العدد 101 - الأحد 15 ديسمبر 2002م الموافق 10 شوال 1423هـ

ثمّة ضرورة تحتم وجود حال من توازن الرعب

شاعر المقاومة اللبنانية محمد قدسي:

البلاد القديم - قاسم حسين 

تحديث: 12 مايو 2017

زار شاعر المقاومة الاسلامية في لبنان محمد قدسي، البحرين للمشاركة في الاحتفالات الشعبية بيوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. وقد التقت به «الوسط»، وسألته عن هذه الزيارة وأجوائها.

الوسط: هل لكم أن تلقوا الضوء على زيارتكم للبحرين؟

- جئت لإحياء يوم القدس العالمي في المشاركة بإلقاء قصائد الجهاد والمقاومة، ولأنقل تجربة ثمانية عشر عاما من الجهاد والتضحية والفداء، ومواجهة العدو بآلته الحربية الأميركية، ولأنقل مشاعر عوائل الأيتام والشهداء وأمهاتهم.

من جانب آخر نود أن نضع اخواننا في البحرين في أجواء الصراع الذي يمكن أن يشهده لبنان مع تزايد التهديدات الاسرائيلية المتلاحقة، اذ المقاومة في أتم الجهوزية للرد على أي عدوان قد يطول لبنان أو سورية.

الوسط: مادام الحديث عن المقاومة، نريد أن نستوضح الموقف الشعبي من هذا الخيار وما طرأ عليه من تغير بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب.

- بعد الانسحاب من الجنوب في مايو/ آيار 2000 برز الحديث لدى الخط المعادي للمقاومة في موضوع تجريد المقاومة من سلاحها باعتبار انتفاء مبرر وجود السلاح. غير أن قرار حزب الله منطلق من رؤية ثابتة بأن العدو الاسرائيلي يشكل تهديدا حقيقيا دائما، وهو لا يبحث عن مبرر عند تنفيذ أي من جرائمه. ولذلك كانت النظرة بضرورة وجود حال من توازن الرعب، اذ يفكر الاسرائيلي ألف مرة قبل أن يهم بالعدوان على لبنان. وهو الموقف الذي أيده رئيس الجمهورية العماد اميل لحود. فهناك توازن رعب حقيقي بين المقاومة و«اسرائيل»، بحيث لو اطلقت الأخيرة رصاصة على المدنيين أو المجاهدين في لبنان، فستقابل بالرصاص المنهمر على مستوطناتها في شمال فلسطين المحتلة.

الوسط: ما تأثير ذلك على المستوى الاستراتيجي؟

- طبعا هناك فروق كبيرة بين الوضع الجاري والسابق، فمن ناحية كان المقاومون بعيدين عن أرض فلسطين و«تفاصيل» أوضاع المستوطنات، فإطلاق الصاروخ يتم استهلاك قوته في المنطقة العازلة التي يسكنها لبنانيون، بينما اليوم المستعمرات تحت مرمى المجاهدين، بما فيها مدن ومستعمرات الصهاينة حتى مدن الوسط.

من ناحية أخرى كان جنود العدو أيام الاحتلال في مواقع محددة نادرا ما يغادرونها، وتنقلاتهم عبر الطرقات قليلة وهو ما يستدعي عبور الوديان والجبال واجتياز الأسلاك الشائكة، حتى يصلوا إلى الهدف. أما اليوم فلو فتحت المعركة فأنت ستخوض معركة في عقر دار العدو، وبالتالي سيكون جنوده ومستوطنوه عرضة للهجوم وجزءا من المعركة، باعتبار أن المقاومة لا ترى وجود مدنيين في «اسرائيل» فكل مستوطن غاصب ومحتل.

الوسط: قد يتساءل البعض عن الصور المتناقضة التي تعكسها الفضائيات اللبنانية عن لبنان، فما تعكسه المنار مختلف جدا عن الصور الأخرى، ما تعليقكم ؟

- لبنان يمثل منبرا حرا، وتعددية ثقافية، وهو غني بالآراء المتنوعة. وكل دعوة أو حضارة ستجد لها آذانا صاغية هنا، وهو عامل يسهم في ازدهار الثقافة العامة ويغني الشارع والمجتمع اللبناني الذي يعيش اتجاهات فكرية مختلفة. واللبناني محب للإطلاع على ما يجري في العالم، لذلك نراه في أوقات نشرات الأخبار مسمرا أمام التلفاز.

والمنار تلتزم بخط المقاومة ولذلك من الطبيعي أن تعكس هذا الوجه المشرق من لبنان. بينما هناك من يتناهى بمجيء مطرب معين او مغن، أو السهر والحفلات الصاخبة والشراب، ولهذا تجد هذه الممارسات من يبرزها، سواء من جانب محطات مسيحية أو تابعة لمسلمين. لكن يمكنني القول ان لبنان متجه فكريا وثقافيا باتجاه ثقافة المقاومة، ما سيقود إلى ثقافة التدين.

الوسط: ما انطباعاتك عن البحرين في أول زيارة لها؟

- بصراحة لم يكن هناك نقل إعلامي للحقائق عن البحرين فمع اننا نعتبر أنفسنا من المطلعين على أخبار المسلمين في العالم، فإنه لم تكن هناك فكرة جيدة عن الوضع في البحرين. فقد كنت أتصور البحرين تعيش بحبوحة مالية أسوة بدول الخليج الأخرى، لكن ما رأيته في المناطق التي زرتها لم يكن كما تخيلته، ولذلك أتمنى أن ازورها مرة اخرى وهي في وضع أفضل وأغنى.

الوسط: وماذا عن انطباعك عن فعاليات يوم القدس العالمي الذي جئت للمشاركة في إحيائه؟

- لقد تفاجأت بالحشد الكبير في يوم القدس، الذي دعا إليه الإمام الراحل (قدس سره)، لتأكيد محورية القدس في الصراع مع العدو الصهيوني.

الوسط: كلمة أخيرة تود أن توجهها إلى الشعب في البحرين؟

- أود أن أشكر صحيفتكم على ما أبدته من اهتمام باستضافتنا، كما أشكر الشعب البحريني على الحفاوة والاستقبال الحار الذي لقيناه، على أمل أن نزوركم في المستقبل والبحرين في حال أفضل وقد تحسن الوضع الاقتصادي وازدهرت من ناحية مستوى معيشة المواطن.

بطاقة

سيد محمد قدسي، من الجنوب اللبناني، قضاء صور، نظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره. وأطلق عليه الأمين العام لحزب الله لقب «شاعر المقاومة» في نهاية الثمانينات. له مشاركات كثيرة في لبنان وعدد من الدول العربية والإسلامية، شارك في مناسبات دينية وسياسية، منها الأردن وسورية. له ديوان شعر مطبوع، وأخرى تحت الطباعة، إضافة إلى إصدارات صوتية وأقراص سي دي





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً