العدد 115 - الأحد 29 ديسمبر 2002م الموافق 24 شوال 1423هـ

مصر: مجمع البحوث الإسلامية يرشح مفكرا قبطيا لجائزة الدولة التقديرية

القاهرة - أحمد أبوالمعاطي 

تحديث: 12 مايو 2017

دعا المفكر القبطي نبيل لوقا بباوي المرشح لجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية إلى «إعادة صوغ الخطاب الديني في العالم الإسلامي، بالقدر الذي يمكن للغرب من خلاله استيعاب سماحة الدين الحنيف، وإسقاط دعاوى ظالمة لحقت به، وروجها أميركيون من أمثال صمويل هنتنجتون وغيره». وشدد بباوي الذي رشحه أمس مجمع البحوث الإسلامية بالإجماع لجائزة الدولة التقديرية على ضرورة «تنقية كتب التراث الإسلامي من بعض المصطلحات ذات البعد السياسي في عصرها، والتى أدت إلى إظهار الإسلام بصورة مغايرة لحقيقته في أوروبا، لكن بما لا يتعارض مع الكتاب والسنة المشرفة، وقطع الطريق على بعض جماعات التطرف الأصولي الذين يبنون على فهم خاطئ للحوادث والمواقف بنزعها من سياقها التاريخي».

وناشد بباوي المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالمين العربي والإسلامي للبدء فورا في بث مواقع على شبكة الإنترنت الدولية «توضح صحيح الإسلام للعالم بوصفه الدين الأعظم، وتبين سماحته، وترفع ما وقع عليه من ظلم» خلال السنوات الأخيرة وبخاصة عقب حوادث الحادي عشر من سبتبمر/أيلول.

وحصل بباوي المرشح لجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية قبل سنوات، ويستعد حاليا لمناقشة لرسالة دكتوراه جديدة عن حقوق غير المسلمين في الإسلام تحت إشراف وزير الأوقاف المصري حمدي زقزوق، وأصدر بباوي خلال السنوات الخمس الفائتة خمسة كتب تناولت قضايا إسلامية شائكة مثل: «زوجات الرسول وادعاءات المفترين» و«مشاكل الأقباط في مصر» و«الوحدة الوطنية وخطورة مناقشة الغيبيات المقدسة في الأديان الثلاثة» و«الإرهاب ليس صناعة إسلامية» فضلا عن كتابه الأخير «انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء» وهو الكتاب الذي لقي صدى طيبا في أوساط علماء الأزهر الشريف، ورشح به لنيل جائزة الدولة التقديرية.

وأعرب بباوي أمس عن سعادته لترشيح مجمع البحوث الإسلامية له لنيل الجائزة مشيرا إلى أن «موافقة المجمع بغالبية أعضائه (37 عضوا) يكشف بوضوح مدى سماحة هذا الدين الحنيف، بترشيح غير مسلم لنيل تلك الجائزة» وقال: «لست فقيها ولا يمكنني أن أكون كذلك، لكنني باعتباري باحثا علميا بالأساس كنت شغوفا بالرد على مزاعم غربية باطلة تتعلق بالإسلام عقب الهجمة الشرسة التي تعرض لها في أعقاب حوادث الحادي عشر من سبتمبر، وقد فندت تلك المزاعم وفق منهج علمي من دون تعصب لديانتي المسيحية أو مجاملة لأشقائي من المسلمين، كما أنني لا أدافع عن الإسلام في دراستي، فهو دين سماوي قادر بما يحتويه من مبادئ وقيم سامية على الدفاع عن نفسه».

وحذر بباوي من الهجمة الأميركية الأخيرة على الإسلام والمسلمين، مشيرا إلى الطروحات الفكرية الأخيرة التي طرحها مفكرون غربيون أمثال صمويل هنتنجتون وغيره والتي تتحدث عن «الحضارات المتحدية وفي مقدمتها الحضارة الإسلامية التي يتعين القضاء عليها لجهة فرض هيمنة الحضارة الغربية على العالم»، وقال بباوي إن الضربة الأميركية المقبلة للعراق ستكون البداية لحرب طويلة تستهدف أميركا من ورائها إعادة رسم خريطة العالم مشيرا إلى أن هذه الحرب ستطول الحضارة الصينية بوصفها حسب زعم هنتنجتون «احدى الحضارات المتحدية للهيمنة الأميركية من خلال تعاليم كونفشيوس»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً