برزت خلافات جديدة بين أطراف المعارضة العراقية في اليوم الثاني لبدء المؤتمر الذي باشر أعماله السبت الماضي في لندن. وحتى مساء أمس (الأحد)لم تصدر عنه سلسلة القرارات المتوقعة . وتركزت الخلافات على نقطتين: الأولى صوغ البيان الختامي، والثانية نسب تمثيل مختلف الفئات والأطياف العراقية.
ودفعت الخلافات ممثل الرئيس الأميركي في المؤتمر زلماي خليل زادة إلى التدخل ناصحا بتشكيل لجنة للتنسيق تمثل كل وجهات النظر ومختلف جماعات المعارضة. وكانت برزت تقييمات مختلفة لمرحلة ما بعد صدام خلال الكلمات التي ألقيت في جلسات اليوم الأول. ففي الوقت الذي عبّرت فيه كلمة ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبدالعزيز الحكيم عن تجاهل موضوع الفيدرالية الكردية والديمقراطية التعددية، ركزت كلمة الزعيمين الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني على موضوع الفيدرالية حلا أساسيا للمشكلة الكردية ووسيلة لتحقيق الوحدة الوطنية وعدم دفع الأكراد إلى خيار الانفصال. وبين هذين الاتجاهين جاءت كلمة اللواء الركن حسن النقيب أكثر وضوحا حين أشار إلى أن موضوع الفيدرالية الكردية سابق لأوانه ويتطلب موافقة الشعب العراقي. واعتبر رئيس المؤتمر الوطني أحمد الجلبي قرار بوش التعامل مع الوضع العراقي فرصة ثمينة لإسقاط النظام وإقامة البديل ليمثل جميع الأطياف العراقية، مشيرا إلى مشاركة اليهود العراقيين في هذا البديل للمرة الأولى.
وتجاهلت الخطب موضوع التركمان العراقيين ومطالبتهم بإدارة ذاتية في كردستان العراق وجعل مدينة كركوك مركزا لهذه الإدارة، وأبدى التركمان خلال لقاءاتهم وكذلك خلال كلمة ممثل الجبهة التركمانية عن امتعاضهم من شحة تمثيلهم في المؤتمر وأيضا من وصف بعض الأطراف لهم بأنهم يمثلون الموقف التركي في القضية العراقية، وأكدوا أنهم عراقيون أولا وأخيرا. وفي كلمته عبّر خليل زادة عن استعداد الولايات المتحدة لدعم العراقيين الأحرار، وأن المستقبل سيشهد على هذا الموقف، وطالب الأطراف العراقية المعارضة بحل جميع الإشكالات التي تحول دون وحدتهم في مثل هذا الوقت الحساس.
العشائر العراقية اقتنعت بمقاعدها التي تزيد على العشرة، وبدت أكثر انجذابا للمرجعية الدينية منه للقوى السياسية المتصارعة
العدد 101 - الأحد 15 ديسمبر 2002م الموافق 10 شوال 1423هـ