انتهت اعمال المؤتمر الذي عقده مثقفون عراقيون من عدة بلدان أوروبية وعربية في لندن الاحد الماضي في بيان ثقافي - سياسي أكدوا فيه أهمية استعادة المثقف العراقي دوره المتميز في الحياة العامة وسط هذه التطورات الخطيرة التي تعصف ببلادهم. واشارت مداخلات المثقفين الى الوضع الثقافي داخل العراق وخارجه، وما تتعرض إليه العملية الثقافية، في وقت اصبح فيه الصوت الثقافي «المستقل» غائبا بفعل سيطرة النخبة السياسية للأحزاب الايديولوجية على مسرح القضية العراقية.
وفي يوم الافتتاح حضر ما يزيد على 250 مثقفا عراقيا وعربيا، وألقيت فيه الكلمات التي تناولت موضوعات الثقافة المختلفة، وشملت كلمات احزاب ومؤسسات مدنية عراقية، وشارك ايضا وزيران من كردستان العراق، اضافة الى رئيس اتحاد الادباء الاكراد، كذلك ألقى كل من محمد عبدالحكم (مصر) وخلدون الشمعة (سورية) وخالد القشطيني (العراق) وحسني خشبة (مصر) وآخرين كلمات عبروا فيها عن أهمية الثقافة في الفعل السياسي، وضرورة ان تتبنى هذه الثقافة موقع الصدارة في مواجهة أي تحول مقبل في العملية التاريخية للعراق.
وعلى مدى يومين ألقيت نحو 75 مداخلة، فصّلت الاوضاع الثقافية والمشكلات التي تواجه المثقفين العراقيين، وخصوصا في مثل هذه الظروف المعقدة والخطيرة، التي تتطلب وحدة الخطاب الثقافي القائم على أسس وقواعد الثوابت الوطنية، بحيث لا يترك المجال للسياسيين وحدهم كي يصوغوا مستقبل العراق على أهوائهم وتوجهاتهم، فإذا حرم المثقفون من دور المشاركة في صوغ القرار السياسي، فإن ذلك ربما يؤدي الى ظهور المزيد من النزعات الدكتاتورية او الانفراد بالسلطة
العدد 114 - السبت 28 ديسمبر 2002م الموافق 23 شوال 1423هـ