قد يكون الحس الانساني اكبر من قصائد الشعراء ومن كتابات الأدباء... وتبقى المشاعر ما ترسمه تلك الاقلام الصماء لتنبض على أوراق تتبعثر في زمن نفارق فيه من علمنا كيف نحب ... وسطورا تحيك وداعا لروح تتشابك مع المطر... بعدت المسافات بيننا... وتبقى ذكراك نافذتنا للشمس.
نشهد اليوم هجرتك إلى عالم مجهول.
وتحلق بعيدا عنا حرا طليق الجناح، لتترك وراءك أفكارا وعالما صور بعين شاعر طالما ترجمته لوحاتك الفوتوغرافية وحرك في أعماقنا دائما رؤيا ثقافة بصرية.
بغفلة عنا هجرنا صالح العزاز ليبدأ رحلة أخرى ... لكنه ترك في أعماقنا ما زرعه من مبادئ... رجل حر لم يبحث يوما عن ثروة ولا شهرة وإنما عن حقيقة الذات الانسانية المحبة للخير والحرية .
منذ زمن طويل لم أسمع (إلى اللقاء يا أصدقاء) منذ زمن لم تخبرني أستاذي عن إشراقة أمل جديد، مع ذلك لم أنس إشراقة ابتسامتك وتفاؤلك بشمس يوم جديد...
حكت بفكرك عوالم الحرية، ورسمت دائما انطلاقة ضمير حي... لن ننعاك يا أغلى من صادقنا وصدقنا لأنك فارقتنا... كل ما فعلته سيبقى منارا لنا من أجل ما تعني المبادئ وستبقى ميَّارا لكل من عشق حرية كنت تنشدها دائما.
معاناتك كانت نصيبك لتحيا بمبادئك في قلوبنا جميعا، ولتسكن أعماقنا وبكل صفحة تعلمنا كيف نحبك أكثر، عندما اجتزت المسافات والحدود ستخلد معزوفة تحكيها كل أساطير الطيف الغارقة في بحر الغروب... وتبقى كلماتي أبعثرها لأمزق الحزن لفراقك... أود لو أملأ الكون صورك... كلماتك... أفكارك... علني أوفيك بضعا من حب منحته لمن عرفك ولمن أردت أن يقرأك بسطورك وبعين المصور، ويعرف أنك ما تطلعت يوما إلى الأفق البعيد إلا من أجل حنين إلى كنوز الشمس الحرة وبريق الغد الافضل لوطن الدفء والأمل
