جميل أن نسمع في هذه الأيام عن بدء توظيف الجامعيين العاطلين في عدد من القطاعات الحكومية، هذا في الوقت الذي نشهد فيه انفتاحا وحركة اقتصادية سريعة الوتيرة في عدد من المجالات، كما نرى ازدياد محلات الألبسة والاكسسورات والمطاعم والمخابز والمقاهي المختلفة، وهذا يعني أن الحركة الشرائية في البحرين تسير نحو التحسن. ولكن مع الأسف أن هذا النمو يصاحبه حديث متكرر نسمعه من البعض يقول فيه إن البحريني غير مناسب للعمل وانه غير مخلص وانه يبحث عن الأعمال ذات الساعات الأقل والجهد الأقل.
غير انه وحتى لو كان في بعض هذا الكلام شيء من الصحة عند عدد قليل من المواطنين, فانه ليس من المنطقي تعميم هذا الأمر على جميع البحرينيين وتأكيده عبر ممارسات تظلم المواطنين الجادين في مسعاهم في سوق العمل، فهناك من يعمل ويواصل جامعته ليؤمن مستقبله... بينما هناك آخرون - وهم موجودون في كل المجتمعات - ممن يخلقون المتاعب ويتركون انطباعا سيئا عند أصحاب العمل المختلفة.
هناك أيضا مشكلات أخرى تعرقل توظيف البحرينيين المناسبين، فأصحاب العمل لا تتوافر لديهم قوائم بالباحثين عن عمل, وهذا يشكل عبئا على أصحاب الأعمال والمشاريع الجديدة الذين يحبذون توظيف وتدريب البحرينيين، إذ إن غياب قوائم توضح الكفاءات المتوافرة تجعل العملية معقدة لكل من الباحث عن عمل وصاحب العمل في آن واحد.
إصلاحات سوق العمل تمر في مرحلة اختبار حاليا، إذ إن المفترض منها تعزيز وتطوير قدرات البحريني وجعله أكثر جاذبية لأصحاب العمل، ولكن لحد الآن فإن ما نراه امتصاص للباحثين عن العمل في القطاعين العام والخاص، ولكن السؤال هو هل أن هؤلاء الباحثين عن العمل يتحولون إلى قدرات متطورة أم أنهم بطالة مقنعة؟
سؤال ربما يحتاج الى إجابة ومتابعة من عدة جهات، فما فائدة أن يكون البحريني في موقع العمل لكنه غير قادر على التطور والتدرج في المناصب الإدارية ليحصل من خلال كفاءته على المكان المناسب الذي يتلاءم مع قدراته العلمية والعملية؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2187 - الأحد 31 أغسطس 2008م الموافق 28 شعبان 1429هـ