العدد 100 - السبت 14 ديسمبر 2002م الموافق 09 شوال 1423هـ

ضوابط أساسية للبرلمانيين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحياة البرلمانية بدأت منذ يوم امس، والممارسة الدستورية ستتم مناقشتها وفحصها وتأييدها أو انتقادها. ولكن المسئولية الكبرى ستقع على اعضاء البرلمان للحفاظ على هيبة وسمعة العمل البرلماني. وهناك مبادئ وضوابط يلزم على كل برلماني التنبه إليها كي تتحول الممارسة السياسية إلى قيمة عملية فاعلة.

والحديث عن الضوابط والمبادئ ليس خاصا ببلد دون آخر. ففي بريطانيا التي تفتخر بأن برلمانها اقدم برلمان في العالم وان المساءلة فيه أشد انواع المحاسبة من اي برلمان آخر، ثارت الاقاويل والادعاءات حول تسلم بعض اعضاء البرلمان في منتصف التسعينات رشا وهدايا مقابل التأثير على طرحهم اسئلة او اقتراحهم قوانين أو التصويت بطريقة معينة. وكانت تلك الادعاءات أحد اسباب سقوط حكومة حزب المحافظين في العام 1997. ولذلك أصدر البرلمان البريطاني وثيقة اشتملت على سبعة مبادئ يتوجب على عضو البرلمان والمسئول العام الالتزام بها، وكلف لجنة برلمانية بمراقبة التزام كل عضو بهذه المبادئ. والمبادئ السبعة هي:

المبدأ الاول: هو انعدام المصلحة الشخصية، بمعنى ان الذي يتسلم مسئولية عامة عليه ان يتخذ قرارات من اجل خدمة المجتمع وليس ذاته او اقاربه او اتباعه. ودليل ذلك ألا يتسلم أي ربح مادي من أي قرار او نشاط يقوم به شخصيا.

والمبدأ الثاني: الاستقامة، بمعنى ألا يجعل الشخص نفسه عرضة لضغوط مادية من شخصيات وجماعات من شأنها ان تؤثر على قراراته ونشاطاته اثناء تأدية واجبه العام.

والمبدأ الثالث: الموضوعية، وهي التزام عضو البرلمان اثناء مراقبته لمنح الصفقات للشركات بالخصائص والميزات المحايدة والموضوعية من دون اعتبار لمحسوبية او منسوبية.

والمبدأ الرابع: المحاسبة، وهذا يعني ان أي نشاط او قرار يقوم به لابد وان يوثق بطريقة سليمة ويكون جاهزا للتدقيق والمحاسبة والمساءلة الدستورية.

والمبدأ الخامس: الانفتاح والشفافية، بمعنى ان عليه ان يكون مستعدا لتوضيح الاسباب وتوفير المعلومات الكافية لتفسير خلفية القرار والنشاط وتبرير القيام به.

والمبدأ السادس: هو الامانة، ودليل ذلك قيام عضو البرلمان بتمحيص قراراته وانشطته وابعادها عن مصالحه الخاصة عندما تتعارض مهماته العامة مع حياته الشخصية.

والمبدأ السابع: هو القيادة وتقديم المثال الحي من خلال ممارسة جميع الانشطة بريادية وبالتزام ذاتي واضح بالمبادئ المذكورة.

هذا الحديث ليس خاصا بمجتمع دون آخر فالنوعية الانسانية هي ذاتها متوافرة في كل زمان ومكان. ويعتمد النشاط العام على الثقافة المتداولة والمسموح بها، والممارسة عمليا. وفوق ذلك، الاستمرار في المحاسبة والصرامة تجاه الفساد الذى يحاول ان يدخل النفس البشرية متى تمكن من ذلك

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 100 - السبت 14 ديسمبر 2002م الموافق 09 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً