تدرس وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إصدار توجيه إلى قواتها المنتشرة في العالم للقيام بحملات دعائية مضادة بهدف التأثير على الرأي العام وصنّاع السياسة في الدول الصديقة والمحايدة.
وذكرت «نيويورك تايمز» أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد لم يبت في هذا الاقتراح الذي أثار معركة حامية داخل الإدارة عما إذا كان يتعين على الجنود القيام بمهمات في الدول الصديقة مثل ألمانيا التي ترعرع فيها من تعتبرهم واشنطن منفذي هجمات سبتمبر/ أيلول أو باكستان وهي ملاذ تنظيم «القاعدة»أم لا.
وتقول الصحيفة نقلا عن مسئولين أميركيين إن مثل هذا البرنامج يمكن ان يشمل جهودا للانتقاص أو تقويض نفوذ المساجد والمدارس الدينية التي أصبحت أرضا خصبة للمعارضة الإسلامية ومعادات الولايات المتحدة في آسيا وأوروبا. وقد يشمل البرنامج حتى إقامة مدارس بتمويل أميركي لتعليم ما تعتبره واشنطن «الإسلام المعتدل».
ويقول مسئول في «البنتاغون»: إن القتال يدور «حول الاتصالات الاستراتيجية لأمتنا والرسالة التي نريد توجيهها من أجل نفوذ طويل المدى وكيف نوجه هذه الرسالة».
وكما قال ضابط أميركي: «إن لدينا الأرصدة والإمكانات والتدريب لأن نذهب إلى الدول الصديقة والمحايدة للتأثير على الرأي العام، إننا نستطيع القيام بذلك ونفوز به وهذا لا يعني انه يتعين علينا القيام به». ويبدو ان «البنتاغون» يعتزم منافسة وزارة الخارجية في هذا المجال.
واضطر رامسفيلد في فبراير/ شباط الماضي إلى اعلان حل «مكتب التضليل الإعلامي» الذي تولاه وكيل وزارة الدفاع للشئون السياسية دغلاس فيث بعد افتضاح أمره. وكان دوره تلفيق أخبار كاذبة وتوزيعها على الصحافة داخل الولايات المتحدة وخارجها للتأثير على المشاعر العامة.
ويقول مسئولون في «البنتاغون»: إن رامسفيلد يشعر بخيبة أمل لأن إدارة بوش لا تملك خطة متماسكة لصوغ الرأي العام العالمي لتأييد الولايات المتحدة في حملتها ضد ما تسميه «الارهاب والتطرف».
وستشمل المهمات المسموح بها للقوات الأميركية في دول معادية. مثل العراق، البث من محطات إذاعية محمولة جوا أو إلقاء منشورات كتلك التي طبعها الجيش الأميركي لتقويض معنويات حركة «طالبان» في أفغانستان. وفي الحروب المستقبلية قد تشمل هذه المهمات هجمات فنية لشل شبكات الكمبيوتر العسكرية والمدنية.
ولكن فكرة توجيه أمر إلى الجيش بالقيام بحملة سيكولوجية في الدول الحليفة أثارت انقساما في «البنتاغون». ويشعر البعض بالقلق من الاقتراحات القائلة إن الجيش الأميركي قد يدفع إلى الصحافيين لكي يكتبوا روايات صحافية مؤيدة للسياسات الأميركية أو استئجار مقاولين في الخارج من دون ان تكون هناك روابط واضحة مع «البنتاغون» لتنظيم مسيرات مؤيدة للسياسة الأميركية.
ويتطلب ذلك إدخال تعديلات على توجيه سري لـ «البنتاغون» بعنوان (3600-1 عمليات الإعلام) وهو ما سيوجه سياسة الدفاع لسنوات كثيرة مقبلة. والتعديلات المقترحة لن تجعل المعادين هم الهدف الوحيد فقط لتنفيذ عمليات الإعلام العسكرية التي يرمز لها بـ ة.د في الوثيقة التي كتبت بطريقة مبهمة وهي الطريقة التي تميز تقليديا القوانين العسكرية.
وفي وقت السلم فإن العمليات الإعلامية تؤيد الأهداف الأميركية بصورة رئيسية للتأثير على المنظور الوطني للدول الأجنبية وكيفية صنع القرار.
أما في وقت الأزمات التي لا ترقى إلى مستوى الأعمال العدائية فإن عمليات الإعلام يمكن ان تستخدم باعتبارها خيارا رادعا مرنا للمصالح القومية وإظهار التصميم. وفي حالات الصراع فإن العمليات الإعلامية يمكن ان تطبق لتحقيق نتائج مادية وسيكولوجية تأييدا للأهداف العسكرية
العدد 103 - الثلثاء 17 ديسمبر 2002م الموافق 12 شوال 1423هـ