العدد 107 - السبت 21 ديسمبر 2002م الموافق 16 شوال 1423هـ

الملك محمد الخامس

ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي جاك شيراك صبيحة الجمعة الماضي تدشين ساحة محمد الخامس بوسط العاصمة الفرنسية باريس تخليدا لذكرى رجل قاوم نظام الحماية ببلده، وناضل ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

ولد الملك محمد الخامس يوم الجمعة 10 أغسطس / آب 1909 بمدينة فاس التي كانت وقتئذ عاصمة للمغرب.

وقد اختار أعيان المملكة محمد الخامس ملكا للمغرب وبايعته القبائل العربية والأمازيغية وعمره لا يتجاوز 18 عاما.

وحسب الرواية الرسمية المغربية فقد كرس الراحل محمد الخامس حياته للكفاح والمقاومة. ففي 1930 عارض تطبيق الظهير (المرسوم) البربري الذي قسم أفراد الشعب المغربي إلى عرب وبربر . وبعد أربع سنوات على ذلك، رفض أداء صلاة الجمعة بفاس تحت حماية الجيش الفرنسي. وفي العامين 1936 و 1938 انتفض جلالته ضد اعتقال ونفي أعضاء الحركة الوطنية.

وخلال الحرب العالمية الثانية رفض محمد الخامس أية فكرة للتعاون مع حكومة فيشي الفرنسية العميلة لألمانيا النازية. وأراد الألمان أن يستغلوا الخلاف بين فرنسا والمغرب لتسريب عملائهم إلى إدارة الحماية.

وفي العام 1940 جدد محمد الخامس معارضته النظام النازي. وقرر ألا يخضع لضغوط حكومة فيشي التي أرادت إرغامه على نقض المعاهدات الموقعة بين المغرب والحلفاء. كما بحماية اليهود المغاربة من خلال معارضة تطبيق إجراءات تمييزية ضدهم على غرار باقي يهود أوروبا.

وتميز العام 1942 برفض الملك الراحل الإذعان لأوامر الجنرال نوغيس الذي أراد إجباره على معارضة نزول قوات الحلفاء فوق الأراضي المغربية. كما رفض نقل عاصمة المملكة من الرباط إلى داخل البلاد.

وعلى رغم الضغوط التي مورست عليه، ترأس محمد الخامس العام 1944 حركة المطالبة بالاستقلال. وكان يقاوم دوما مناورات الحكومة الفرنسية فأعلن عن برنامج لاستقلال البلاد خلال الخطاب الشهير الذي ألقاه بمدينة طنجة شمال المغرب العام 1947 وذلك على رغم الاعتداءات الدموية التي نفذها المستعمر بالدار البيضاء.

وفي العام 1950 بدأت المفاوضات الأولى من أجل تحرير المغرب. وخلال هذه المحادثات رفض الملك الراحل محمد الخامس كل تسوية لا تستجيب لمطالبه وأي اتفاق لا ينص صراحة على استقلال المغرب. ونتيجة سعيه الحثيث من أجل تحرير المغرب من نير الاستعمار الأجنبي، لجأت السلطات الاستعمارية إلى نفيه وأفراد أسرته في أغسطس / آب 1953 إلى جزيرة كورسيكا بالبحر الأبيض المتوسط ثم إلى جزيرة مدغشقر جنوب أقصى أفريقيا.

وحتى في منفاه البعيد واصل محمد الخامس كفاحه ورفض استعمال نفوذه لدعوة زعماء الحركة الوطنية وجيش التحرير إلى وقف المقاومة التي ازدادت شراسة منذ نفي الأسرة المالكة. وبعد سنتين اضطرت السلطات الاستعمارية إلى إعادة محمد الخامس إلى وطنه المغرب ظافرا منتصرا ومعلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر التحرير.

ليواصل بعد ذلك مسيرة اعمار البلاد إلى أن توفاه الله في 26 فبراير ـ شباط 1961 بعد جولة عربية قادته إلى مصر والعربية السعودية والضفة الغربية والقدس وسورية والعراق والكويت

العدد 107 - السبت 21 ديسمبر 2002م الموافق 16 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً