العدد 116 - الإثنين 30 ديسمبر 2002م الموافق 25 شوال 1423هـ

الثقوب في السفينة كثيرة والقباطنة مازالوا يتجادلون حول الكيفية التي تسرّب منها الماء (2-2)

صالح عظيمة لـ «الوسط»:

أجرى الحوار: عدنان الموسوي 

تحديث: 12 مايو 2017

في الآونة الأخيرة لوحظ غزارة ما أفرزته المتغيرات المتسارعة على صعيد العالم عامة والعالم العربي خاصة بشأن «نحن والآخر» وطرح الكثير من الأسئلة ولاتزال بشأن الداخل والخارج والاختلاف والتوافق... والمسالمة والصدام... والاعتدال لأنهاء الصراع وادعاء احتكار الحقيقة والتفرد بالرأي والاستبداد وتسفيه الآخر، هذا إذ لم يكن إقصاؤه أو اسكاته وشل حركته ونفيه وإبعاده أو سجنه في أتون مشروعات قد يكون لها أول ولا يكون لها آخر، وما أكثرها في عالمنا العربي... والسؤال الذي لابد أن يطرح في خضم هذه الفوضى - فوضى المفاهيم - الثقافات - السياسات، هل نحن أمة في خطر؟ وما التحديات التي نسفت الثوابت، وهزت كل ما هو قائم بعنف...؟

عن هذا وذاك... الواقع والمستقبل... المأمول والمتوقع... الثابت والمتغير كان حوارنا الآخر مع صالح عظيمة الاستاذ المحاضر بجامعة السوربون الفرنسية.

* كيف تقيّمون واقع العالم العربي في ظل التحديات القائمة التي باتت تهز ثوابته هزا عنيفا؟

- هذا سؤال واسع وواسع جدا، لكن سأبدأ، وأقول: إن العالم العربي منذ أمد طويل وهو أمام تحديات لا يفتأ ينتهي أو ينجح أو ينتصر في تحدٍ حتى يواجهه تحدٍ آخر وهذا الموضوع بدءا منذ بداية الشعاع بدءا الأول للإسلام وسيبقى حتى آخر شعاع، فالتحديات لن تنتهي وكذلك مقابلته هذه التحديات، إذن علينا أن نضع الخطط لمعرفة كيف نسيّر السفينة بين هذه الأمواج من التحديات حتى لا تتكسر السفينة وتغرق ولا نصاب بأذى، ولا أريد أن أستعرض لكم التحديات التي واجهناها منذ بزوغ الشعاع الأول فكلكم تعلمون طبيعة هذه التحديات ولربما نكون نجحنا هنا وسقطنا هناك وهذا الواقع لا نستطيع ان ننكره فنحن فيه ضعاف والضعف هو السمة الغالبة علينا، والضعف لا يعني الانهزام - صحيح قد يولد الخوف ولكن أيضا الضعف في كثير من الأحيان والحالات يولد تحديات أخرى وصمودا آخر ويولد الضعف قوة أخرى وهذه هي النقطة التي نريد أن نشرحها ونبين كيف يمكن لضعفنا أن يكون قوة، وبتشخيص حالنا يجب أولا أن نعرف أن ضعفنا يحتاج الى قوة الصمودا، ثم طرح الأسئلة من أين جاءنا هذا الضعف، وكيف جاءنا، وما أسباب مجيئه، وإذا استوعبنا هذا الراهن بالتشخيص لابد أن نكون على مستوى المواجهة الصحيحة له وبعد ذلك فنحن نستطيع الصمود، وإذا نجحنا في الصمود فبعد ذلك يمكننا التصدي.

* وكيف يمكن لنا أن نبني جدار الصمود والتصدي ونحن نرى في كل يوم يمر حجم التداعيات، فهذه الأمة على الصعيد الثقافي والسياسي والاجتماعي لا تملك مشروعا نهضويا، وهي لاتزال أسيرة أغلال كثيرة من القضايا العالقة لا بل لن نغالي إذا قلنا انها خاضعة لها؟

- قبل فترة من الزمن كنا أسرى الاستعمار الإنجليزي وبهمة الفكر والقيادات المخلصة التي قام بها غاندي وتلامذته استطاعوا ان يصمدوا وأن يهزموا هذا الغازي واستطاعوا ان يصلوا اليوم الى مراتب التقدم العلمي، فلماذا لا نصل الى مثل هذا؟

* تلك أمم كاليابان والهند وألمانيا نهضت من حطام الركام واستطاعت... و... وقبل أن أكمل قاطعني مجيبا:

- ونحن أمة...

* صحيح نحن أمة ولكنها سادرة ولم تفلح معها محاولات المسعفين لإيقاظها من سباتها وحال عدم الاتزان الذي ضرب بأطنابه في جسدها...

- نحن نقول معترفين ان المقومات المتوافرة لدينا أضعف ولكن هذا لا يعني الانهزام والتسليم، فالآن حين تقرأ المعادلة في فلسطين ترى لدى (إسرائيل) أحدث الأسلحة والشراسة وأضعف الضعف عند الفلسطينيين إنما انظر الى قوة الصمود... انظر إليهم فاليوم (إسرائيل) وأميركا في ورطة بسبب الصمود.

* ألا تعتقد أن مثل هذا ما هو إلا دفاع عن النفس بصورة تلقائية وأن الفلسطينيين يدفعون ثمن غياب الاستراتيجيات وشيوع المشروعات النظرية، فنحن حينما نتحدث عن الصمود يجب الا نختزله في القوة العسكرية وإنما في مختلف مواقع المواجهة كالثقافة والفكر... والاقتصاد، وغيرها...

- مشروعات أو نظريات فالشيء الذي أطمئن إليه أن ظلما في مقابل حق، والظلم والباطل ليسا قويين وإنما ظهورهما هو الأقوى، والظلم والباطل لا ينتصران على الحق وإن هما ظهرا بقوة أكبر، وهذه ليست المرة الأولى التي يضعون فيها خرائط رسومات الجغرافيا على سطح واقع أمتي، ولكن لا الغرب ولا أنت ولا أي انسان يستطيع أن ينفي أن الغرب و(إسرائيل) وأميركا هم في حيرة من أمرهم، وأول الضياع هو الحيرة، وهنا ينبغي أن يفهم كل حاكم عربي أنه معرض لمثل ما تعرض له شاه إيران الذي خدم أميركا نصف قرن وأنه لا توجد لدى أميركا و(إسرائيل) والغرب صداقات وسلام إلا لمصالحهما، وأكثر ما يريدون استيعابه حاليا على الصعيد الثقافي السعودية وإذا قلنا السعودية قلنا أشياء كثيرة قل الإسلام - النفط - المنابع الاقتصادية - الاستثمارات الخارجية - والثقافة والحضارة الإسلامية - الأراضي المقدسة، والبلد الثاني هو مصر لأنها هي مصدر الإشعاع والقوة في هذه المنطقة ولذلك تبقى هي الوجبة على طاولة الغذاء الأميركي ومن ثم إيران التي لا يريدون كما يتصور البعض تقليم أظافرها وإنما استئصال هذه الأظافر من جذور اللحم حتى لا تقوى على التصدي والمواجهة، وإذا قلت لك ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها الأمة لمثل هذا الذي تتعرض له فأنا أعني ما أقول ولذلك سأعرض عليك وجهتي نظر، فالكتّاب الغربيون الذين رأوا ان الغرب بدأ يسقط شيئا فشيئا ولا بد من غروب شمسه وأن العصر هو عصر بزوغ النجم الإسلامي، هذا الاتجاه الواقعي أثار الرعب لدى بعض الكتّاب والمفكرين والسياسيين الغربيين ممن لايزالون يتعاملون بعقلية الأقوى أو منخرطين في المشروع الصهيوني - هؤلاء - نبهوا منذ فترة طويلة على أن الخطر ليس الشيوعية وإنما الإسلام - الإسلام وليس المسلمين - هذا يعني النص الإسلامي ويأتي على رأسه القرآن، دون أن يعلموا أن النص الإسلامي ممثلا في القرآن سيبقى محفوظا «إنا نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون» هم الآن أمام النص ومنذ ما يزيد على 80 عاما وقف نائب بريطاني في حديقة «الهايد بارك كورنر» وأخرج من جيبه نسخة مصغرة من القرآن الكريم وقال بأعلى صوته «ان معركتكم الحاضرة والمقبلة مع هذا القرآن وليس مع الشيوعية» وتتالت الكتب والمؤلفات التي أشارت الى أن الخطر يكمن في الإسلام، وقد أوجد بن لادن ضالة الغرب الأميركي والصهاينة - فهذه الضربة التي نسبت إليه ولا نعلم أهي صح أم خطأ لم تكن عاقلة، ولذلك جاءت هذه الضربة علينا قبل أن تكون على أميركا... وهذا ما أشارت إليه التحقيقات والدراسات والبحوث التي أصرت على أن هذه الضربة لم تكن بمنأى عن الغرب، فهم كانوا وراء مثل هذا العمل واتخذوه ذريعة ووسيلة بالضبط كما اتخذوا من قبل احتلال تونس والجزائر والمغرب بوسائل وذرائع ودائما يوجدون الوسائل لتبرير غاياتهم.

واليوم نحن أمام معركة تفجّرت، فمنهم من قال بسقوط الغرب ومنهم من تنبأ بقيام الاسلام.

وقد أكد هذا «أرغمن» وهو من كبار المفكرين الفرنسيين في القرن العشرين وكان وزيرا للثقافة والمستشار الثقافي للجنرال «شارل ديغول» الذي كان كلما أراد ديغول أن يجتمع بقائد أو وزير يلتقيه ليعطيه ما يريد من تصورات أو يضع معه المخطط، وحينما سأله ديغول عن رؤيته للقرن الحادي والعشرين قال: «ان القرن الحادي والعشرين إما أن يكون قرنا دينيا أو لا يكون» وهذا يعني أن المرشح الأول لهذه السيطرة الدينية هو الإسلام، وأن هذا الخوف من مثل هذه الرؤى المتنبئة دفع الغرب الى امتطاء صهوة الهجوم لكنه سيفشل، فأين بريطانيا الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وأين جبروت فرنسا الاستعماري، والاتحاد السوفياتي سقط من دون ان تطلق عليه رصاصة. وأقولها صراحة إنهم إذا امعنوا في مخططهم وثقافتهم هذه فسوف يجدون ليس المطابخ الفلسطينية قد تحولت الى متفجر وإنما كل مطابخ سورية ولبنان والعراق ومصر والسعودية تحولت الى مشروع متفجر، وهذا الذي يطفح على السطح من حكام يقبلون ومن سياسات ومن مساومات كلها زبدا، وما من طاغية أو جبّار وما من غاز قام وغزا إلا وانتهى بقتل نفسه... وقس على ذلك الجزائر التي بقيت 130 عاما تحت الاستعمار وبصمودها استطاعت ان تنتصر.

* إذن أنتم مع حوار الثقافات وليس مع ثقافات القصف والهيمنة... وغزوات الغلبة والتغالب؟

- نحن مع تلا قح الثقافات من دون ذوبان، ومع الحوار الذي يحقق المنافع للجميع... الآراء... الخدمات ... التعاون... وصراع الجدل والمعرفة وليس صراع القوة...

* ان من يقرأ المشهد برمته يجد أن الجبهة الثقافية تعاني من الخواء نظرا إلى غياب الدراسات الجادة والإبداعية والمشروع الثقافي سواء على الصعيد القطري أوالعربي، فما السبيل للخروج من هذا المأزق؟

- إنك بهذه المصطلحات التي نسمعها تطرح الغموض، ونحن نريد أن نوضح كل شيء له محله وينبغي أن نضع هذه الأشياء في محلها، وكيف نقدم ثقافتنا وأين هو محلها وكيف نقدمها وكيف نتحاور مع الثقافات الأخرى لكي تتلاقح وتتصارع، فكما يعلم الجميع نحن لنا هوية وهويتنا لغتنا وتاريخنا، وتراثنا، وأفكارنا وما نفعله نحن من أعمال لاينفصل عن الماضي، والماضي والحاضر والمستقبل كله يتواصل ويتكامل وإن كان هناك فصل فهو وهمي أو افتراض وما نحتاج إليه هو تطوير المناهج التعليمية، والخطاب، واعتماد الديمقراطية، وصيانة حرية المرأة ونحن كشعب عربي موجود.

* وفي ضوء ما تتحدث عنه هل يجب أن نأخذ بالقراءة المسالمة للمنهجيات الغربية، فهناك الآن في العالم العربي ثلاث ذهنيات، الأولى تدعو الى القراءة المسالمة، والثانية الصدام، الثالثة الاعتدال... فعلى أي ذهنية يمكن أن نتكئ في تعاملنا مع ما يحيط بنا؟

- لا توجد مدارس ثلاث وهذه المدارس هي افتراضية...

* وماذا تعني بافتراضية؟

- بمعنى أن هذا الذي يصادم ليس عنده مشروع ولا يعرف الصدام إلا بالعصبية وهذا مبدأ مرفوض ولا نوافق عليه، والمسالم يريد أن يفهم لماذا يسالم ولا يستسلم وهذه المسالمة نفهمها بالحوار وإذا أخذنا بمبدأ الصدام فنريد أن نصادم بالقرآن، ولكننا لا نريد أن نرفع القرآن كما رفعه معاوية، نريد أن نرفع القرآن بفهمه وهو الوسيلة العقلانية التي لابد أن نلجأ إليها، هو سلاح في المعركة وعلينا أن نعرف كيف نستخدم هذا السلاح... وأعترف لك بأنني مع المسالمة القوية والاعتدال الصاعد فهو الذي سيكون رحمة لنا مما يخبئونه هناك لنا... واعتقد أن العالم العربي قادر على استيعاب التطورات المتلاحقة على رغم ضراوة الاندفاع.

* يا أستاذنا مع احترامنا لكل ما أشرت إليه، وما تحاول أن تتخندق حوله من صمود وتصد، العالم العربي مقيد من الداخل قبل الخارج ببعض ما صنعه لنفسه، فهذا العالم لا يحترم شعوبه - ثقافته - فكره - لا يحترم إنسانية الإنسان التي سحقها تحت خطوات الهرولة وراء المشروعات السياسية والطغيان... فكيف تأتي وتبشر بمثل هذه الرؤى؟

- هنا لب الموضوع فالوطن العربي ممتلئ بالضعف، والتقهقر، والانحطاط، والأمراض هذا كلام صحيح والغرب يساعد العالم العربي على تزايد مثل هذه الظواهر وهو يعتمد في حروبه على هذه الأسباب لكي تساعده على ضرب العرب والمسلمين وهذا أمر لا ننكره ولا أقول لك لا يخيفني، وإنما ليس ذلك الخوف الذي يدعو إلى الانهزام، وإنما الخوف الذي يدعو إلى التفكير في إيجاد الحلول وعندما أصل الى الحل فسأعرف أنه كما نشأت في ثورة الجزائر في مثل هذه الظروف قيادة ما وهذه القيادة تأخذ على عاتقها ترتيب الصفوف وتنظيم الأمور والإنسان أقوى من الآلة، ودروس فيتنام واليابان لا تزال ماثلة تسألني عن الحل أقول لك في ظل هذه الفوضى الحل يغيب، فالحاكم في العالم العربي ينهزم وعندما ينهزم الحاكم لابد أن توجد قيادة وخذ مثلا آخر بعد ان سيطرت النازية على فرنسا ظهرت قيادة ديغول وهو الذي انتصر، وفي ثورة الجزائر ضد فرنسا ظهر أحمد بن بيلا، وفي الصين ماوتسي تونغ، وفي إيران الإمام الخميني الذي قاد العلام الإسلامي الى نسف الثوابت الأميركية والصهيونية والعالم العربي الآن يعيش مرحلة مخاض وقد يكون الذي يجري على أيدي الغرب هو بوابة ظهور القيادة في هذا العالم.

* أفهم من حديثك أن ما تقوم به أميركا الآن في العالم العربي سيساعد على إضعاف البنى التحتية للأنظمة العربية ويعجل بظهور قيادات جديدة...

- نعم هذا أمر لا مفر منه وأميركا قد تكون على علم بهذا الأمر ولذلك تجدها تتخبط في منتصف الطريق، فهي الآن وضعت لها في عواصم العالم العربي قدما لتشرف وتهيمن على الحكم فيها وهذا قد يستمر لفترة قد تطول أو تقصر لكن بقاء الحال على ما هو عليه من المحال وعلى أميركا أن تستعد لأن يكون في العالمين العربي الاسلامي مئة خميني وربما انضم إليهم الحكام الموجودون وإنني لا أنكر ضمائر هؤلاء الحكام فعندهم ذمم، وهذا أمر وإن كنت لا استطيع أن أقدم البرهان عليه فإن التاريخ علمنا أن في مثل هذه النكبات يتحول الحكام الى منقذين قادوا شعوبهم الى التحرر، وانتظر ولسوف ترى كيف ستخلق حروب أميركا قيادات، وها هي حروبها في فلسطين قد خلقت القيادات، وإنني لا أعيش في أوهام والواقع لا طاقة للأمة به وليست هي على مقدار التحدي، ولسنا في موقع صد التحدي... ولكننا سننجح في مقاومتنا وصمودنا.

* وعطفا على ذلك هل نحن أمة في خطر؟

- الخطر يحدق بنا على جميع الأطراف وفي كل ذرة وهذه الأخطار يجب الا تخيف لأنها تقدم لنا الأمل، وهذا الذي أتوقعه ولا أعتمد فيه على أساطير، ولكنني أنطلق من خلال قراءاتي الواعية...

* الثقوب في السفينة كثيرة ولايزال القباطنة يتجادلون في الكيفية التي تسرب منها الماء إلى السفينة وليس العمل على محاولة إنقاذ السفينة والركاب، والعقال والثوب والبدلة العربية تعاني من الثقوب التي هي أوسع من ثقب الأوزون، وكيف سترتقي هذه الثقوب إذا علمنا أنها خارجة على العادة، فكما هو معلوم أن الثوب ينسل نسيجه من شلة الذيل بينما ثوب العالم العربي يتمزق من الوسط؟

- في مواجهة سؤالك وشراسته أهمس لك بما قاله الإمام الحسين «ع» «إذا رأيت عدوك يكثر الخطأ فاستبشر النصر عليه» نحن في سفينة ثقوبها كثيرة ومهما هلك منّا لابد أن يصل من ينجو منّا الى الشاطئ، والذي يصنع ويشارك في صنع هذه الثقوب سيغرق في النهاية، وحتى ان غرقنا نحن سيغرق معنا، وهذه نتيجة حتمية، وما أوردته عن تهتك ذيل الثوب العربي مثلا أقبله في تعليل الحوادث ولا أقبله في تعليل النتيجة، ولذلك عليك ان تدرك أنه كلما رأيت الأخطاء تحدق تحاصرنا الحيرة، ونحن سنرى حيرة في مرحلة من الزمن أسوة بغياب النبي موسى «ع» عند ما غابت القيادة الصحيحة... فالسامري صنع لهم عجلا وهذا العجل ظنوا أنه يقوم مقام النبي موسى، وهذا العجل هو نفسه كان سبب ضياع بني إسرائيل. وهذا العجل وضياع بني إسرائيل من الأسباب التي عجلت بظهور النبي عيسى «ع» وان كان معجزة من السماء، وهذه الأسباب الماثلة في جسد العالم العربي والإسلامي ستعجل بمعجزة من السماء أو الأرض... ولابد من وجود معجزة... وعليك أن تستدرك أنه وقبل ظهور أي نبي لا بد أن تكون الأمة في خطر...

* وهل تعني أن الأمة والدنيا مقبلتان على تحول جذري لا يمكن أن تصمد معه قوة إقصاء الغيب؟

- الغيب ليس وهما كما يتصوره البعض، لأنني عندما أؤمن بالله فلابد أن أؤمن بأن هناك عوالم لا يعلم عددها إلا الله وهنا عندما نعتقد بوجود الله لابد ان نعتقد بوجود الغيب - وهو غيب - لأننا لا نعلمه وهو غائب عنا... وإنني على قناعة واعتقاد بأن الله لن يترك مطلقه الكامن في الانسان عرضة للأهواء... وكيف سيُؤخذ الظالم إلا من الله ومن العدالة الإلهية... اذن لابد من شيء... فالمسيحيون يقولون ان المسيح سيعود، والمسلمون يتأملون قرب ظهور الإمام المهدي «عج» باعتباره المخلص، ولكننا ينبغي الا نتكئ على شيء ونقول انتظروا ولا تعملوا وعلينا أن نعمل وكما لو أن هذه المعجزة لن تأتي... وإذا جاءت فذلك خير وأبقى.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً