مع نهاية مهرجان الدراما لرمضان هذا العام... لابد لنا من التطرق إلى نجوم هذا الكم الهائل من الدراما التليفزيونية.
أول النجوم كان محمد صبحي، الذي جاء إلينا هذا العام بألف وجه ووجه... كان مختلفا في كل شخصية قدمها من خلال (فارس بلا جواد)... وهذا بالطبع تأكيد على قدراته الأدائية التي لم نغفل عنها في السابق، ولكنها قدمت إلينا وجها جديدا يمتلكه هذا الفنان المتميز... الوجه الإنساني والوطني.
يسرا... الفنانة مالكة القلوب والمشاعر، بأدائها الأخاذ الجميل، جاءت إلينا هذا العام لتكون ثنائيا رائعا مع الفنانة عبلة كامل... سيدة الأداء التلقائي العفوي... إضافة إلى منة شلبي ومي عز الدين، اللتين أثبتتا مقدرة أدائية، وحفرتا اسميهما على خريطة الدراما التليفزيونية.
أما سميرة أحمد.. فقد كانت حقا مؤهلة - بحكم قدراتها وخبرتها - لكي تحمل على عاتقها مسئولية عمل كبير مثل (أميرة في عابدين)، ولتقود هذا الاوركسترا الجميل من الممثلين... وعلى رأسهم الساحر في الأداء حسن حسني، الذي بالطبع أمتعنا بقدر لا يوصف من الأداء المذهل، ليؤكد من جديد بأن الأدوار المختلفة التي يختارها هي نقطة من بحر إمكاناته الأدائية المكبوتة.
ثم يأتي دور تلك الكوكبة الجميلة من الوجوه الشابة والواعدة، ليكتمل أداء هذا الاوركسترا... الكوكبة التي قدمت أداء تلقائيا ومعبرا... فشخصيات مثل أيمن... علا... عبلة... كانت بالطبع شخصيات مرسومة بعناية، ساهمت في إعطاء شحنة غير طبيعية للأحداث، بل وأضفت فاعلية كبيرة في النهوض بالفعل الدرامي الرئيسي، كما شكلت حضورا طاغيا، وإضاءة مهمة لأحداث العمل بشكل عام... فقد كان للمتألقة «رهام عبد الغفور» هندسة بارعة وخصوصا في الأداء. والموهوب «فتحي عبد الوهاب» الذي قدم شخصية شقيقها أيمن، فهو يسرقنا بحضور متميز في ظل هدوء وتمكن من محاور الشخصية المؤداة في عفوية حذرة، تجعله نجما واعدا في مصاف نجوم المستقبل. أما الفنانة الواعدة (بسمة) التي أدت دور علا، تلك الشخصية المشحونة بعبء عائلي كبير ذات سمات خاصة تعيش متناقضات كثيرة ما بين الذات والأسرة، في دور مركب يحتاج إلى قدرات ممثلة كبيرة تمتلك خبرات طويلة، إلا أن الممثلة الصاعدة فاجأتنا باحتوائها هذا الدور وتجسيده بعفوية وتلقائية وتمكن.
النجم الحقيقي لرمضان هذا العام... ليس بطلا لأي مسلسل... وإنما ممثل موهوب أحببناه... هو الفنان توفيق عبدالحميد.. هذا الفنان الذي انتظر سنوات طويلة لكي تنضج موهبته على نار هادئة... لم يستعجل الشهرة، ولم يسع إلى بطولة مطلقة... ولكنه جعلنا نحترمه بهذه الأدوار الثانوية الحساسة التي قدمها خلال رمضان هذا العام... فهو الدكتور شلبي في (أميرة في عابدين)، الإنسان البسيط المتفاعل مع محيطه الاجتماعي بشكل مذهل وعاطفي جميل... وهو الدكتور رياض في (أين قلبي) حيث نجح بأدائه التلقائي الجميل في سرقة الأضواء قليلا من ملكة العفوية عبلة كامل، وشد انتباه جمهورها الخاص... إضافة إلى تواجده في أبرز مسلسلات رمضان الأخرى (قاسم أمين، إمام الدعاة)
العدد 100 - السبت 14 ديسمبر 2002م الموافق 09 شوال 1423هـ