إن الأنباء التي تناقلتها الصحف المحلية ووكالات الأنباء عن الصحافي المصوّر الفلبيني روبن عمر بيستانو لافيلا المعروف باسم «الشيخ عمر لافيلا» أمر يثير الدهشة والغضب ليس فقط لدى «فلبينيي البحرين» ولكن أيضا بصفتنا بحرينيين وصحافيين!
و «لافيلا» العقل المدبر لأكثر من عملية إرهابية خطط لها في العاصمة الفلبينية (مانيلا) ومطلوب من السلطات الفلبينية منذ العام 2004، واسمه يأتي ضمن المطلوبين على قوائم إرهابية دولية.
هذا الشخص دخل البحرين بتأشيرة زيارة كغيره الكثيرين من الأجانب، ومن ثم حصد عملا في إحدى المطبوعات المحلية الناطقة باللغة الانجليزية وبالتالي تحولت إقامته من «زيارة» إلى إقامة عمل قابلة للتجديد، ووصلت درجة جرأته إلى أن يتغلغل في سفارة بلده الكائنة في منطقة الزنج، ويعمل مترجما إلى جانب اختياره الدقيق والموفق في امتهان مهنة مصوّر/ صحافي لفرع صحيفة فلبينية لديها مكتب في المنامة ومحرر لمجلة محلية تعنى برياضة السيارات من خلالها كان يسمح له بدخول حلبة البحرين الدولية أكثر من مرة أثناء تنظميها فعاليات شتى إضافة إلى تنقله بحرية لأي فعالية تحت اسم مستعار وبحجة أنه صحافي!
«الوسط» حاولت طرح أسئلة على الجهات الرسمية في البلاد إلا أنها لم تحصل على أي جواب كامل حتى كتابة تقرير أمس، لذا فإننا نسأل مرة أخرى: من جاء بهذا الإرهابي إلى البحرين وهو المعروف بانتحاله شخصيات مختلفة وامتهانه مهنا كثيرة كان آخرها العمل مصورا صحافيا يجول ويصول داخل المجتمع البحريني... هكذا ببساطة، وهو المجرم الخطير الذي كان يخطط ويدبر ويمول عمليات إرهابية كبيرة داخل بلاده قبل أن يكون هاربا وبعده؟ ومن يدري ربما كان يخطط لشيء ما في البحرين وخصوصا في ظل سيل الأخبار المتدفقة هذه الأيام في اكتشاف عناصر بحرينية تمول الإرهاب وتسلم أموالا لتنظيم «القاعدة» إلى الإقرار بتلقي تدريبات عسكرية خارج البحرين.
وآخر ما ذكر مطروح الآن أمام القضاء البحريني، على حين الإرهابي «لافيلا» تم اكتشافه بطريق الصدفة عن طريق أحد المصارف المحلية ولولا ذلك لكان ينعم بحريته حتى اليوم دون رقيب ولا هم يحزنون.
لذا فإننا نسأل مرة أخرى: هل قام هذا الإرهابي بتنظيم خلايا إرهابية من الفلبين أو له علاقة بالفلبين ممن يحملون الجنسية البحرينية حاليا؟
لا نستطيع أن نؤكد ذلك ولا أن ننفيه؛ لأن التعليق الوحيد الذي جاء كان في بيان مقتضب لوزارة الداخلية، وهو الذي لم يدلِ بكثير من التفاصيل أو يشير إلى إذا ما كانت هناك أضرار تسبب فيها هذا الإرهابي من الناحية الأمنية أو أن هناك آخرين يتوجب القبض عليهم بسبب مخاوف انتمائهم للتنظيم الإرهابي!
مقال يعج بكثير من الأسئلة؛ لأن التعامل مع الموضوع برمته كان يغلبه الصمت، ولولا التصريحات التي أطلقتها السلطات الفلبينية من مانيلا لما كان بالإمكان أن نعرف ونحن أهل المعلومة أن من يدعي نفسه صحافيا وعضوا في نادي المراسلين بالمنامة كان واقعا إرهابيا من الدرجة الأولى
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2188 - الإثنين 01 سبتمبر 2008م الموافق 29 شعبان 1429هـ