يصل اليوم - بإذن الله - عضو مجلس اللوردات البريطاني إيريك إيفبري، بصفته صديقا للبحرين ارتبطت كثير من أنشطته كونه رئيسا ثم نائبا للرئيس للمجموعة البرلمانية البريطانية لحقوق الإنسان التي ينتمي إليها أكثر من مئة عضو من مجلسي اللوردات والعموم البريطانيين.
وبحسب أعراف وتقاليد البرلمان البريطاني فإن هناك لجان عمل رسمية يشكلها البرلمان بقرار منه، وهناك لجان ومجموعات طوعية تعمل كجماعات ضغط أو جماعات لنشر أفكار داخل أروقة البرلمان البريطاني. والمجموعة البرلمانية لحقوق الإنسان لجنة طوعية أسسها اللورد إيفبري نفسه في السبعينات، وجاءت خلفا للجنة طوعية حقوقية كانت تهتم طوال الستينات بالشأن البريطاني والإيرلندي فقط.
والمجموعة الحالية تهتم بحقوق الإنسان في أي مكان من العالم، ولذلك فإن اهتمام اللورد إيفبري ولجنته امتدت الى افريقيا وشبه القارة الهندية وإندونيسيا والشيشان والعراق وإيران والبحرين وفلسطين وأميركا الجنوبية. وبسبب هذا الانتشار الجغرافي فإن أفراد المجموعة ولاسيما اللورد إيفبري من المعروفين في مناطق كثيرة في العالم، بل إنه (ايفبري) دخل في حوارات بطلب من أطراف سياسية بهدف تقريب وجهات النظر.
اللورد إيفبري ينتمي الى عائلة إقطاعية (قديما) وهو عضو بارز في حزب الأحرار الديمقراطيين (الحزب الثالث في بريطانيا)، وكان يرأس لجنة الانضباط التنظيمي في الحزب في الستينات، وله مواقف مشرفة تجاه القضايا الإنسانية في مختلف بقاع العالم. وعندما حدث سوء تفاهم العام الماضي ولم يستطع زيارة البحرين لم يستخدم ذلك الحادث للتشهير بل تفهّم الظروف وقبل دعوة السفارة البحرينية في لندن لزيارة البحرين في وقت آخر. وفي اللقاء الذي اجرته «الوسط» معه أكد أنه لا ينوي التدخل في الشئون الداخلية لأن ذلك ليس لائقا من الناحية السياسية وليس من ضمن برنامج المجموعة البرلمانية لحقوق الإنسان. ولكنه يود التعرف عن قرب على البلاد ومسئوليها وأهلها بعد ان ارتبط مع البحرين مدة عشر سنوات كان خلالها يرفع قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، وألف كتبا عن البحرين تعتبر وثائق لمن أراد معرفة وجهة نظر أخرى عمّا جرى في البحرين في منتصف التسعينات. ولديه كتاب عبارة عن مجموعة الرسائل التي تبادلها مع وزارة الخارجية البريطانية والسفارة البحرينية بين يناير/كانون الثاني 1994 ومايو/آيار 1996، ويحوي أكثر من مئتي صفحة، ولدى اللورد مواد كافية لإصدار كتابين مماثلين بسب كثرة الوثائق والمراسلات التي توافرت لديه. وهو يقول إنه يأمل أن ينشر عن البحرين ما يبشر الجميع بإمكان حل المشكلات والسير إلى الأمام بنفس متفتحة على مستقبل أفضل، لأن ما حدث من إصلاحات في البحرين لا شك أنها محط أنظار المراقبين الذين لم يتوقع غالبيتهم ما حدث من تطورات إيجابية ملموسة.
واللورد إيفبري له خواص تميزه وتعطي صورة أخرى عن بريطانيا والإنجليز. ففي السنوات الماضية كان يعرف ويحفظ أسماء معظم مدن وقرى البحرين ويعرف أسماء جميع الذين ظهروا كرموز وشخصيات، ويعلم مواقعهم ومواقفهم وكيف تتطور أو تتراجع أو تنقلب تلك المواقف والأسباب الداعية لها. وذلك كله بسبب ارتباطه الوثيق مع مجريات الأمور في البحرين. وخاصية أخرى هي مدى تواضعه على رغم موقعه ومكانته وكيف أنه يعمل ساعات طويلة يوميا تقريبا (حتى يوم الأحد أحيانا)، وكيف يستخدم آخر التقنيات في الحاسوب والانترنت على رغم كبر سنه ويقوم بمعظم أعماله بنفسه، وبذلك ترتاح السكرتيرة والمساعدون الذين يعملون لديه.
نموذج آخر من السياسيين البريطانيين يزورنا في البحرين اليوم، وهذا النموذج يعتز بكل إيجابيات ثقافة بلاده ويتطلع دائما للاستفادة من ثقافات الآخرين من دون استعلاء استعماري يلحظه الناس في أشخاص آخرين. ووجوده بيننا سيكون له أكبر الأثر لو أننا (كناشطين حقوقيين وسياسيين وإعلاميين) ابتعدنا عن تسييس زيارته، وتلك هي رغبته أيضا
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 116 - الإثنين 30 ديسمبر 2002م الموافق 25 شوال 1423هـ