لابد أن تلتفت الدول الأعضاء بالقمة الخليجية المقامة حاليا في الدوحة إلى النهج السياسي الجديد الذي تتبعه إدارة واشنطن مع دول المنطقة وخصوصا في ظل تصاعد الهجمة الأميركية بضرب العراق عسكريا وتزايد القواعد العسكرية الأميركية بعد حصولها على موافقة السلطات في عدد من دول المنطقة وتوفير كافة التسهيلات لها.
ليس هذا فحسب فالأجندة الخليجية لابد أن تساير المتغيرات الحاصلة على الساحة الدولية ازاء نظرتها وتعاملها مع قضايا المنطقة عموما والخليجية خصوصا.
لقد بدا واضحا أن سياسات الدول الخليجية تغيرت بشكل جلي من بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول2001. فلم تعد الرؤية السياسية موحدة ولم تعد تمثل وجهة نظر كانت هي الغالبة على الدول الخليجية، ومثال على ذلك فلقد اختلفت موازين القوى بل واختلفت السياسة بين الدول الأعضاء. أي أن كل دولة تعزف على وترها الخاص في تحديد سياستها مما يجري من حوادث ومتغيرات متوقعة على الساحة الخليجية التي ستكون نتائجها وخيمة على كافة دول المنطقة، إذ المستفيد الأول والأخير هي الولايات المتحدة و(إسرائيل) التي تعمل بتنسيق كامل مع واشنطن لمرحلة ما بعد ضرب العراق وتغيير خريطة المنطقة بشكل يتفق مع سياسة حكام تل أبيب التوسعية طبقا لخطط وتوسعات امبريالية جديدة تخدم مصالح كل من «العم سام» و«عشاق صهيون».
من هنا نتساءل كيف لقمة الدوحة أن تواجه هذه المتغيرات والاختلافات التي حصلت بين دول المنطقة وما ترتب مسبقا وما سيحدث مستقبلا ان اختتمت بتوصيات تضمنت بنودا سبق وأن نادت بها في قمم خليجية سابقة وأيضا بدعوات إلى مشروعات اقتصادية وجمركية لم تر النور حتى الآن؟
فما جدوى عقد هذه القمة إن كانت ستركز على جوانب قد تخذل شعوب المنطقة التي هي على دراية بما يدور ويحصل حاليا من تدريبات عسكرية ملحوظة بل ومكثفة بعد أن اطلقت أنظمة المنطقة لها العنان بأوامر من واشنطن.
فمع تكثيف واشنطن حملتها العسكرية على المنطقة بحجة الخلاص بما تسميه «قوى الشر» المتمثلة في النظام العراقي، فان الولايات المتحدة لا تريد سوى فرض المزيد من الهيمنة على المنطقة الخليجية التي لطالما وجدت قواعدها لصالح آبار النفط في مسعى لانقاذ الاقتصاد الأميركي المنهار لا أكثر ولا أقل والسيطرة على الأزمات الاقتصادية التي قد تعصف بالمجتمع الأميركي.
من هنا فإن كافة المؤشرات تدل على أن قمة الدوحة لن تخرج عن اسلوبها التقليدي في اصدار البيان الختامي الذي لن يتضمن سوى تعبيرات انشائية متكررة على الورق
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 107 - السبت 21 ديسمبر 2002م الموافق 16 شوال 1423هـ