العدد 100 - السبت 14 ديسمبر 2002م الموافق 09 شوال 1423هـ

واشنطن غير مرتاحة لمواقف القاهرة وتستعجل مصر لـ «إعلان موقف» في حال استخدام القوة ضد العراق

فتحت الإدارة الأميركية خطا ساخنا مع القاهرة خلال الأيام الماضية لجهة استعجال رد على رسالة سابقة أرسلتها واشنطن وتتعلق بما يمكن أن تقدمه مصر في حال استخدام القوة ضد العراق. وقالت مصادر لـ «الوسط» ان القاهرة أبلغت واشنطن بضرورة عدم استباق الأمور، والتركيز على حل الأزمة سلميا وإعطاء الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة فرصة من أجل تجنيب الشعب العراقي المزيد من المعاناة.

وتعد الاتصالات الدائرة بين القاهرة وكل من واشنطن ولندن حاليا مجرد جولة جديدة من سجال خشن بين الطرفين في شأن العراق. وكان العام 1990 شهد توافقا مصريا أميركيا حول التعاطي مع الغزو العراقي للكويت حين دعت مصر وقتها إلى عقد القمة العربية الاستثنائية في العاشر من أغسطس/آب 1990 واتخذت قرارا بتأييد حق الكويت والسعودية في استدعاء قوات دولية لتحرير الكويت، شاركت مصر فيها وترأستها الولايات المتحدة، لكن مصر أعلنت انسحابها في وقت لاحق من التحالف، وعارضت تدمير مقدرات العراق.

وتعارض مصر منذ ذلك الحين فرض الولايات المتحدة وبريطانيا - من دون سند من مجلس الأمن - منطقة حظر جوي جنوب العراق وشماله، وتطالب بضرورة رفع الحصار عن الشعب العراقي معتبرة أن بغداد نفّذت الجانب الأعظم من قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وكان الرئيس مبارك أوفد في فبراير/شباط العام 1998 بوصفه رئيسا للقمة العربية آنذاك وفدا إلى بغداد لاحتواء الأزمة بين العراق والأمم المتحدة، وإجهاض أية محاولات تتخذها الأخيرة ذريعة لضربات جوية، ونتج عن زيارة وفد الجامعة العربية آنذاك إقناع العراق بتفاهم مع الأمم المتحدة، وجرت ترتيبات لزيارة السكرتير العام كوفي عنان لبغداد، ما دفع واشنطن إلى اتهام القاهرة بأن تحركها «انتقل من مرحلة التعبير عن رفض العمل العسكري إلى مرحلة العمل على إجهاضه».

وخلال زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول الأولى للمنطقة في فبراير العام 2001 حاول فيها الترويج لمشروع العقوبات الذكية وفرض أولويات واشنطن (العراق) على الأجندة العربية التي ترى الأولوية للقضية الفلسطينية أبلغت القاهرة باول أنه «ليس هناك عربي واحد مقتنع بأن العراق يملك الآن أسلحة دمار شامل وأن تسلح العراق الآن ليس بالحجم الذي يهدد به جيرانه أو يبرر استمرار الحصار أو توجيه ضربات عسكرية» إليه. وكررت القاهرة موقفها خلال زيارة باول لها في ابريل/نيسان من العام الجاري. وترى القاهرة حاليا بحسب مصادر مطلعة أنه مازال هناك متسع من الوقت لتقويم الأوضاع وتقدير الموقف، لكن يبدو أن الإدارة الأميركية غير مرتاحة مجددا للموقف المصري.

العراق - الوسط

العدد 100 - السبت 14 ديسمبر 2002م الموافق 09 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً