العدد 115 - الأحد 29 ديسمبر 2002م الموافق 24 شوال 1423هـ

الأجيال الجديدة مطالبة بكتابة الجزء المسكوت عنه في التاريخ

أستاذة التاريخ الشفهي منى صيقلي لـ «الوسط»

أجرى الحوار - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

يكتسب التاريخ الشفهي أهميته البالغة من كونه الدرع الحصينة من تلاشي الذاكرة وذوبانها، اذ يعمل حفرا واستلالا واستدراجا للكامن فيها وربما المؤجل ... المؤجل في انتظار لحظة السرد أوالروي اللتين تسهمان بطريقة أو أخرى في تصحيح وتقويم الكثير مما اعتقد انه الحقيقة في صورتها (المجردة) فيما هي عارية أمام عصف حقائق تعمل عملها في خلخلة الكثير مما اعتقد أنه الثابت والمطلق.

منى صيقلي واحدة من الباحثين الجادين الذين كرسوا وسعوا لقيام - ربما - مدرسة مستقبلا لتوثيق عدد من الشهادات التي يمكن أن تهز مفاصل تاريخ جل ماكتب منه هو ضمن رؤى الآخر وقناعاته... التقتها «الوسط» فكان هذا الحوار:

* لماذا التاريخ الشفهي تحديدا؟

- تاريخنا بوصفنا أمة عربية واسلامية يشير إلى هذا الميل من الشفهيات، وعبر أجيال متعددة، ولأنني على وجه الخصوص أكتب تاريخ وطني فلسطين إذ هو مندثر ومكبوت ومحور، فأصبح من الأهمية بمكان اكتشاف الأساليب لايجاد علمية هذا التاريخ وتوضيحه وتقديمه بصورة متزنة، ومن هذا المنطلق درست الأساليب والنماذج والمنهجيات العالمية التي يوضع فيها التاريخ الشفهي وبشكل علمي كي يجد قبولا واستجابة.

* هل هذا الميل إلى التاريخ الشفهي مرتبط بتركيبة ثقافتنا وذهنيتنا العربية ؟

- بالطبع هنالك ارتباط، ولكنه موجود لدى الشعوب والأمم الأخرى، فالهنود الأميركيون على سبيل المثال لايوجد من يكتب لهم تاريخهم على اعتبار انهم مشتتون، لذلك تجدهم يدونون تاريخهم بهذا الشكل (الشفهي) واليهود أيضا كتبوا تاريخهم الشفهي، كذلك الأمر بالنسبة إلى الفئات الدنيا في المجتمعات والتي عادة ما يهمل أو لا يكتب تاريخها، لذلك تجد حتى في المجتمعات المتقدمة هنالك من يدون تاريخ الطبقات العليا بدءا بالملوك وانتهاء بالدائرين في فلكهم والمرتبطين بهم، لهذا اذا أردت أن تعرف أو تلم بالتاريخ وبشكل حقيقي عليك أن تبدأ بتاريخ القاع لتصل إلى القمة.

* فيما يتعلق بصدقية ما يسرد... ما يروى، هل يمكن الاعتداد به وثيقة... كأية وثيقة أخرى؟

- هنا تكمن الصعوبة، ولا يمكن الاعتماد عليها وحدها (الشهادة) ولكنها تصبح توثيقا وجزءا مما هو مكتوب... ولكن في حال انعدام المكتوب يصبح الكم في الشفهيات ومن مناطق وفئات وأجيال مختلفة يصبح كل ذلك توثيقا. لنأخذ القضية الفلسطينية شاهدا حاضرا... استقبلنا وتسلمنا قصصا وروايات متعددة عن حوادث العام 1948 إذ عمد الكتاب الصهاينة إلى انكار حدوث أية مجازر ضد الفلسطينيين، ولكننا نعرف أن الفلسطينيين أعادوا قصصهم ورواياتهم ليس في منطقة واحدة وانما في مناطق متفرقة... فاذا التقيت بفلسطينيين في المهجر في استراليا ولبنان ومصر وأميركا وفي مخيمات الأردن وسورية... واذا تابعت قرية واحدة - وبالمناسبة أنا أدرس القرى التي اندثرت عبر ابادات ومجازر - والقرى عندنا تضم مواطنين من الديانتين الإسلامية والمسيحية، أجد أن الروايات والحوادث هي ذاتها... كيفية تشريدهم واقتلاعهم... هذا التطابق في الروايات هو مايجعل الصدقية حاضرة ويمكن الاعتداد بتلك الروايات المتطابقة في عملية التوثيق.

* ماذا عن معالجة الشهادة كإجراء بعد مرحلة التعاطي مع الشهادة الشفهية ؟

- أولا، يتم تدوين الشهادة وتصور وتتم متابعة كل ما يتوافر من وثائق عن هذه الشهادة. على سبيل المثال مايسمى بجيش التحرير الصهيوني (الهاغانا) من دون مجموعة من الحوادث في العام 1948 وهو مافتح أمامنا نافذة على ماهو قائم وموجود، وخصوصا ان الصهاينة كتبوا التاريخ من زاويتهم وبما يخدم مشروعهم الاستيطاني والاحتلال. أضف إلى ذلك ما تمت كتابته من مذكرات قادتهم العسكريين أو ماكتبه مفكروهم ومثقفوهم عن قرية من القرى على سبيل المثال، سنكتشف ودونما ريب أن المسكوت عنه والمغيب في ذلك التاريخ يحتل مساحة كبيرة أكبر من المساحة التي تم تدوينها... فيبدأ دورنا عبر استلال الشهادات ممن عايش وعاصر تاريخ التدمير والإبادة والتشريد.

* تطل اشكالية من حين لآخر مرتبطة بالمستوى الثقافي أو التعليمي للسارد (الشاهد) الراوي... هنالك الأمي ونصف المتعلم اضافة إلى الذي حظي بتعليم عال... كيف يتم التعاطي مع شهادات بزوايا متعددة لذهنيات ومستويات فكرية متباينة؟.

- علاوة على ماذكرت... يجب أن لا ننسى الذاكرة ومشكلات الذاكرة... لأنها مادة انسانية يمكن لها أن تضمحل وتتغير وتتبدل، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن الذي يقوم ويتصدى لهذه الدراسات لابد أن يكون (ممارسا) كما يجب وضع الحدث ذاته بعين الاعتبار وكذلك اختلاف الفترة الزمنية التي يتم فيها التوثيق وأخذ الشهادة. أما فيما يتعلق بالمشروع الرئيسي الذي أشتغل عليه علينا أن لا ننسى أنه مرت 54 سنة على حدوثه وأعني به نكبة الاحتلال الصهيوني في العام 1948. وكما أشرت هذا التفاوت وارد في مستويات الثقافة والتعليم بين راوٍ وآخر، وهنا يأتي دور (المروي له). بالنسبة لي بعد أن أنهي لقائي مع شاهد أو راو يتم تحديد شخصيته وكل مايتعلق به ومدى ارتباطه بالحدث، اضافة إلى أن البيئة العامة التي تحيط به لها دلالاتها على الحدث ذاته. وتظل المسألة في نهاية الأمر محاولة للوصول إلى نواة القصة الحدث ذاته.

* هل تعتقدين أن هذا الاتجاه في التوثيق والتأريخ يعطي نوعا من التدقيق لما يقال رسميا؟

- الواقع تأكيد وتحقيق للواقع التاريخي، ولكن تظل هناك مساحة أو حاشية من الخطأ وأخرى للصواب... فحتى التاريخ المدون يحتمل وجود مثل هاتين المساحتين. اذ ما الذي دفعني إلى الاتجاه نحو التاريخ الشفهي؟. التاريخ المدون لم يكتبه سوى بشر، لذلك أسأل من كتب تاريخنا في الوثائق البريطانية؟ الامبراطورية البريطانية تصدت لهذه المهمة كتابة وتوثيقا ولكن من خلال زاوية المستعمر والذي يرى الأمور من منطلقه الخاص . حين كتب كروفر عن رؤياه لمصر ودوره هناك، كان ذلك انعاكسا للشخص. هل الرئيس أو القائد أو الحاكم (مجرد) من انحيازه وتغاضيه عما لا يريد الاشارة اليه؟... لذلك لابد أن نعرف أنه في هذا العالم كل شئ يحمل بعده الذاتي. فأنا باعتباري ضحية تظل رؤيتي للحدث الذي أصبحت من خلاله ضحية هي رؤيا الضحية، والتاريخ ليس مجردا، ولا يوجد تاريخ مجرد على الإطلاق، كما انه لا توجد حقيقة مجردة، الا انه قد نصل إلى ما هو أقرب إلى الحقيقة، وهدفي بوصفي مؤرخة هو الوصول إلى ما هو موجود وقريب من الواقع والقصة الحقيقية، لأن القصة والرواية الحقيقية مكبوتة ومغيبة ومصنفة.

* تسجيل الشهادة الشفهية قد يشكل حال حرج وإرباك للمؤرخ في حال اصطدام ما استقبله من شهادة مع شهادة ووثائق قد تظهر فيما بعد وبالتالي تسقط الصدقية التي دائما ما يتوخاها. ألا تتفقين معي في ذلك ؟

- كل ذلك وارد ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن عملية التدوين يجب أن تكون علمية بتحليل رأي الشخص الذي يروي وليس رأيك أنت مؤرخا. وفيما يتعلق بي، حين أريد اجراء مقابلة في هذا المجال يجب أن آخذ موافقة مكتوبة في حال استطاع الراوي الكتابة وفي حال عدم تمكنه أقوم بأخذ موافقة شفهية أوضح من خلالها الأسباب التي دفعتني إلى مثل هذا اللقاء، والى أين سأوجهه. وفي الجامعات الأميركية لايمكن السماح لك بوصفك أستاذا جامعيا باستخدام وتوظيف أية مقابلة مالم تأخذ موافقة من الجامعة، لأنك في مكان هو بمثابة «محمية» للإنسان الذي يروي، فالعملية منظمة. فأولا يجب أن تعرف الموضوع الذي تشتغل عليه وتمتلك أساليب واضحة تؤدي بك إلى الوجهة التي أنت بصددها، ومسموح لك القيام بتلك الأساليب. يحدث احيانا أن أحصل على وثائق لا أستخدمها ولكنني أكون من خلالها إرشيفا. وكمؤرخة اعمل على تكوين إرشيف للذاكرة الفلسطينية وآمل في المستقبل من الفلسطينيين وغيرهم من الكتاب في العالم أن يقرأوا الصوت الفلسطيني العادي وليس فقط الحكام والقادة، وهو حق لهم، ويجب أن أشير إلى انه مع توافر معطيات تكنولوجية حديثة يجب أن تحفظ الشهادات والروايات (التي تسجل) على اسطوانات CD لأن الشريط يمكن له أن يتلف مع مرور الوقت، اضافة إلى تكوين قاعدة للمعلومات وفهرسة لكل تلك الشهادات والروايات وتتم أرشفتها بطريقة علمية، لأنها تخرج من دائرة ملكيتك وتصبح حقا عاما، خصوصا اذا ما أخذنا اذنا من الراوي وبتوضيح أن هذه الرواية أو الشهادة ستستخدم لإرشيف أو دراسات.

* ضمن الآليات التي يمر بها تدوين التاريخ الشفهي بأسلوب علمي ومنظم ، اضافة إلى البعد الأخلاقي الذي تتبناه الجامعات الأميركية (من خلال موافقة الراوي) كيف تجدين الصورة على مستوى الجامعات في العالم العربي؟.

- هي نوعا ما موجودة، فقط للعلم أن أميركا هي من أوائل الدول التي اشتغلت على التاريخ الشفهي، وهناك أربع مجلات متخصصة ومحكمة في التاريخ الشفهي منها ( Oral history review ) وهي مجلات حاضرة ومتداولة، لأن الموضوعات التي تبحثها أصبحت علما متداولا، وحين تتبنى الجانب الأخلاقي في عملية التوثيق تحظى باحترام كبير وصدقية. استطرادا في الموضوع وعودة إلى الطبقات الدنيا، خذ على سبيل المثال عمال الطرق الرئيسية ( The main road workers )، هنالك دراسات في التاريخ الشفهي عنهم وكذلك النسوة وعمال المناجم والخادمات، الفئات التي تظل حكاياتها وتاريخها مغلقا ومسكوتا عنه ومهملا... لذلك أسأل... هل عمد أحدهم إلى الاشتغال على تاريخ الخادمات؟ هل تم استنطاقهن؟ ألا يمثلن شريحة من البشر؟ وعودة إلى سؤالك فيما يتعلق بالفلسطينيين لدينا الكثير من الباحثين في هذا المجال وأنا من أوائل الذين بدأوا البحث في هذا المجال، ولكن القضية لا تتعلق بالكم، في الوقت الذي لايمكن لشخص واحد التصدي لهذا المبحث المهم والخطير. وهناك مسألة في غاية الأهمية، وهي اننا مسكونون بمساحة كبيرة من الخوف... الخوف من ان يندثر تاريخنا وهنالك من يكتب لنا تاريخنا ضمن رؤاه وتصوراته.

* ماذا عن الجامعات العربية ؟

- ليس لي علم بوضعية ومكانة هذا العلم في الجامعات العربية، ولكن يبدو أن هناك من بدا يلتفت إلى أهميته ومحوريته، المهم في الأمر أن الناس بدأوا يشعرون ويعون اهمية هذا المبحث والعلم، وحتى في الجامعات الأميركية لم يصبح هذا العلم يحظى بحضور ثابت وعام. لكن الجامعة التي أدرس فيها هناك اهتمام كبير جدا بهذا العلم يتضح ذلك من خلال وجود مكتبة ضخمة متخصصة في التاريخ الشفهي، وتعد من أكبر المكتبات المتخصصة في هذا المجال، ويعود ذلك إلى طبيعة المدينة التي أقطنها وتقع فيها الجامعة، مدينة ديترويت، وهي مدينة صناعات وعمال وتضم مصانع السيارات في أميركا. لذلك تجد أن مؤسسة فورد رصدت مبالغ ضخمة في هذا الاتجاه... اتجاه الاشتغال على التاريخ الشفهي للعمال.

* بالنسبة إلى الخادمات... كيف يمكن النفاذ إلى عالمهن في ظل عدد من الموانع منها اللغة والعادات والتقاليد، وقد أشرت إلى مفصل غاية في الأهمية، ونحن هنا لا نتحدث عن التاريخ البعيد وانما القريب، وفي اعتقادي يظل عالم الخادمات عالما مجهولا... فهن فئات ظلت تربي أبناءنا وأجيالنا، ولديها تصور وفهم لهذا المجتمع تنقله إلينا بصورة أو أخرى... هل توافقين على ذلك؟.

- لا أملك تجربة في هذا المجال، ولكن هناك توجه ودراسة لفئات مختلفة في المجتمعات تم انجازها، ولنأخذ على سبيل المثال «بنات الهوى»... فقد سبق أن أشرت إلى اننا ندرس ونبحث في الطبقات العليا من المجتمعات، ولكن هل توجهنا إلى دراسة الطبقات المسحوقة والمغيبة والمهمشة والتي لها حياة ومجتمع تنتمي اليه وتاريخ، وفي اعتقادي أن التاريخ الشفهي لطبقة العمال والحرفيين أمر غاية في الأهمية فالأمر متعلق بحياتهم والمنظمات التي ينضوون تحتها.

* تحدثت عن الذاكرة والذاكرة الفلسطينية تحديدا... ومحورية هذه الذاكرة في فضح الكثير من الفظاعات التي ارتكبها الكيان الصهيوني منذ العام 1948 وحتى الآن... ويبدو أن الذاكرة العربية مجزأة بحيث أصبحنا نملك ذاكرات... وكأن هناك ذاكرة فلسطينية وأردنية ومغربية ومصرية وأخرى خليجية... هل هو مشروع صهيوني بعيد الأمد لتجزئة الذاكرة العربية ومن ثم القضاء عليها تماما؟.

- لا... الواقع أن الذاكرة الفلسطينية لها خصوصية، وأنت بوصفك عربيا لم تمر بالذاكرة الفلسطينية بكل ماتحمله من آلام وفظاعات مرت بها، لأنك لست من عرب 1948، وهذا التقسيم يظل واضحا لكل عربي نما إلى علمه أوسمعه أوثقافته عدد من الحوادث الكبرى في المنطقة العربية كسايكس بيكو وتاريخ الاستعمار وماخلفه في القرن التاسع عشر، الا أن الواقع حاضر الآن ويطل برأسه في كل لحظة، وعملية التقسيم الكوني موجودة فالأردني يشعر بأردنيته والمصري بمصريته... وذلك لا يلغي عروبة كل منهم وانتماءه.

* تزامنا مع التهديدات التي يتعرض لها العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية. نرى أنه منذ العام 1991 وحتى الآن ثمة فظاعات ارتكبت في حق الشعب العراقي جراء الحصار المفروض عليه... هل هناك توجه من قبلكم لأرشفة وتوثيق الذاكرة العراقية؟

- كما أشرت أثناء الحوار... أنا أقيم في مدينة ديترويت حيث يوجد عدد كبير من الأشقاء العراقيين وتحديدا من الجنوب ممن نزحوا وهؤلاء عانوا معاناة حقيقية وكثيرا مانلتقي بهم، وتوجد مؤسسات عربية كمؤسسة ( Active ) في ديترويت والتي تقوم بتقديم العلاج لهم. وفي اعتقادي أن معاناتهم تعود الى سببين الأول هو طبيعة النظام العراقي والثاني بسبب الحصار المفروض على العراق، وما يحدث في الداخل العراقي لايزال في حدود الغيب لأنه لو قدر للحرب على العراق أن تقع فما الذي سيحدث لهذا الشعب الذي عانى كثيرا؟... ولذلك أظل ألح على ضرورة أن تبادر الأجيال الجديدة إلى تسلم الدور... دور كتابة هذا الجزء المسكوت عنه من التاريخ.

* القضية الفلسطينية فتحت آفاقا رحبة للشعب البحريني للاستفادة والتعلم منها، ويبدو أن هناك قواسم مشتركة في هذا المجال... هل تتفقين معي؟.

- بالطبع هناك الكثير من القواسم المشتركة وأعتقد أنها مسالة خبرات وتراكم.

* أنت باعتبارك مسيحية استطعت الاحتفاظ بعلاقات قوية ومتميزة مع مختلف فئات الشعب البحريني على اختلاف طوائفه وهو ارتباط في الواقع بمشاعر وعادات وتقاليد هذا الشعب... حدثينا عن هذه التجربة.

- هي تجربة جميلة جدا بدأتها في العام 1983 حتى العام 1993.

* هل غادرت بفعل ظروف كانت تمر بها البلاد؟

- غادرتها لأنني وجدت أنني سأنتهي أكاديميا، أحببت البحرين وقد اخترتها، وأنا خريجة أوكسفورد وكان بإمكاني اختيار أميركا وكنت أتمتع بالجنسية الأميركية، اختياري للبحرين جاء لأنني عربية حتى النخاع وتوجهي هو وجودي في بلد عربي، وانا في طريقي اليها لم أكن أعرف عنها شيئا سوى انها جزء من الوطن العربي جئت الى بلد تبناني بكل ما في الكلمة من معنى... تبناني بشعبه المكتنزبالطيبة والصدق والعفوية، وكنت بمعية والدتي اذ كان أملها أن تعيش في بلد عربي .

* ما هو القاسم المشترك الذي تجدينه في المجتمع البحريني على اختلاف فئاته؟

- البساطة والطيبة ومحبة الناس... شعب مباشر ومتفاعل مع قضاياه الكبرى.

* لديك بحث عن المرأة البحرينية نشرته في كتاب... ولك مواقف مساندة للحركة النسائية البحرينية، اضافة إلى مواقفك المساندة والمشرفة لقيام اصلاحات فترة التسعينات، وهذا موقف لايزال البحرينيون يتذكرونه ويفتخرون أن بينهم من ضحى في سبيل حياة أفضل لهم... هل مساندتك ومواقفك تلك اضرت بك بشكل أو آخر؟. ذلك جانب... من جانب آخر هل عودتك الى البحرين مرتبطة بالإصلاح السياسي الذي شهدته وتشهده المملكة؟.

- ذلك وارد... لا أعلم بالنوايا... ولكنني في شوق دائم إلى هذا البلد العزيز وعودتي اليه هي بمثابة عودة إلى وطني.

* هل حاولت العودة الى البحرين في السنوات الماضية؟

- كانت هناك محاولات ولكنها لم تنجح ولا علم لي بخلفياتها... في المحاولات السابقة لم يتم إشعاري بالأسباب التي تحول دون زيارتي للبحرين





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً