العدد 108 - الأحد 22 ديسمبر 2002م الموافق 17 شوال 1423هـ

عبدالسلام العجيلي... ضد التيار

صدر أخيرا كتاب «ضد التيار» للأديب عبدالسلام العجيلي عن دار الأهالي في دمشق. ويضم الكتاب مقالات وأحاديث متعددة متنوعة يعود بعضها إلى ا.لعام 1944م وما بعده، بينما يعود بعضها الآخر إلى القريب من الزمن ,,2002. أي أن مقالات هذا الكتاب تمتد على مدار ثمانية وخمسين عاما.

وجاء في التظهير أن الكتاب «فصول يتصدى بها العجيلي للاتجاهات الخاطئة التي يتبعها عامة الناس أو النخبة منهم في مجالات الأدب والفكر والسياسة، بدوافع من سوء الفهم أو ضعف المحاكمة أو بتأثير دعايات كاذبة ومضللة».

قبل أن نقف عند العنونة ومحمول النص، لا بد من القول إن الكتاب يضم خمسة وعشرين مقالا وحديثا في 168 صفحة من القطع الوسط... كل مقال أو حديث يتناول موضوعا محددا ويأخذ في مناقشته، وذكر جوانبه ورأي كاتبه في الأسلوب الذي عرفه قارئ العجيلي. وهو الأسلوب القريب الجميل الذي يشعر القارئ بأن المؤلف يحدثه مباشرة... من هذه الموضوعات التي تناولها «التاريخ» و«فضيلتي التي أبغضها» و«الروح العربية في الحضارة والفن» و«السباحة ضد التيار في الغناء أيضا» و«احذري يا فيروز» و«قراء يدافعون عن عبدالوهاب» و«رأي في الأدب المصري المعاصر» و«استفاقتنا متى تكون».

في الحديث عن العنونة «ضد التيار» يقول العجيلي: «هنا يحسن أن أقف لأفرق بين السباحة ضد التيار والمعارضة. تأخذ المعارضة في الغالب معنى سياسيا. وتتعلق بالدرجة الأولى بالمصالح الشخصية لفرد أو مجموع. أما السبحة ضد التيار فإنها تعاكس اتجاها لمجموعة من الناس قد تكبر أو تصغر، تتخذ أو تتبنى أو تتبع اتجاها معينا أو فكرة معينة، عن إيمان أو عن تعلق عاطفي، ويصعب عليها التخلي عنها أو عنه» وعن كتابة هذه النصوص وارتباطها بالمدة الزمنية كما ألفت يقول العجيلي: «ينبسط زمن كتابة نصوص هذا الكتاب على عقود كثيرة من السنين، تبدأ قبل أكثر من خمسين عاما وتنتهي في مطلع هذا القرن الجديد. ذلك أني على ما يبدو، أحسست منذ أول تأملي في ما حولي وبناء أحكامي على ما أشهده، أحسست بدافع أن أقول كلمتي في ما لا يعجبني من انصياع المجموع الذي أنا منه إلى ما هو خطأ أو ضلال» يتابع في الحديث عن موضوعات الكتاب: «أرجو ألا يوحي عنوان هذا الكتاب إلى أحد قرائه بأنه كتاب عنف أو على الأقل، أنه كتاب مشاكسة أو نزاع، أتعمد مخالفة الآخرين به لأصدمهم أو لأكثر الجدل والنقاش معهم. إذا تصور أحدهم هذا فإنه سيصاب بخيبة الأمل. إني كما سيرى القارئ أعرض أفكاري عليه بهدوء، وغايتي أن أزيح الستائر التي تغلف بعض الحقائق وتخفيها عن أبصار المجموع».

المقالات والأحاديث الكثيرة التي أوردت بعض عناوينها تتناول الكثير من الموضوعات التي تستقي مادتها من المجتمع وتعود إليه محاولة تسليط الضوء بقوة على هذه الظاهرة أو تلك... ودائما يعمل العجيلي على تناول موضوعه بهدوء وروية وسلاسة وإقناع، ليصل إلى القارئ ببساطة وسهولة... نعرف أن مؤلفات العجيلي كثيرة متنوعة غزيرة، فهو يكتب الرواية والقصة والشعر والمقالة والخاطرة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً