسألة، إذ ألزمت حكومتها القنوات الفضائية بمنع عرض الفواصل الإعلانية بين الإعمال الفنية المقدمة على شاشة هذه القنوات وذلك في إطار محافظتها على حقوق المؤلف والمخرج وفريق العمل ككل... فهل سيتحقق ذلك يوما في البلدان العربية، أم سيزيد الوضع سوءا، فنحن كمشاهدين نتضايق لكثرة «التقطيعات» ونترك متابعة المسلسلات، فهل هذا ما يريدونه؟!، علما أن غالبية المشاهدين لا يدعون للمعلن بقدر ما يدعون عليه، على اعتبار أنه يقطع عليهم لحظة استمتاعهم واندماجهم
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2188 - الإثنين 01 سبتمبر 2008م الموافق 29 شعبان 1429هـ