العدد 110 - الثلثاء 24 ديسمبر 2002م الموافق 19 شوال 1423هـ

«مرفأ البحرين المالي»... التحوُّل من صيد السمك إلى جذب الاستثمارات

لم يدر في خلد المستشار تشارلز بلغريف أن مرفأ المنامة (الفرضة) ـ الذي كان يسعد بمراقبة حركته النشطة من نافذة مكتبه في دار الحكومة في النصف الأول من القرن الماضي ـ سيتحوّل عمّا قريب إلى مرفأ من نوع آخر، وستحل العمارات المتطاولة الارتفاعات، والمستقطبة للاستثمارات المحلية والخليجية والعالمية، محل المباني المتواضعة ذات السقوف المائلة التي لا تزال تقاوم فعل الزمن، وعوامل التغيير.

اليوم الأربعاء، سيعلن رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة عن انتقال هذا المنفذ من منطقة لانطلاق «بوانيش» الصيد التقليدية، إلى «مرفأ البحرين المالي» إذ سيضع حجر الأساس للمرفأ الذي تم تدشينه في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط حضور محلي وخليجي من الشركات المالية وكبار المصارف.

في مكتبه في المنطقة الدبلوماسية، يبدو رئيس مجلس إدارة شركة مرفأ البحرين المالي القابضة، عصام يوسف جناحي في قمة انشغالاته بالهواتف التي لا يتوقف رنينها، ومجموعة من مساعديه يحيطون به ممسكين أوراقهم لمراجعة آخر ترتيبات افتتاح أضخم مشروع اقتصادي يتولاه القطاع الخاص في البحرين إلى الآن.

جناحي قال لـ «الوسط» في غمرة انشغالاته: «لا أود أن أستبق الأحداث، فغدا (اليوم) سيتم الإعلان عن الكثير من التفاصيل الخاصة بالمشروع».

ولكنه أكد أيضا أن فكرة إنشاء «مرفأ البحرين المالي» استطاعت استقطاب الكثير من الشركات الاستثمارية والمصارف المحلية والإقليمية، للمساهمة في تطوير المشروع والاستثمار فيه، مشيرا إلى أن الهدف من إيجاد هذا المرفأ «خلق بيئة استثمارية متكاملة ومتقدمة تنتمي إلى القرن الحادي والعشرين».

ويوضح أيضا أن رؤية المشروع لم تُبْنَ على عَجَل، بل استغرق الأمر أكثر من سنتين من النقاشات والمراجعات للكثير من التفاصيل الأساسية منها والدقيقة، حتى تبلورت الفكرة.

ويضيف: «اتضحت الرؤية لدينا، ولكننا لم نكن لنمضي فيها لولا الدعم القوي والمباشر الذي وفرته لنا القيادة السياسية، التي باركت المشروع ووفرت له سبل الدعم حتى تطمئن إلى نجاحه».

وعلى امتداد شارع باب البحرين حيث يقع مكتب «جناحي آركتكتشر» المصمم لـ «مرفأ البحرين المالي»، والوضع لديهم لا يقل حماسا عمّا هو في الشركة، إذ يعمل فريق المصممين على وضع آخر اللمسات الفنية للمرفأ، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة الداخلية فيه.

أحمد أبوبكر جناحي يدور بين مصمميه ليوزع الأدوار ويبدي ملاحظاته، يقول: «المرحلة الأولى من المشروع ستتضمن «الواجهة» الأساسية للمرفأ، وهناك الكثير من العمل بجانب الدراسات الجيولوجية والبيئية التي نستعد للقيام بها فور وضع حجر الأساس».

يراهن القائمون على «مرفأ البحرين المالي» أن مع اكتمال البرجين الرئيسيين للمرفأ، سيتغير أفق البحرين، وسيغدوان ـ مع باقي المباني الـ 25 ـ معلما جديدا لبحرين القرن الحادي والعشرين

العدد 110 - الثلثاء 24 ديسمبر 2002م الموافق 19 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً